سمكة باكونين
المرأةُ الفوّضويةُ،
التي تخضُّ الهواءَ عندما تتكلمُ،
التي تطلقُ شَعَرها
كحقلٍ من أجراس الفُلفل،
التي تحّدقُ بالرجل في غضبٍ،
وتقود حشداً من الأفكار المتطرّفةِ،
التي تنهضُ من بين فناجينِ القهوة،
وغيوم ِالتبغِ المنخفضةِ لتحَسمَ الحدَيثَ
في عنفٍ،
التي تحاوّلُ أن تشكَّ أسماكَ باكونين
المتوحشةَ بخيطٍ من السخريةِ العالية،
التي تأتي من معاقلَ الأيديولوجيا،
وتجعلُ لمنتصف القرن التاسعَ عشر
نافذةً من اليعاسيب.
المرأةُ الفوضويةُ
التي جاءت من غوتنبرغ
إلى تونس العاصمة،
صادفتْ نخلةً من الشرق،
فصارت حَبّةَ بلح.
نيقوسيا
12/1983