ناحتُ الصخر
لمن طرقة خرساء صماء تعول | أقض بها النوام في الفجرِ مِعولُ ؟ |
لذلكم الصخر يحطم صخره | ولما يزل لليل في الصبح مدخل ! |
أكب على تحطيمه وانتحاتهِ | كراجٍ له في ذلك الصلد مأمل ! |
يطوحُ في عرض الفضاء ذراعهُ | ويهوى على الصماء كالخطب ينزل |
ولكنها تلقاهُ صماء لم تلن | وقد خذلت كفاه والصخر يخذل |
يدور حواليها ليدرك مقتلاً | وهيهات في الصٌلد الاصماء مقتل |
ويغمزها غمز الخبير وينثني | يحاول ما أعياهُ ، لا يتحول |
وقد جاش في أعضائه كل نابض | وسال دم في صورة الماء يهطلُ |
وحين توالت طرقة بعد طرقة | تفتت تحت العزم ما كان يصمل |
فأرخى ذراعيه ، وأسند جسمهُ | إلى معول ، نضّاه للكدح معولُ |
***
| |
تسيل جهود أو دماء نقية | لينصب تمثال ، ويرفع منزل |
وما نصب التمثال للكادح الشقي | وليس له في ذلك القصر موئل |
ولكن قصاراه شراب ولقمة | ومأمله في ذلك الصلد مأكل ! |
قفار كمثل الصخر أسود كالح | وأفراخهُ كثر ، وأنثاه مطفل |
فإن كان إكليل فهذا جبينه | وإن كان تمثال فهذا المَمثل |
ويا رحمة الإنسان أدعوك فاخجلي | أمام بني الإنسان إن كان يخجل ! |
*
| |
1934
|