الرئيسية » » منير الادريسي المنعكس في البركة

منير الادريسي المنعكس في البركة

Written By غير معرف on الجمعة، 22 فبراير 2013 | فبراير 22, 2013

منير الادريسي
المنعكس في البركة



(...)

الذي في المياه، أخفّ.ُ.
مِنْ ظل وضوء وماء
مثلما هي نظارته الطبيّةُ

مثلما هوَ الصَّفْصَافُ، ملامسًا بِرُؤُوسِهِ
سماءً تحت الأقدام.
مثلما هي أسرابُ الطيور
منعكسة ً..

بيسرٍ
يتنفس في المياه التي تتنفسه.

لم يصب بالأنفلوانزا و لا أيّ سوء
لكنّه يعطس أيضا..
ويتعفّن بلون برتقالةٍ في الغروب.

لهنيهة، مدّ الرجل
قدمهُ فوق سطح المياه
فابتل حذاءه بحذاء الآخر!

لا أثر في المياهِ
ولا مشيَ..
بل الكينونة ُ وهيَ تمنحُ نفسكَ عظامها الأولى.


في سوق السّمك

أتأمل يدا خفيّة هنا، أمتن من شباك الصيادين
إلى الضفة
ألقت بلحم الأسماك الفضي في صناديق
لتبهر النظرة.

يد، تغمر المكانَ بنفَس البحر
فيما تلبس قفازات النسيان.
أفواه مفتوحة ٌ
لحيتان كبيرة، فوق المصطبة
يقطر ماء الغيم
عن حواف مظلتي، لا تسعني خطوتي على الأرض.
يبللني التأمل حتى العظم.
لم يكن في جيبي سنتا واحدا، أمام الحبّار
ولا سمكة المارلين
ولا السردين.

لكنّ سرا كبيرا، مدهشا بفم مفتوح
ظلّ عالقا في صنارة التأمّل.


باصُ ليل الرباط

مثقلٌ بنا،
يمرّ ُببطء..

نتشبث بقوّة،
كلما مال إلى أيّ من الجهتين.
كما لو كان بمجداف واحدٍ
يعبر نهر المسافة
السّاكن.

أضواء لنفق سرّي
في سقفه.

من قوس لآخر، نلتفتُ إلى الأزل العملاق باسطا كفيه
(لم نحظ بشيء منه)

يدوسُ مَن في عمق النفق
بصنداله
على المكابح.
كتف تلمسُ كتفا
وردة تداسُ بالأرجل
جحيمٌ من معدنٍ يتوقف فجأة وسط منتزهٍ، في الليل.


يدٌ على الزجاج

من زجاج لنافذة برج
على الأرجح، أطلّ
على السّاحةِ
يلهو الأطفالُ، كما يلهو الوقت
بالسّحبِ والظل.

صدى أصواتِهم كبصمة صندال إثر آخر، يتفتّح
في الهواء

لا يُسمّي شيئا، لا يقبضُ على ليمونة معناهُ
ليعصرها
لكنّهُ يوسّعُ النّهارَ..

(مأهولاً بخفّة الأصوات، وأسراب السنونو يتّسعُ).

صوتٌ صفصافٌ
يلمسُ بفروعه النافذة، صوتُ معدن طائر..

وإن نزلتُ
وتخفّفتُ من معطفِ المساء الرمادي
على الكتفين،
فقد تركتُ آثار يدٍ على الزجاج
يدُ الأصواتِ هيَ
أم يدي؟


منير الإدريسي شاعر مغربي، له مجموعة شعرية بعنوان مرايا الريش الخفيف، فائزة بجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب دورة2006-2007
Mounirmm2@gmail.com




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads