عتبة للغواية
الى صليب محمد السمهوري وسمكته
رسم الفنان بيوتا ملونة
فأخرجت له سيفا ومزهرية
ثم محتها
وشكَلت صليبا
يحمل أسماكا زرقاء
ويمطر ذنوبا على النوافذ
في المساء
***
لَم الفنان غلته من القمح والخطايا
ونسى اللوحة
التي فشلت في العودة إلى بيوت
تطرح صلبانا ملونة
تميمة ضد بحر ينام ككلب حول جثة كهف
لا يجيد السباحة
وينسى أسماكه في العراء
***
طلعت الأسماك من كتاب الماء
بعدما لفظت نبوءة طرية
ولم تتحمل رؤية البحر وهو يتسول حفنة ملح
من قراصنة
وتسمَرت على صليب تطرحه البيوت
شاهدا وشهيدا
وخلفه مقبرة لا يراها الأحياء
تغوي السمك بالعودة للزرقة
والصليب الى شجرته الخضراء
والشجرة الى غابتها المسنة
والبيوت الى صمت أقفالها المستكينة
وهي ترقص كلما هزها نبي يلوًح للمغادرين
:ابقوا معنا
***
يلم الفنان بيوته الملونة الى ملجأ قريب
ليرتفع صليب يحمل فلكا تأوي يتامي
وموتى طيبين
لم يكملوا قراءة الفاتحة في الركعة الأخيرة
ويبقى المسيح بعيدا
عن بيوت لا تطرح سوى الخطايا
وتزين أسماكها على أبواب الذنوب
عتبة للغواية