الرئيسية » , » لست حيواناً أليفاً | ليتيسيا إرِّيرا

لست حيواناً أليفاً | ليتيسيا إرِّيرا

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 24 أبريل 2015 | أبريل 24, 2015

فُروقات
الكلب حيَوانٌ أليفٌ
مع هذا لستُ كلباً
أقصدُ أنني كلبة
لأنَّني أنبحُ وأعضُّ
أتبعُ ذيلي وأخاف النَّظر إلى الناسِ
أريد أن يُداعبوا رأسي وظهري
وأرجو أنال محبّتهم رغم أنَّهم يركلونني
وأن يختاروا ليَ اسماً
كأيِّ مخلوقٍ
وأن يُعلِنوا أني من أملاكِهم
وأن يختاروا لي موضعي
لكنَّني لست كلباً
أقصدُ أنني كلبة
لست حيواناً أليفاً
بل ربَّة منزل. 

أُمنية
سأنسج لي وشاحاً
بخيطٍ رفيعٍ طريٍّ
وعندما أمتلكُ المالَ
سأشتري طائرةً صغيرةً
مكشوفةً وأطيرُ
سيَهُزُّ الهواءُ وشاحي
ومن السَّماء
سأقول لك وداعاً
في المساء
ولكي تتعرَّف عليّ
أنا الفتاةُ ذات الوشاح الأحمر.

ثلاث نساء
أُمِّي هي دوماً والدتي
مع أنَّها قد تكون جدتي أحياناً
وأحياناً أودُّ لو أكون أمَّها
أو أخاها الكبير، أتشاجرُ معها عناداً وتحدّيّاً.
ابنتي هي دوماً ابنتي
مع أنها في أغلب الأحيان تكون أمي
وتغضب لأنني أُلقي الملابسَ
أقلبُ الخزانةَ
وأَدَعُها كما هيَ
أحياناً نكونُ أُختَيْن
نتبادلُ النِّكات ونضجُّ بالضحك
نُشاهد الأفلام معاً
ويَروقُ لنا الرِّجال ذاتهم
لكنَّها تظلُّ ابنتي
فأُوَجِّهُ لها بعض النُّصحِ
أرسم حدوداً لشَخْصِها
أمنحها نقوداً
وَأحبها.
أمي تُدلِّلُني
فتغضبُ ابنتي التي هي ابنتها أيضاً
نتنافسُ ونتشاجرُ
فتوبِّخُنا أمي
لكنَّها توبخني أكثر
لأنني ابنتها.
ابنتي هي أمُّ والدتي
وهي وحدها من يستطيع توبيخها.

اليوم
اليوم لن أكتبَ قصيدةَ حُبٍّ
لن أكونَ ضعيفةً وأنا أنتظرُ أن يُهدِيَني العالمُ الحُبَّ الذي أُنشد
قدمين ومكاناً
جنساً لعوباً مُمتعاً
أفكاراً تخرجُ لِتُشَوِّشَ اليومَ
جرعاتٌ متناسبةٌ من الحنانِ
كي لا يُجرحَ أحدٌ
اليوم لا
لأنني لا أستطيعُ
ولا يمكن الاعتقادُ كلَّ يومٍ بما ينبغي الاعتقاد به
فإن أطلت النَّظر إلى نفسك كثيراً
في بعض الأحيانِ
ستَغفرُ لها
أودُّ أن أصرخ
بأني أريد أن أعُضَّ كلباً
أن أنتزع أذنيْ أحدهم
أن أَقتُلُ أو أُقْتَل
أريد أن أكون دنيئةً
دنيئةً بحقٍّ
وليس بهذه الطريقة الحمقاء التي أمارسها الآن
جالسةً مع نفسي
أكتبُ قصيدة بينما أتعَفَّن.


* Leticia Herrera (المكسيك - 1960). شاعرة وصحافية ومُحَرِّرة وناشطة ثقافية. لها العديد من الأعمال، من بينها: أدفعُ لأرى (1984)، نشيدُ النسر (1985)، "قصائدُ بُكائية، (1993)، نشيد النَّسر (1996)، استحالةُ العيش (2000)، يَنقُصُنا المطر (2002).


* ترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads