الرئيسية » » وعينُ بصيرتي لُغَتيْ محمد منصور

وعينُ بصيرتي لُغَتيْ محمد منصور

Written By غير معرف on الجمعة، 15 مارس 2013 | مارس 15, 2013









وعينُ بصيرتي لُغَتيْ
محمد منصور

عنوانيَ الصحراءُ
قلبي موطنٌ للريحِ
وجهي صفحةُ الليلِ الشفيفِ
ونورُ عينيْ نجمتانْ
بيني وبين العابرينَ ملامحي عهدٌ
بأن يضعوا المكانَ مكانَ أعينهم
وأن يلدوا الزمانْ
لا شىءَ يمنعني رحيقَ براءتي
-تلك التي جعلتْ من القديسِ قديسًا
ومن عرافةٍ بدويةٍ نجمًا-
سوى إيقاعِ قافيةٍ
يُحفِّزُ ما تبقَّى من هدوئي
كيْ أُودِّعَ
خيمتي/ طللي/ عيونَ حبيبتي/ ومعلقاتِ الخارجين عن القطيعِ/ دراهمَ الخلفاءِ/ زندقةَ النواسيينَ/ بغدادَ القصورِ/ وصرخةَ الحجاجِ/ قيسَ/ العامريةَ/ والقرامطةَ الشيوعيينَ/ أنصارَ البديعِ وهمْ على ثِقةٍ يسوقونَ الأدلَّةَ للخليفةِ كيْ يدُسَّ السيفَ في صدرِ البيانْ
لا شيءَ يمنعني الخروجَ من القصيدةِ
كي أقولَ لآخرِ السجناءِ
إنَّ الشعرَ نارٌ تُنضجُ الأرواحَ
بالكلماتِ والإيقاعِ
لكنَّ القصيدةَ كالدخانْ
 *       *      *      *
عنواني الموتُ المؤجلُ
واليقينُ اللانهائيُ المعاني
واختبارُ الحزنِ بالإيقاعِ
عينُ بصيرتي لغتي
ومحبرتي الصدورْ
لا شئ يُخرجني من الليلِ المرابضِ
غير سنبلةٍ نمتْ في قلبِ من أحببتُ
فانتصرَ الزمانُ على المكانِ
وصرخةُ الموتى على صمتِ القبورْ
وغدٌ على أمسِ
البعيدُ على القريبِ
الحسنيانِ على الفرارِ
المستحبُّ على الفرائضِ والنذورْ
ودفاتري لا شئ يُنجيها من السلطانِ
إلا حكمةُ الطوفانِ
أو قلقُ المسافرِ من هبوب الريحِ
أو نارٌ على جبلٍ
وعذراءٌ تُخصِّصُ رحمها لله
أو غارٌ..
ويحمي ساكنَيْه يمامتانْ
لا شيء يمنعني الخروجَ من القصيدةِ
كي أقولَ لآخرِ السجناءِ
إن الشعرَ عينٌ للقلوبِ وللمصائرِ ترجمانْ!

    


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads