الرئيسية » » سلام صادق ما فاضَ من ألمٍ

سلام صادق ما فاضَ من ألمٍ

Written By غير معرف on الجمعة، 22 فبراير 2013 | فبراير 22, 2013




سلام صادق
ما فاضَ من ألمٍ



الآن ..
وليس بعد فوات الاوان
سنتفاوض مع الفرح
سنروّض الاعياد
نشتري لعباً للاطفال
نبعثر الموسيقى عند اقدامهم
ونطلب منهم الرقص
نملأ حناجرهم بالاناشيد وبالغناء
بالرفضِ وعدم الانصياع
بعدم الطاعة وتنفيذ الاوامر
وعدم المشاركة في الحرائق
لئلا تعزفهم الريح رماداً مثلنا .
لم اكن انا
ولم تكن انفاسي
لكني اعرفُ من اساء الظن بالريح
وجعل الاوراق تتساقط خضراء
في حضن ليلٍ بارد
كان يطاردُ نبضهُ
.ليصلَ دفء قلبها
حلّقنا عالياً
ولم نكُ نعرف
أين سيكون الهبوط
فقد كانت ظلالنا
تغطّي الأشياء تحتنا
وخوفنا كان مقدساً
.كثورٍ بجناحين
حينما اوغلُ فيها عميقاً
الغابة تفتح لي قلبها
الاشجار تمشي معي في نزهتي
.وتصحبني الطيور
سأكون شاهداً على الذي لم أرَه
العالم جميل
والناس أشدُّ جمالاً
.لكنني شاهد زور
يا الله ماذا فعلت بالسماء ؟
لماذا وزعتها كشظايا مرايا على الغربان ؟
يا الله ماذا فعلت بالارض ؟
لماذا اسلمت مفاتيحها للعميان ؟
فحين يكون المفتاح اعمى
والنور شموس بلا اهداب
من يفتح الباب ؟
وحين تصير النخلة عيدان ثقاب
وماء النهرين سراب
فمن سيطفي جذوة الغياب ؟
وإذ تصير الوردة طلقة
ونجيع الاطفال خضاب
فكيف نزّف ربيعاً في لفح آب ؟؟
وحين تصير الشهقة قبلة
وغصون الشوق حراب
فكيف نقطف أثمار الحب
في زمنٍ يباب ؟
كالوحيد في زنزانة
جهاته الاربع ظلام
استدار الى جهةٍ خامسة
. فكان وجه حبيبتهِ يضيء

حين اختفي من حياتكِ
سابكي طويلاً قبل ان أموت
ليلكِ سيبقى مشعاً بدمعي
.وقبري سيبقى مُضاءً بذكراكِ
كلما تصاعدت حروب الارض
.مالَ لون السماء الى الرصاصي
ليلٌ عشعشَ في السرير
وما أسلمني للنعاس
فجرٌ راودَ زجاجَ نافذتي
.فغفوت
كنتُ بدءَ الرحيلِ
وانتهاءِ الحكاية
صرتِ بدءَ الحكايةِ
وانتهاء الرحيلْ
.أيقونةَ الصبرِ الجميل
قريبةٌ انتِ
على المدى البعيدِ
أقربُ إليَّ
من حبلِ وريدي .

على حافّة الشرخ
الذي اسموهُ المستقبل
ظلالنا قاع المحيط
والهاوية حاضرنا
الذي لاحدود له
. بغير شرقٍ يحترق
حزني دمعة ايقونة
جرحي محراب الصلوات
لخطو صبي تاه
.او وجه نبي مات
ما من ينبوعٍ يُكسى
من دون صخور
ما من صخرةٍ تتعرى
.بعيداً عن الينابيع
أصابعي ملوك الحانات
خمسة نادلين
. لكأسٍ واحدة
نحنُ الراسخون في الحُلم
كلّما إرتدَّ الينا طرفُنا
نعوذُ بالليل من النسيان الرجيم
.ونقولُ للشرقِ كنْ فيكون
.الزمنُ يجرحُ المرايا ، لتنزفَ الاسماء
. للسماءِ التي يغفو فيها الرب ، أقمارٌ غامضة
قُلْ ان الليل اناء
والخمرة فجر
وابحثْ بينهما عن عينين ساهرتين

قُلْ ان الافق طريق
والريح جناح
وابحثْ بينهما عن ملاكٍ ضّال

قُلْ ان النجمة قبلة
والتيه شفاه
وابحث بينهما عن مصادفةٍ بعيدة

قُلْ ان النهرَ بلاد
والموجة راية
وابحث بينهما عن خفقة قلب

قُلْ ان الفضاء حرير
والنافذة مرآة
وابحث بينهما عن عطر ظفيرة

قُلْ ان الضحكة جرح
والنصال شموع
وابحث بينهما عن وجه نبي

قُلْ ان النسيان ذكرى
والنبض هتاف
وابحث بينهما عن اسم صديق

قُلْ ان العشب سماء
والنخل مسلات
وابحث بينهما عن وطنٍ شاهق

قُلْ ان الغروب نزيف
والفجر لهيب
وابحث بينهما عن شمسٍ تحتضر

قُلْ ان الماء حياد
والهواء صراخ
وابحث بينهما عن زوبعة سابتة

قلْ ان الطفولة نقاء
والشيخوخة حكمة
وابحث بينهما عن رجل غامض

قلْ ان الحنجرة فضاء
والبكاء خيمة
وابحث بينهما عن حزنٍ صارخ

قلْ ان الاغصان سياط
والطيور كلمات
وابحث بينهما عن جثة شاعر

قلْ ان الجسد اقحوان
واللغة ألوان
وابحث بينهما عن نسغ قصيدة

قلْ ان التاريخ غبار
والمقصلة طاولة
. وابحث بينهما عن اشباح وحروب
ذكراكِ عصفٌ بين جوانحي
فكلما فتحتُ باباً
ظننتهُ كتاباً
. واستغرقتُ في قراءة الريح
. حمرةُ الكرزُ على شفاه مدينتي ، بقايا دمٍ متخثر
. انا الذي نسي اسمه
أُحبكِ ، وخائفٌ يا انتِ
. خائفٌ منّي عليكِ
. للمرّة الستين سأكرر نفسي هذا العام
كشهاب تسطعين في راسي
فتشحب رهاناتي عن النوم
يغرقني الليل باحلام مطفأة
ينبض في عروقها نبيذٌ معتق
كنتُ اهدهدُ وردة النعاس بين كاساتهِ
فتزدهر الروح
ويلوح البحرُ بلا غيوم
والليل دون حكايات بلهاء
وبكثافةٍ من شخير
أميّزُ الموتى عن الراقدين حولي
ايتها السماء المشتعلة بلوني الضحى والمغيب
دون ان تترك ظلالها على البياض
ايها الهواء العابر شراك حنجرتي
دون ان تميل لهُ وردة الشعر
بكما ساختتمُ عامي الباهض هذا .
ليلة 1-1-2013
. تنتظرين شجرةً تسمو ، وانتظرُ جزيرة تغرق
الله شقيقي في الألم
ناديتهُ : يا الله
اجابني : نعم يا اخاه
فتهتُ بجرحي عميقاً وتاه
. عميقاً بين آهٍ وآه
تأتين ..
فأصمتُ اجلالاً لرهبة العناق
تأتين ...
ترممين جسور صلتي بالحياة
تأتين من قلب العالم
.
.
.
.
.
لحاضنة قلبي
تأتين ...
توشّين جرح العام الفائت
برنين الاجراس
تأتين مصنوعةً من حلم
تأتين عموداً من نور
يبدد حلكة هذا الديجور
وتاتين مرايا لكل قلوب النساء
شهقةً من حريرٍ
أو زرقةً من سماء
. وتأتين ثرّةً بالقبلات الأشهى من حلوى الاعياد
متعبٌ من توالي الايام وزمهريرها
اضطجعُ مستيقظاً بعينين مشبوحتين على اللانهاية
قدماي باردتان كالموت
اصابع يدي متيبسةٌ كانها ليست لي
أُرهفُ السمعَ لنثار الثلج النازل وكأنهُ على الوسادة
يا الله ، اعرني كفكَ البيضاء الرحيمةَ
. لأكتبَ شيئاً عن الدفء الذي يشعّ من جسدِ امرأة بعيدة
قمري ذاب
وبقيتُ لوحدي
ساقيةً حزنٍ
. تجري من بقايا شعاعه
وأهزُّ سماء عرشها العالية
فينبت لي ريشٌ أزرق
. اجتازُ به حقول الليل
في كل مكان
مقبرةٌ لنا وشجرْ
. خيمةٌ واكثر من قمر

في الغرفة ظل تائه
ليس لليل
ليس للنهار
ربما كان ظلها
جاء يبحث عن ظلي
يحاول ان يعانقهُ
وكالعادة فقد ارتكبتُ خطيئتي
. حين اشعلتُ النور
قنينة النبيذ عند النصف
عمّا قليلٍ
سيصبح من المفيد محادثة الهواء
. في نصفها الآخر
ما نسيتهُ الغيمةُ في سهول عينيكِ
أمطاراً لروحي
وما نسيهُ الكلامُ في ذمة الريحِ
متاهةً لمنفاي
ومنهما تعلمتُ كيفَ اغمسُ اصبعي بالكحل
. لأكتب ببلاغة الملائكة آية النسيان
شريانٌ يخرج من جبيني
يدخلُ في ريشةِ النسرِ
. لكي أطير
هواؤها مهادن
وليلها مجنون
آفِلٌ مداها
ولهاثها يحتضر
. مثل نافذةٍ تطلُّ على جدار
هي لي
وعارية مني تنام في الماضي
هي لي
ووحيدة مثلي
. لكنها شريكتي في بياض الشراشف
تعالي ..
أزيلي عن شفاهي
غبار اللغات
. وهراء الليالي الباهتة
المرآة تكذّب فرحها ايضاً
زئبقها حزين
. تظللهُ قشرةٌ من دمٍ متيبس
تسقطين على اوجاعي
كأنك تهبطين من كوكب آخر
تقطعين الف ميلٍ من الزعفران بلحظة
تعيدين لي صلتي بالحدائق
قبل ان تلقي شيخوخة الليالي
وشاحها الابيض على البحيرة !
وتتوارى الاوزات
كما خبرٍ سريع
.
في نشرة جوية
. أعارتني يدها ، لاوقدَ شمعةً ،لكنني مافعلتُ شيئاً ، حتى أطفأني الأنتظار / وحين منحتني قلبها مصباحاً أستنيرُ به ، عبثتُ بهِ كطفلٍ ، فاحترقت أصابعي
دموعي تذرفني ، يا بائع المناديل من يجففها ؟
. يمنع التجولُ في المقابر ، الموتى في حالةِ طواريء ، فما زالوا منهمكينَ بترميم ذاكرتنا
. ألطرقاتُ سريعةٌ والريح تعصف ، ودراجتي الهوائية خضراء
.بلبلةٌ في لساني ، فكيف يغني بلبلٌ في قفص
. سأكتب بالحبر الابيض ، واطوي ما اكتبهُ في كفنٍ او قماط ، وأرمي به في البحر
هاكَ عناصر الوهج ملقحةً في رحم الزوبعة ، هاكَ تيجان الكوارث مرصعة في سديم الفشل ، هاكَ اشتعال الوقت يطفيء حريق الشك في مؤامرة الجمال
وهاكَ جثتي
. شاهدَ عيانٍ عن هلاك الهواجس ، وقد استفردت بها حدّة المراثي او سرّية المراسيم
. وان انتفت حكاية الموت فلا دافع للكتابة ، لان هذهِ الحياة غير جديرةٍ بهذا الخوف الكبير
. أبحثُ عن كلمةٍ بحجم إمرأة
. النسيان صديق ، والذكرى حبيبة ، فأيهما تختار ، وايهما تهجر
المدى ينادي النيران
الاشجار الكسولةُ لا تفيق
فيأتي طائر الفجر مشتعلاً
يوقظ الضوء بقطرات الندى
. ويخمدُ الحريق
. الشمس تخجل ايضاً ، فقد سرقت بعضاً من طباعكِ ، وقليلاً من نور محياكِ
نحنُ ظلال من ماتوا مبكراً
. وضوء من سيولدون
تكشفُ الخرافةُ عن ساقيها
فعندها عنعنة طويلة
تكفي لكي تحقق للشيوخ .
. انتصاباتهم العجولة
بيني وبين قمر وجهها سياج حديقة مرتفع
يظلل نصفها المضاء باحداقي المشبوحة فزعاً
وما يحول بيننا أيضاً شجرة التين
التي تشدو لنصفي المأخوذ بهمسها الواطيء
. خشية الجيران
زَبَدٌ يرثُ الموجة
قاربٌ اعمى يقود المدّ
السلاحفُ فقط
. تعرفُ المسافةَ الى الشطآن
كلّما راودتُ الوردةَ عن نفسها
لمّت تويجها على نداها
متأهبة لنحولٍ يشوبهُ الذبول
تختزلُ بقيةَ عمرها
. وحكايةُ عطرها تطول
يسقط ثلجٌ على الاشجار ، يسقط عرشٌ في الشرق الاوسط ، يسقط مائتي قتيل من اجل سنجاب عابث ، تسقط طائرة روسية تقل وفدأ للسلم والتضامن ، تسقط دمعةٌ حرّى كما لو انها دمعة أم ، يسقط المارّة على الثلج النازل ، يسقط حارس البناية على العتبة ، يسقط نيزك في بحرٍ يخترع الاعذار لئلا يموت ، يسقط طائرٌ في فخ الرسائل المتأخرة، يسقط العالم في حضن مومس تشفق عليه أكثر منّا ، يسقط فارس الاحلام عن مهرته البيضاء ، تسقط جيوش البرابرة عند تخوم الحضارات ، تسقط التراتيلُ موسيقى منسابة في قلب الله ، تسقط الشمس بعيداً عنّا قريبا من اوهامنا، تسقط الثمار الناضجة في الوحل ، تسقط الطفلة من ارجوحة العيد ، تسقط اوراق التوت يسقط .. يا .. يسقطون يسقطون جميعاً،
قالت في نفسها : اذن السقوط مصيرنا الشائخ ، بغتة وتزكمنا رائحة الضجر منه ، ان نغتال انفسنا بالافراط في الحب ، أقل ايلاماً من بصقة رشاشاتهم ، طالما هم يوزعون اطراف اصابعهم على الحديد البارد سنوزع اطراف اصابعنا على دفء الملامسة .
يهمي الثلجُ كثيفاً
وحين اكونُ معها
لا حرٌ ولا برد
تنسى الفصولُ سليقتها
. ويضطربُ توالي الاعوام
ها انتِ يكللكِ البياضُ شجرةً
طاقةُ النبات خضراءَ في عينيكِ
يغطي غرّتكِ تاجٌ ترفعهُ يمامتان
وكرزُ اللهفةِ يصبغُ شفتيكِ
عروس الغابةِ كنتِ
. وانا حارسها من الندم
امرأة تحسُّ حرارةَ أنفاسي
فتخلد للنوم
وأرضٌ يقضّ مضجعها زمهرير استغاثتي
وما تستفيق .

تقاسمني المرأة حافّات سريري
. تنازعني الأرضُ معاقل رؤياي
من مكانٍ لا على التعيين
من زمانٍ موغلٍ في البعد
يأتي صوتُ الحرية
. وسألحق بهِ حتى ولو كان لشبح
ابكي منذ طفولتي
فقد رضعتُ مايكفي من دموعي
منذُ اللحظة الاولى التي
. وضعوا فيها المرارة على ثدي امي
على شرفة دارها باب
يفتح ثغرهُ للحلم
فينسرب منهُ بياض الماضي
والذي ينسى يدخلهُ ثانية
. وهذا ما فعلتهُ
حكايات الاميرات خرافات لذيذة
تزاحم التيجان فيها
يثقل رؤوس الاطفال
. لكي يناموا مبكراً
ها نحنُ كما كنّا
ثلاثون مررن من دوني
وما زلت اقول :
لابأس سنذهب للتجوال يوماً
. رغم ان ساقي تؤلمني في غربة الدروب
شفتان نابضتان كقلبٍ مرهق
عينان رافلتان بنحيبٍ كتوم
جرحٌ قديم فاغراً فاه ، لأمرأةٍ
تنتظر عودة رجلٍ مصابٍ بالرحيل
. لتقول له: احبك
في غرفة نومها
يتجول الليلُ بحرية نكايةً بجسدها المضيء كالبلّور
. ما أضيق هذا الثوب الاسود
طاردتُ السناجب في حلمي
وحين تعبتُ
استرحتُ اعلى الشجرة
مع عصفورة ايقظتني فجراً
. بزقزقتها



سلام صادق / شاعر عراقي مقيم في السويد صدر له اكثر من مجموعة شعرية
salaamsadeq@telia.com



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads