الرئيسية » » نشيدُ الملائكة | عبد الفتاح بن حمودة

نشيدُ الملائكة | عبد الفتاح بن حمودة

Written By Unknown on الخميس، 1 يناير 2015 | يناير 01, 2015

نشيدُ الملائكة


(إلى السّكارى بروائحنا.. عمّال الفجر وراكبي شاحنات الليل)

عاد أصحاب البدلات الخضراء إلى خمرتهم بغْتة،
نعم، عادوا ليلة الثالث عشر من ماي مصفّرين في الفجر
هازئين بالأشجار والاسفلت والنوافذ...
«شارع مدريد» لا شيء في غيابهم
حيث ينبح سكارى الفجر وتموء أعمدة الكهرباء!
_ _ _
عادوا أخيرا...
ربّما كانوا أوّل الشهداء عندما كنّا نيامّا
عندما كنا مسحورين بالكلمات الناعمة للسيد الرئيس،
مُنعّمين ببركة زوجة السيد الرئيس،
وبهتافات أولاد السيد الرئيس،
وبتصفيق خدمهِ في السماوات والأرض،
ربّما كانوا أوّل من قطّع أصابعهُ في الفجر
عندما كُنا نياما...
لننهض متأخرين أيّام الأحدِ،
ونغسل كلابنا أيّام الأحدِ،
ونفرح بأكلات سريعة وقرَيْرات باردة،
ربّما كانوا أوّل المشيّعين لجنازاتنا
ببدلاتهم الخضراء التي هي لباس الملائكة!
     _ _ _
عادوا أخيرًا،
ملتقطين سنواتهم نفسًا نفسًا
عاضّين على أسنانهم التي تصطكّ شتاء وصيفًا،
متْرَعين بالرّوائح التي ندّسها لهم كلّ صباح..
عادوا أخيرًا،
تاركين أطفالهم وزوجاتهم في حراسة الميتافيزيقيا!
أمّا أنا، البرتقالة اليابسة من العزلة والندم،
كنت سأصرخُ في وجه رفيق شاعر:
قدّمتُ شرابًا لأولئك الذين تعرفهم وردة الغبار،
وطبختُ حساء ومرقًا في الفجر لأطفال الينابيع
لأولئك الذين يتوعّدوننا بهوائهم المجروح
وبسواعدهم التي تُرغي وتُزبدُ فوق رؤوسنا!
ـــــــــــــــ
ـ _ كتبت هذه القصيدة إثر عودة عمّال البلدية إلى موتهم الليليّ بعد إضرابهم الثالث في ماي 2011.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads