عجوزٌ يراقصُ مانيكاناً
اطلّ من الطابق الرابع لمستشفى
عجوزُ يراقصُ مانيكاناً في الحديقة .
كان امبراطوراً , اتخيلهُ ,
ثاروا عليه , عثرَ في احدى مناماتهِ
على هذه المدينة , صارت مأواه
***
تحملُ جراباً من احجار نادرة
انت الواقفُ منذ سنوات في ظلّ زيزفون
يظنك الجميعُ ـ المارّة , القطط الضالة , باعة المخدرات ,
تمثالاً مهاجراً , تعودتْ عليك هذه الارصفة
والبيوت المحيطة . لا ينافسك احدٌ
رغم ذلك , تتسلقٌ الاغصان العالية
لتتناولُ وجباتكَ هناك
***
اي طريقٍ اختارُ لأصلَ اليك ؟
ارافقُ سربَ غربان ؟
اختبىءُ في طائرةٍ تتجهُ الى الأمازون ؟
اتبعُ رصيفاً مهجوراً , ثم اجدني بين أيائل مستاءة
ولا تطيعني ؟
اقتفي اثر جنودٍ فروا من ثكنة , والثكنةُ هربتْ
من حربٍ طويلة , والاخيرة اندفعتْ
الى اقصى مدينةٍ , لكن اين هي الآن ؟
سأمسكُ بوميضِ برقٍ , اجعلهُ دليلي اليها
حتى النهاية
***
على مدى البصر بيوتٌ وابنيةٌ
ريفيّون يعرضونَ فواكهَ رخيصة
باعةُ اكفانٍ عند مفترقاتِ طُرق
وعلى جدرانٍ كثيرة معلقة او ملصقة
صور سياسيينَ تافهين , معظمهم قتلة
واقوالِ قادةِ جيوشٍ هّزموا ,
بحارّة سكارى يغنونَ في حانةٍ صغيرة
قوارب تتمايلُ بين امواج ,
الصيفُ هنا ايضاً , تعقّبني في السنة الماضية
حتى غضبتُ وتعريتُ من ملابسي
فاومأ موافقاً , وهو يبتسمُ , وتركني