الرئيسية » » عودة المحارب .. | علي محمود طه

عودة المحارب .. | علي محمود طه

Written By Unknown on الأحد، 29 سبتمبر 2013 | سبتمبر 29, 2013

عودة المحارب ..
 

اتدري الريح من ملكت زمامه تشقّ الغرب و تطوي ظلامه ؟
هفت للشرق فاختلجت جناحا به، و استقبلت لثما غمامه !
و قيل دنا و حوّم ، فاشرأبّت ضفاف النيل تستهدي حيامه
و عانقه الصّباح على رباها غضيض الطّرف لم ينفض منامه
يضيء بورده الأزليّ أفقا تظلّله الرّعاية ة السّلامه
وواكبه على سيناء برق بعين الملهمين رنا فشامه
تمثّل إذا تألّق ذكريات و أمجادا مشهّرة مسامه
لمحترب من الأبطال فاد يخاف الدّهر أن يلقي عرامه
حواريّ على كفيّه قلب أبى غير الشّهامة و الكرامه
نحيف من شراه الخلد يحمي تراث الشّرق أو يرعى ذمامه
كسته خشنة غير الليالي و سلّت عزمه و جلت حسامه
أشدّ على قواضبها مراسا و أنفذ من مضاربها همامه
أقام على الفلاة طريد ظلم و ذيد ، فما أطاق بها مقامه
و بايع في شبيبته المنايا فعادت منه و ادّرأت حمامه !
أحلّوا قتله و تطلّبوه دما حرا و روحا مستهامه
تنسّي الحرب كلّ فتى هواه و لا ينسى الكميّ بها غرامه
زئير الليث يطرب مسمعيه و تشجيه برنّتها الحمامه
و وثب الخيل أفراس الأماني إلى خطر تعشّقه و رامه
يصفّ البيض و السّمر العوالي و يرقب من فم الصّبح ابتسامه
و يفرك راحتيه دما و نارا يغنّي حبّه و يدير جامه
كذاك رأى الحياة فما اجتواها و لا عرف الملالة و السّآمه
مفازع للرّدى إن لاح فرّت وراء خطاه و ارتدّت أمامه !
***
أخا الهيجاء كيف شهدت حربا يذكّر هولها يوم القيامه
و كيف رأيت بعد الحرب سلما تملأ بالضّغينة و اللآمه
و قالوا عالم قد جمّلوه فلم يعد الشّناعة و الدّمامه
تناثرت الممالك فيه حتّى لتعجز أن تبين لها حطامه
متاهات تضلّ بها الليالي و لا يدري بها فلك نظامه
فلسطين الشهيدة في دجاه مفزّعة الخواطر مستضامه
أقام المستبدّ على حماها فعاث بها و أفرادها طغامه
و جاء بآبق لفظته دار و أفّاق يحمّلها أثامه
أباح له على كيد جناها و شاطره على خبث مدامه
و علّمه الرّماية و اجتباه فسدّد في مقاتله سهامه !
نديم الأمس سقاه بكأس أحسّ لهيبها و رأى ضرامه
رمى الشيطان عن فخّارتيها و عضّ على نواجذه ندامه
ألا لا يمرح الباغون فيها فلن ينسى لها الحقّ انتقامه
محال أن تطيب لهم حياة عليها ، أو تدوم لهم إقامه
عروبتها على الأدهر أبقى و أثبت من رواسخها دعامه
أتهدأ و هي في الغمرات تأسو جريحا ؟ أو تشدّ له ضمامه ؟
و مفتيها الأمين و مفتديها وراء تخومها يشكو هيامه ؟
فتى أحرارها ما عاب عنها و لا منع الخيال بها لمامه
كأمس ، كعهدها ، لم بغف عينا بليل أقسمت ألا تنامه
يؤلفها على الأحداث صفّا جسور النفس جبّار العرامه
جهاد في العروبة و احتشاد له التاريخ قد ألقى زمامه
***
أخا الصّبوات هل شفت الليالي جراح القلب أو روّت أوامه ؟
حللن بسوريا بعد اغتراب و قد كاد الجلاء يتمّ عامه
فقلت تحيّة الزّمن المعادي لمقتل أطال به صدامه
و أشرقت الكتائب عن لواء يد الشهداء لم تترك عصامه
لأصهب من أسود الحرب يمشي بأصهب تمسك الدنيا لجامه
حواك جلالة فحنيت رأسا و لم تخفض لجبّارين هامه
طريق المجد كم أثر عليه لأهوال لقيت و كم علامه !
و كم جبل هبطت برأس واد يعزّ الجنّ أن ترقى سنامه
حميت الغاصبين خطى إليه فصان عراقه و حمى شآمه
بجيش من بني عدنان فاد ترى نسرا به و ترى أسامه
يروعك خالد فيه و تلقى عبيدة و هو في سيف و لامه
كأنّ الفاتحين من الأوالي على أسيافهم رفعوا خيامه !
***
حماة الشرق ، كم الغرب باغ عليه ، أذاقه بطشا و سامه
و كم أيد عليه مجرّدات مخالب كاسر يبغي التهامه
ذئاب حول جنّته تعاوى كأنّ بكلّ معترك زحامه
هو السيف الأصمّ إذا تغنّى صغا متجبر و وعى كلامه
أعدّوا حدّه لصراع دهر صريع الوهم من يرجو سلامه !

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads