الرئيسية » » أُفرَّقُ فى جهات الأرض | هشام حربي

أُفرَّقُ فى جهات الأرض | هشام حربي

Written By كتاب الشعر on السبت، 25 أكتوبر 2014 | أكتوبر 25, 2014


أُفرَّقُ فى جهات الأرض

.
فى أول الدمع ترتيلٌ
دوماً يغبشه ضوءٌ من الترديد
لكنه دَرَجٌ 
والصاعدون سواء فى قراءته
فهل للحزن مائدة ستغرينى
وأعلم أننى منذ البداية مولعٌ 
بالحِل من فرحٍ إلى ركنٍ قصىٍ فيه أُخرج نبض قلبى
أضبط الإيقاع حتى تعترينى هزة الإيناس
بل وأظلل النجوى ببعض الوجد
حتى ألمح السحب التى كانت تؤرقنى
وأرجع للحكايات القديمة شارحاً
ومبرراً ما قد وصلت إليه من سغبٍ 
أكاد أطير من شجنى وبعض الناس يربط شهقتى
لأظل فى قيد من التنظير
أبدأ بالسؤال وأنتهى دوماً إليه
مراوحاً ما بين دمعٍ ليس يرقأ وانتشاء بالتطهر
صار يأخذنى البكاءُ على جناحٍ
كى أحلق فى فضاءٍ والعيون تحيطنى بتساؤلٍ
إذ كيف يسحبنى البكاء من الحياة وزهوها
ليعيدنى حياً كما أهوى
أعابث قطرةَ الماءِ التى طفرت وأمسح عن جبينى قطرةً
كانت تشاركنى المسيرة
قد أجاوز فى بكاءٍ ما أحاذره
وحين أمر بالشهداء يبتدروننى بتساؤلات
قلت أنتم تسمعون صرير أقلامٍ
وترتحلون من أقصى المواجد والعطايا 
كيف تنتظرون من مثلى جواباً
كنتُ أشعر أننى حين البكاء أمر بالأفلاك
يملؤنى خروج الدمع بالأنوار
حتى أننى لا أستطيع النوم والأضواء تعزف لحنها 
فأفر من ثقل التنافر 
كيف يجتمعان ، صمتى بالبكاء وبهجة الأضواء فى حلقى
فقلت أمر ألمس قبر أمى 
كنت أعرف أنها بالباب 
يسبقنى البكاء بهالةٍ تمتد
أجلس حيث يبهرنى حضور العود 
والنجوى صراطٌ
كيف أسأل عن طريقٍ والفضاء مسيجٌ حولى 
ولا يلج المُنَظّرُ فى طريقٍ رخوة 
قد بللتها شهقة قطعت حبال القلب حتى طار
أسمع همس أمى ليس تشغلنى التفاسير التى كانت ستبسطها بناتى
هن أعلم بالمخارج والحروف
ولكنى أترجم ما سيلتقط البكاء محرَّراً 
فمعى سراجٌ كنت أملؤه سناً من عطر أمى
واكتفيت به لأنى حين يملؤنى أطير
إلى مكانٍ حيث يصبح نبض أمى آية كنا نرددها سوياً
والملائكة الذين تجمعوا فوق الجبال سيجمعونى
من جهات الأرض 
.................................. هشام حربى
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads