الرئيسية » » سالم أبو شبانه رجلٌ على الجسرِ يطيرُ أوراقًا في الريحِ

سالم أبو شبانه رجلٌ على الجسرِ يطيرُ أوراقًا في الريحِ

Written By غير معرف on الجمعة، 22 فبراير 2013 | فبراير 22, 2013

سالم أبو شبانه
رجلٌ على الجسرِ يطيرُ أوراقًا في الريحِ


تناصٌّ

النهارُ طويلٌ
تحتَ الشجرةِ
الأبديةُ صامتةٌ
في الظهيرةِ
ممراتٌ تلوحُ في جبالٍ قريبةٍ
قوافلُ في الريحِ غربًا
وصايا وكتبُ عتيقةٌ
في الهوادجِ
كانت الذئابُ في الوادي
تحلمُ بدورِها في الأسطورةِ
فكيف نامتْ الغزالةُ
على كفيكِ؟
قلتْ لي: لا تمشِ وحدَكَ
فمشيتُ وحدي في الدربِ
رفعتُ اسمي عاليًا
أتشمّمُ رائحةَ الأحبّةِ
وقميصي خرافةُ من يأتِ بعدي
مبلولاً بماءٍ أبيضَ كانَ
ومنذورًا لأصابعِ المرأةِ
في الشّرفةِ البعيدةِ
الذئبُ الذي رافقني أصدقُ
من نارِ البدويِّ العاليةِ في الليلِ
مشيتُ وحدي
ووحدي مشيتُ بالوحشةِ والسجنِ
.. القوافلُ ترحلُ غربًا
في الريحِ
وأنتم تعودون بلا رابطةٍ
ولا دمٍ
في الممراتِ عبرَ الجبال
تعودون
بلا خرافتِكم الجميلةِ..

غيابٌ

تنزلون وحيدين
بلا نعالٍ من ريحٍ
ولا رائحةَ دخان تعبقُ
في الممرّاتِ
خفيفون بلا أثرٍ
على الرملِ
الطرقاتُ تشرَعُ ذراعيها
الأبوابُ تئنُّ..
والمقاعدُ تنفضُ دمعَ الغيابِ
حينٌ من الدهرِ مرَّ:
ليالٍ طويلةٌ كالانتظارِ
نهاراتٌ بلا نسائمَ
ولا ثرثرةٍ
وأغنياتٌ قديمةٌ...
و بلا أثرٍ ولا خرافةٍ
أظلُّ أنحتُ في الجدارِ الشّاهقِ
والصخرةُ الصّماءُ
تدركُ أنَّ النازلين
عمَّا قريبٍ
يتعرفون على أنفسهم
في مرايا الحجرِ ..
يدي تنزفُ دموعَها
ثمَّ تستسلمُ لإيقاعِ الموسيقى
القادمِ من الممرّ البعيدِ

الرحلةُ

غريقًا..
والماءُ هواءٌ ثقيلٌ
رسائلُ الأسلافِ
الذين قضوا في الرحلةِ
المحارُ, الرملُ,
الصوتُ المكتومُ,
المِلحُ, الأنينُ..
تتّسعُ رئتي قليلاً
ودمي يفكُّ الشفراتِ
كنتُ أغوصُ
في الأعماقِ السحيقةِ...

S_abushabana@hotmail.com
شاعر من سيناء صدر به المجموعات الشعرية:
( شهوة لا تجفّ / رتق ندوب عميقة ) وله تحت الطبع: ( للموت سمعة سيئة/ ضمير الغائبة / الحياة الصغيرة )



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads