إلى الإسكندرية
-------------------
أربعةُ أيام ٍلا تكفي
لكي تطبعَ قبلةً فوق شفة الإسكندرية
لكي تأخذَ الحياةَ في نزهةٍ على الكورنيش
وتقولَ لها: أحسنتِ ولادة اسمي !
كبُرَتْ شجرةُ العاشقِ
الشمسُ فتَحَتْ دفترَهَا مبكرا
والرذاّذُ يزركشُ الخدودَ
البناتُ يتخطَّفنَ المواعيدَ
والغيمُ ينثرُ شيلانَهُ
يخبئها في ظلال الشبابيكِ
ويعلو .
سأحتاجُ أن أتحرَّرَ من نفسي
من فتنةِ الطقس
من مصادفةٍ تقولُ:
أنا الوجودُ / أنا اللغةُ / أنا الشِّعرُ/
أنا الحبّ.
سأحتاجُ مِلعقةً تعرفُ كيف تكشطُ الحنينَ
كيف تجعله شاهدًا
لا يشبه الفَراشَ
أو الدَّمعَةَ
أو ينتحلُ الأعذارَ لشفةٍ نَسِيَهَا النَّوم .
أربعةُ أيامٍ لا تكفي لكي يقولَ شاعرٌ:
صباحُ الخير يا محطّةَ الرَّملِ/ يا مقهى البورصة/
يا جداريةَ الفنونِ/ صباحُ الخير يا كفافيسَ/
صباحُ الخيرِ يا بائعَةَ الفيرسكا/ يا شارع النبي دانيال/
صباح الخير يا نوَّةَ المكنسةِ / صباح الخير يا حدائق المنتزه/
صباحُ الخير يا يدًا تتحرًّشُ بظلِّها /
صباحُ الخير يا امرأةً غسلتْ ثديَهَا بالزَّبد /
صباح الخير أيها الصيادون..
تلاعبون السَّمكَ برنّة الموالِ
ومرايا الشطوط.
===
** من ديوان " محطة الرمل "2013