الرئيسية » » بطل الريف | علي محمود طه

بطل الريف | علي محمود طه

Written By Unknown on الأحد، 29 سبتمبر 2013 | سبتمبر 29, 2013

بطل الريف

لا السّيف قرّ و لا المحارب عادا ويح البشير ! بأيّ سلم نادى ؟
الأرض من أجساد من قتلوا بها تجني العذاب و تنبت الأحقادا
فاض السّحاب لها دما – مذ شيّعت شمس النهار
رأت الحداد به على أحيائها أتراهمو صبغوا السّماء حدادا ؟
ودّ الطّغاة بكا مطلع كوكب لو أطفأوه و أسقطوه رمادا
و تخوّفوا و مض الشّهاب إذا هوى و بروق كلّ غمامة تتهادى
و لو أنهم وصلوا السّماء بعلمهم ضربوا على آفاقها الأسدادا
لولا لوامع من نهى و بصائر تغزو كهوفا أو تؤمّ و هادا
لم يرق عقل أو ترقّ سريرة و قضى الوجود ضلالة و فسادا
راع الطغاة شعاعه فتساءلوا من نصعلى هذا الكوكب الوقّادا ؟
إن تجهلوا فسلوا به آباءكم أيّام شعّ عدالة و رغادا
هل أبصروا حرّية إلاّ به أو شيّدوا لحضارة أوتادا
حملت سناه لهم يد عربيّة تبني الشعوب و تنسج الآبادا
هي أمّة بالأمس شادت دولة لا تعرف العبدان و الأسيادا
جرتم عليها ظالمين بعدّكم و عديدكم تتخايلون عتادا
و منعتموها من مواهب أرضها ماء به تجد الحياة وزادا
في المغرب الأقصى فتى من نورها قدخت به كفّ السّماء زنادا
سلّته سيفا كي يحرّر قومه و يزيل عن أوطانه استعبادا
ما بالكم ضقتم به و حشدتمو من دونه الأسياف و الأجنادا
أشعلتموها ثورة دمويّة لا تعرفون لنارها إخمادا
حتّى إذا أوهى القتال جلادكم و مضى أشدّ بسالة و جلادا
جئتم إليه تهادنون سيوفه و سيوفه لم تسكن الأغمادا
و كتبتموا عهدا – بحد سيوفكم - مزّقتموه و لم يجفّ مدادا
***
الأهل أهلك ، يا أمير ، كما ترى و الدّار دارك فبّة و عمادا
أنى نزلت بمصر و جاراتها جئت العروبة أمّة و بلادا
مدّت يديها ، و احتوتك بصدرها أمّ يضمذ حنانها الأولادا
و لو استطاعت ردّ ما استودعتها ردّت عليك المهد و الميلادا
و أتتك بالذّكر الخوالد طاقة كأجلّ ما جمع المحبّ و الهادي
و بلوت من صلف الطّغاة و عسفهم فيها الليالي و السنين شدادا
جعلوا البحار ، و مثلهنّ جبالها سدّا عليك و أوسعوك بعادا
دعهم ! فأنت سخرت من أحلامهم و أطرتهنّ مع الرّياح بدادا
عشرين عاما ، قد حرمت عيونهم غمض الجفون ، فما عرفن رقادا
يتلفّتون وراء كلّ جزيرة و يسائلون الموج و الأطادا
من أيّ واد .. موجة هتفت به و مضى ، فحمّلها السلام ، و عادا
لو أنصفوا قدروا بطولة فارس لبلاده بدم الحشاشة جادا
نادى بأحرار الرجال فقرّبوا مهجا تموت وراءه استشهادا
يدعو لحقّ أو لإنسانيّة تأبى السّجون و تلعن الأصفادا
شيخ الفوارس حسب عينك أن ترى هذي الفتوح و هذه الأمجاد
الرّيف هبّ منازلا و قبائلا يدعو فتاه الباسل الذّوّادا
حنذ الحسام لقبضتيك ، و حمحمت خيل تقرّب من يديك قيادا
و على الصّحارى من صداك ملاحم تشجي النّسور و تطرب الآسادا
أوحت إلى العرب الحداء، و ألهمت فرسانهم تحت الوغى و الإنشادا
عبد الكريم انظر حيالك هل ترى إلا صراعا قائما و جهادا
الشّرق أجمعه لواء واحد نظم الصفوف و هيّأ القوّادا
لم يترك السّيف الجواب لسائل أو ينس من مترقّب ميعادا
سالت حلوق الهاتفين دما ، و ما هزّوا لطاغية الشّعوب وسادا
فصغ البيان به ، و أنطق حدّه يسمع إليك ، مكرّرا و معادا
كذبت مودّات الشّفاه و لم أجد رغم العداوة كالسّيوف ودادا
***
لهجت قلوب بالذي صنعت يد شدّت لجرح المسلمين ضمادا
حملت ندى ملك ، و نجوة أمّة صانت بها شرفا أشمّ تلادا
و حمت عزيزا لا يقرّ ، و أمّنت حرّا يقاسي الجور و الإبعادا
فاد من الغرّ الكماة مجاهد تتنازع الآلام منه فؤادا
جارت عليه الحرب ثم تعقّبت في السّلم تحت جناحه أكبادا
زغب صغار مثل أفراخ القطا و حرائر بتن السنين سهادا
هو من رواسي المجد إلا أنّه عصف الزمان بجانبيه فماذا
رجل رأى شرا ، ففادى قومه و أحس عادية ، فهب ّ ، ورادى
ظلموه هواه إذ أحبّ بلاده ما كان ذنبا أن أحبّ ففادى !


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads