. الموسيقى تعود سابحةً إليّ
لقد أطفأوا النور
والظلمةُ تتحرك في الركن
لا توجد أيةُ شواخصَ في هذه الحجرة
أربع سيدات، أعمارهن تربو على الثمانين،
وكلهنّ يلبسن حفّاظّات.
للّا للّا للّا، أوّاه الموسيقي تسبح عائدةً إليّ
وأستطيع أن أسمعَ اللّحْنَ الذي عَزَفْن
في الليلة التي تركنني فيها
في تلك المؤسسة الخاصة فوق التلة
تَخَيّلْ. محطة إذاعة تَعْزِف
والجميع هنا كانوا مجانين
أحببتها ورحت أرقص في دائرة.
الموسيقى تنسكبُ فوق الإحساس
ومما يثير الضحك
أن الموسيقى تبصر أفضل منّي.
أعني أنها تتذكر أفضل مني؛
ما زلت أذكر الليلة الأولى هنا
حيث بَرْدُ تشرين الثاني الخانق
حتى النجوم في السماء تعرضت للجَلْد
وذاك القمر كان شديد اللمعان
يتشعّبُ عبر القضبان ليضربني
بغناء في الرأس.
لقد نسيت كل شيء بعد ذلك.
إنهم يقيّدونني بهذا الكرسي في الثامنة صباحاً
وليست هناك شواخص تشير إلى الطريق
لا شيء سوى المذياع يبثّ إيقاعاتٍ لنفسه
والأغنيةُ التي تتذكر أكثر منّي. للّا لّلا لّلا،
هذه الموسيقى تعود سابحةً إليّ.
الليلة التي عدت فيها رقصتُ دائرةً
ولم أكن خائفة.
أيها السيد؟