الرئيسية » » لقاء و دعاء | علي محمود طه

لقاء و دعاء | علي محمود طه

Written By Unknown on الأحد، 29 سبتمبر 2013 | سبتمبر 29, 2013

لقاء و دعاء

لقاؤكما قد كان حلم زماني و عهدكما للشّرق فجر أماني
و لا عهد إلاّ للعروبة و العلى لقلبين في كفّين يعتنقان
تحدّثني عيني ، و قد سرتما معا حبيبان سارا ، أم هما أخوان !
و يسألني قلبي ، و قد لاح موكب من الأحمر اللجيّ أشرق داني
على ملكي من شراع و لجّة تطامن في صفو له و أمان
تناسمه بين العشّيات و الضّحى سرائر من أرض الحجاز حواني
و أفئدة من أرض مصر مشوقة شواخص في الثّغر المشوق رواني
إلى افق فيه من الرّوح هزّة و فيه من الوحي القديم معاني
أتسأل يا قلبي و أنت بجانبي ؟ و كيف ؟ ألم تعلم من الخفقان
و أنت الذي تصغي ، و أنت الذي ترى و تنطق منّي خاطري و لساني
و منك الذي أوحى إليّ فهزّني و فجّر شعري من سماء بياني
أنال جلال اليوم منك ، فخلته رؤى يقظة ؟ بل ذاك رأي عيان
هو الملك فاروق في موقف الهدى تسير إليه الفلك دون عنان
يؤم بها ربّ الجزيرة مصره و ما هي إلاّ فرحة و أغاني
هما عاهلا الشّرق العريق و ركنه هما حصنه الواقي من الحدثان
هما الحبّ و الإيمان و المجد و النّدى تمثّل في آياتها ملكان !
***
سلاما طويل العمر مصر تبثّه بأعذاب ما رفّت به شفتان
و للنّيل أمواج يثبن صبابة بأفراح دور فوقه و مغاني
تجلّى طرازا في لقائك مفردا رفارف خضرا في ظلال الجنان
يحيّ بك الشّعب الحجازيّ شعبه و فيك يحيّ القبلة الهرمان
تساءل فيهاالصّحبان و قد بدت مخاضرها من لؤلؤ و جمان
و آفاقها مكّية النّور و الشّذى يضئن بأقمار بهنّ حسان
جلاها المساء القاهريّ صباحة تغاير في لألائها القمران
سعودية الإشراق تزهى بنورها مطالع فاروقية اللّمعان
أفي مصر ؟ أم بطحاء مكة يومنا ؟ هنا وطن أم ههنا وطنان
و تلك قطوف النّيل دانية الجنى أم أنّ قطوفا للرياض دواني
هوى لك يا عبد العزيز أصارها و ما اختلفت في صورة و مكان
و أنت أخو الفاروق دارك داره على الرّحب ، و الدّاران تلتقيان
فإن تذكر الأوطان و الأهل عندها فما مصر إلاّ موطن لك ثاني
و ما هي إلاّ أمّة عربيّة موحّدة في فكرة و لسان
أينصت لي الضّيف العظيم هنيهة و يسمع لي الفاروق صوت جناني ؟
يقولون نار الحرب في الغرب اخمدت فمالي أرى الشرق سحب و دخان !
مشت بالشّتاء الجهم فوق تخومه برعد حسام و التماع سنان
بإيران صيحات ، و في الشّام ضجة و في القدس جمر موشك الثّوران
و في السّاحل الغربيّ من آل طارق جريحا إباء في دم غرقان
طماعية فيه زالت قناعها و ما سترت وجها لها ببنان
رمت عن يد قفّازها و تحفّزت مخالب ضار أو براثن جاني
فإن قيل هذا مجلس الأمن فاسألوا علام تضجّ الأرض بالشّنآن
و فيم دعاة السّلم طال حديثهم على غير معنى من رضى و أمان
و أبهم حتى بان كاظّلّ طامسا و داور حتى راغ في الدّوران
أرى اليوم مثل الأمس صورة غاصب و إن حوّرت في صبغة و دهان
***
إليكم ملوك الشّرق كم عن مقالة ثنائي حيائي و الوفاء دعاني
أشدت بما شدت فرادى ، و كلكم يفاخر جيل بالذي هو باني
أناشدكم و الشّرق بين مطامع تهدده في حوزة و كيان
فهلاّ جمعتم أمره و استعنتمو بكلّ فتى بالطيّبات معان
أرى حلفاء الأمس لم يحلفوا به و ما زال من خلف الوعود يعاني
و ما قرّ في ظلّ السلام بحقّه و لا فاز من حرّية بضمان
و تلك أمانيه على عتبايهم مطرّحة في ذلّة و هوان
أنقنع من حقّ و جامعة له بجمع يدير الراي حول خوان ؟
و ليس لها من قوّة غير ألسن و أقلام كتّاب و سحر بيان
و ماذا يفيد الرأي لا سيف عنده و ماذا يصيب القول يوم طعان
على البأس فابنو ركنها و تأهّبوا بمستقتل من حولها متفاني
تلاقي بها رايات كلّ شعوبه و أسيافهم من صلبة ولدان
كأمواج بحر زاخر متلاطم ينابيعه شتّى ذرى ورعان
ضمنت بكم مجد العروبة خالدا على كرّ دهر و اختلاف زمان


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads