نوستالجيا
محمد العربي غجو
هو الخريف إذن
الموسيقى في شرفة الجيران
الضوء يتموج في أعالي السطوح
الصخب يصعد واهنا
من شقق البحرالمفروشة
النهايات تشرئب
بأعناقها صوب المتاه
إنه الخريف
وهذه أوجاعه تطل
بسكاكينها الحادة
لم أكن لأعلم
بأني سأمكث هنا
في هذا السرداب المعتم
أشذب غصون دالية متداعية
أقلم أظافر موت
يزحف باتجاه صورة العائلة
لم أكن أعلم بأن الطيور
تسافر أيضا باتجاه الحلم
وتتخذ لنفسها مدارات أخرى
غير مدارات الأشجار
كم أرى نفسي حزينا
ومقزما
وأنا أدخل
الترنيمة الأبدية
لأغنية الجبل
الصمت العميق
لمداراته الموحشة
وأنا أسأل نفسي
بدهشة الأطفال
عن الخيوط التي تتدلى
من السماء
أسأل عن عري الأشياء
عن تبعثرها
عن رائحة الضوء فيها
وجع يسكن السلم الحجري
ويضحك بأشداق متهالكة
من مفارقات تتناسل ..
عراك أبي بمهارة ملاكم قديم
مع سنوات العمر البطيئة
خطو أمي الوئيد
باتجاه شجرة الحياة
ارتفاع عقيرة ابني بالصياح
حين تضج الحياة
بقفصه الصدري
إنه الخريف
وهذه الحمرة التي تصبغ خد السماء
تهمس في أذني
دع أصابع يديك تلاعب الفراغ
وترسم وردة لأعياد الميلاد
شاعر ومترجم من المغرب
عن كيكا