الرئيسية » » قصيدة: "الملاكُ الأحمر" شعر: محمد عيد إبراهيم

قصيدة: "الملاكُ الأحمر" شعر: محمد عيد إبراهيم

Written By هشام الصباحي on السبت، 20 سبتمبر 2014 | سبتمبر 20, 2014

قصيدة: "الملاكُ الأحمر"
شعر: محمد عيد إبراهيم

في صَحنِ حُجرَتهِ مالَت عليهِ، كأنّها أمّهُ
بحَنانِ مَن تَسْحَب ولِيداً للحياةِ، و
طَمأنَت كَفَّيهِ: لا تكبُر!

راحَت تُبلِّلُهُ
كبُوذيٍّ انتَظَرَتهُ في المَعبَدِ سِنينَ تَبَتُّلٍ، واستَرحَمَتهُ
على صَدرِها لِينامَ: احفَظْ حياتي، يا أبي.

ثم طافَت إلى فَمهِ بخُصلَةِ شَعرِها، كالغُصنِ
للأرضِ، بُرعُمٌ وحَفِيفٌ. أَوهَمَت
كالآمرِ المغلوبِ: عندي، تذوبُ الساعةُ.

أَجفَلَ، يرتجِفُ
تحتَ ثَديَيها، من نُحاسٍ، حاصَرَتهُ بنَفخَةِ الحَيِّ:
الشهيدُ تَفَكّكَ، والحَمامُ حَبَا.

بِرِيقٍ مالِحٍ سَبَحَت عليهِ، 
وشيءٌ غيرُ مرئيٍّ يُطرِبُ السَمعَ. بئرٌ
وسَهمٌ إلى البئرِ: حُلمٌ واحِدٌ وطويل.

بُخارٌ غالِبٌ يكنُسُ المِلحَ، 
وسنبلةٌ تَستَنِد. كمَلاكٍ في غابةٍ، 
لَمَسَتهُ قِطّة: لا تَبطِشْ، أنقَلِب!

(*) من ديواني "الملاك الأحمر"، دار الانتشار، بيروت، 2000 
(*) اللوحة، للفنان الرمزيّ الفرنسيّ: أوديلو ريدو

قصيدة: "الملاكُ الأحمر"
شعر: محمد عيد إبراهيم 

في صَحنِ حُجرَتهِ مالَت عليهِ، كأنّها أمّهُ
بحَنانِ مَن تَسْحَب ولِيداً للحياةِ، و
طَمأنَت كَفَّيهِ: لا تكبُر!

راحَت تُبلِّلُهُ
كبُوذيٍّ انتَظَرَتهُ في المَعبَدِ سِنينَ تَبَتُّلٍ، واستَرحَمَتهُ
على صَدرِها لِينامَ: احفَظْ حياتي، يا أبي.

ثم طافَت إلى فَمهِ بخُصلَةِ شَعرِها، كالغُصنِ
للأرضِ، بُرعُمٌ وحَفِيفٌ. أَوهَمَت
كالآمرِ المغلوبِ: عندي، تذوبُ الساعةُ.

أَجفَلَ، يرتجِفُ
تحتَ ثَديَيها، من نُحاسٍ، حاصَرَتهُ بنَفخَةِ الحَيِّ:
الشهيدُ تَفَكّكَ، والحَمامُ حَبَا.

بِرِيقٍ مالِحٍ سَبَحَت عليهِ، 
وشيءٌ غيرُ مرئيٍّ يُطرِبُ السَمعَ. بئرٌ
وسَهمٌ إلى البئرِ: حُلمٌ واحِدٌ وطويل.

بُخارٌ غالِبٌ يكنُسُ المِلحَ، 
وسنبلةٌ تَستَنِد. كمَلاكٍ في غابةٍ، 
لَمَسَتهُ قِطّة: لا تَبطِشْ، أنقَلِب!

(*) من ديواني "الملاك الأحمر"، دار الانتشار، بيروت، 2000 
(*) اللوحة، للفنان الرمزيّ الفرنسيّ: أوديلو ريدو
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads