الرئيسية » » ما تبقى من جثتي صبحى موسى

ما تبقى من جثتي صبحى موسى

Written By غير معرف on الجمعة، 15 مارس 2013 | مارس 15, 2013








 ما تبقى من جثتي
صبحى موسى 















اِسمحى لي
 أن ألوح من بعيد وأرحل
 فجميعهم لوحوا
 ورحلوا من هناك
 جميعهم
 كانوا يرفعون خوذاتهم
 مواعدين الصباح بأنهم عائدون
 لكن أحدًا
 لم يعد







أصدقاؤنا الذين عادوا
كانوا مختلفين تمامًا
عما نعرفهم
ليس لأن سيقانهم بترت
ولا لأنهم كانوا بلا أذرع يلوحون بها
أو ابتسامات يطلقونها في وجوهنا
ولكن
لأنهم ماتوا











لنجلس الآن ونعد بقايانا
زجاجة خمر ؟! أوراق نرد ؟!
 بضع رصاصات فارغة ؟!
لنجلس أيضًا
ونعاود العد من جديد
فثمة شيء صغير ضائع
لم نره منذ رحيلنا
ربما كنا نحن هذا الذي
لا تعيده الرصاصات الفارغة







... اِسمي ؟!
فقدته هناك
كان يجلس بجانبي
يتناول الشاى
ويحكى عن طفولته وسط الحصار
وحلمه أن يصبح ديكتاتوراً ذات مساء
لأن هؤلاء وحدهم
هم القادرون على
منحنا اسمًا









لي أن أقاتل..
ولي أن أخون.. ولي أن أبيع أصدقائى
من أجل رغيف خبز
 أو شربة ماء..
 لي أن أضع السونكى فى جروحهم
 لأكتب وصيتى










احزن يا صاحبى كما شئت
 فلن أشاركك الحزن
يكفي ما بيننا من جرحى وقتلى وموت
يكفي الآن أننا ..
لا شىء !







ليس لدينا سوى بضعة خطابات
كتبنا حروفها سويًا
كانت دموعنا كل ما نملك
وحين جفت
شكرنا الله
لأنه كان كريماً بما يكفى
لأن تنسف شظيةٌ
رأس واحد منا








هل كنا الذين ذهبوا
أم أن أشباحًا تمثلت أجسادنا
 مثلما تمثلت جسد المسيح قديمًا
لولا أنه رفع
وأننا
لم نكفِّر حتى
عن ذنوبنا فقط 









مرسل لكِ
خطابي هذا وطيه:
بطاقتي العسكرية
وما تبقى من جثتى
























التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads