الرئيسية » , » آمالٌ شاقَّة | منذر مصرى | كتاب الشعر | العدد واحد وستون

آمالٌ شاقَّة | منذر مصرى | كتاب الشعر | العدد واحد وستون

Written By Unknown on الأحد، 31 أغسطس 2014 | أغسطس 31, 2014







آمالٌ شاقَّة



المجموعة الأولى







منذر مصرى








HARD HOPES
First collection







































- أشدُّ ما أكرهُهُ في اليأس... سُهولتُه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ























من جَيبِ المِعطفِ الخاكي

  (إلى شوقي أبي شقرا، إيفاءً لدينٍ قديم)    
                               
















 
 
 
 
 
 



























كيسُ البَحّارة


صفَّروا
فرمَيتُ كيسَ البَحّارةِ على الدَرَج
وركضت.
/
زارَ بطنيَ الأرض
قالَ لها:(آخ... مرحبا)
قالت لهُ:(حجرٌ وبرد
وشوكٌ في اليد)..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


خريطةُ الفقراء

حصدوا سنابلَ رأسي وأنا نائم
فاكتشفوا تاريخي وخريطةَ
الفقراء.
/
البارحة
رأيتُ قدمَ اللَّهِ بينَ السَحاب
وما زالتِ العقاربُ
تدورُ في الساعات..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وحلُ السماء

البُندقيةُ للصُورِ التَذكارية
والبوطُ للنُزُهات.
/
تُمطِرُ الأمطار
فيشتِغلُ الهواءُ ويُطيِّرُ الناس
ما عدا نحنُ الحُفاة
أقدامُنا عالقةٌ
في وحلِ السماء..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الشُرود













خِزانتي جُيوبُ مِعطفي
ورأسي شِهاب.
/  
في المرَّةِ الراكضةِ عندما سيغضَبون
سوفَ أنسى كلَّ شيء
ولن أُخطئ
فيسرِقُني منهُمُ الشُرود
ويحفَظُني في كتاب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خُوذةُ الإخفاء











فتَّشوني شِبراً شِبراً
ولم يظفِروا بقِرش.
/
لأنّي طمرتُ البطاطا تحتَ الأرض
وأطلقتُ الأُغنياتِ في الهواء
وألصقتُ على سقفِ حلقي
الحياةَ المدنية
كسُكَّرةٍ
تضعُ على رأسِها
خُوذةَ الإخفاء..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الغِربانُ ضُيوفٌ ثُقلاء









تسلَّقَت شجَرةُ اللَوزِ حائطَ قبرِ الوَليّ
وبعيداً ما أمكنَ لها
اخضرَّت وأزهرَت.
/
للعصافيرِ قالت: (أهلاً وسهلاً
الغِربانُ ضيوفٌ ثقلاء)
ولِمُريديهِ أطعمت ثمراً حامضاً ولذيذاً.
/
لكنَّهم قبلَ أن يناموا
شحَذوا على طيبةِ قُلوبِهِم
فؤوسَهم اليابسة
وسكاكينَهم العائلية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طريقُ الخير













نقَمت عليَّ الكنيسة
ورمَتني في بطنِ السِجن.
/
يا اللَّه... ماذا عليَّ حَقّ؟
وأنتَ مَن ثقَبَ لي أُذُنَي
وفتَّحَ لي عينَي
وعلَّقَ لي ساقَي
ودلَّ عليَّ طريقَ الخير..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُجومٌ بيضاء

               












ارتفِعي يا رِجليَ اليُسرى
وخفِّفي عنكِ يا قِربتي
على طرفِ هذا الباب.
/
نُجومُ هذهِ الليلةِ بيضاء
وحياةُ الكِلاب
قاسية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأرضُ خادِمة













في الصيفِ تكنُس
فيلوحُ لنا فَخذاها وخَدّا أليَتَيها 
وفي الشِتاءِ تشطُف
فتبرُد وتبكي.
/
الأرضُ طِفلةٌ
أحضرَها أبوها لتعملَ عندنا
خادِمة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هرولَ نَيسانُ صوبَ الثُكنة













هرولَ نَيسان - قليلُ العقل -
مبتهِجاً صوبَ الثُكنة
وهناكَ عالياً عالياً
فتحَ مِظلَّتَهُ الزرقاءَ العميقة
وعلى بدنِ الساحةِ الغربيةِ الوسِخ
تصوَّروا
فرشَ قميصَهُ الأخضرَ الندي
الَّذي تعرِفونَه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَن أحرقَ الليل؟








تآمروا ضِدّي
وحرَّضوا عليَّ القارِسَ والهاطِل
لكنَّ مِعطفيَ الخاكي
كَهف
وقُفّازيَ الصوفي
موقِدُ فحم.
/
أنا المكّار
الَّذي سوفَ يبحثونَ في جُيوبِه
عن عُودِ ثِقابٍ واحدٍ فلا يجِدون
والَّذي سوفَ يسألونَهُ ألفَ مرَّة:
(مَن أحرقَ اللَيل)؟
فيُجيب:(لا أعرِف)..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي النهر














خرجتُ إلى البرية
للبرية
عاريَ الوسَطِ كأخي النهر.
/
يهتزُّ غُصني وتتأرجحُ ثمرتاي
وتشتعِلُ أُذُناي
في الرياح..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النَومُ على الصَيف










أنتقي صُلبةً سوداءَ صقيلة
وأضعُ عليها ورائي
أخلعُ جَزمتيَ العالية
وأنشُرُ أتباعي.
/
عُصفور
وعندَ العصافير
ثلاثُ سِنينَ
عُمرٌ كامل
لكنّي أذوبُ بالنومِ على الصيف
والشمسُ تشوي خَدَّي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخُلد










بالحبسِ والحِرمانِ فُزتِ
فكُلِّلتِ
لأنَّهم ركضوا وركضتِ
فتعِبوا وما تعِبتِ
وعطَّشوكِ ليشتروكِ بالماء
ولكن ما شرِبتِ.
/
قصائدي يا قصائدي
علِّميني كيفَ اختبأتِ
ولم يروكِ
كالخُلدِ في الحقل..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ         مدرسة الإشارة - حمص




ليسَ في عينيه أحد
                












































شِرّير







شِرّير
يُحِبُّ لنفسِهِ ما يُحِبُّ لغيرِه
حفرَ بِئراً لأخيهِ فوقعَ فيها.
/
ندِمَ شديداً على الأيّامِ القادمة
وهوَ يبحثُ في قُلوبِهِم عن أيّامِهِ
القديمةِ ولا يجِدُ لها أثراً.
/
وبدَلَ أن يُدلوا لهُ بحِبالِهِم
وقساطلِهِم كما علَّمَهم
بكوا واسقطوا عليه
أجاصاتِ
دُموعِهِم
الثقيلة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتعبُ من ذَيلِه















وحدَهُ في المَيدان
يتعبُ الأصيلُ من ذَيلِهِ وصهيلِهِ
فيرميه.
/
يقهرُهُ الهواءُ ويضعُ قدمَهُ المُغبَرَّة
على صَدرِه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سِباقُ النِهاياتِ المؤسِفة













كما لا يعلمُ أحد
كلُّ ما يُحسدُ عليه هوَ
الهزائمُ والنُدوب.
/
لذا يُخجِلُهُ كثيراً أن تُجمِلوهُ معكم
خاسراً
هوَ... رابحُ الجوائزِ الكبرى في سِباقِ
النِهاياتِ المؤسِفة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظراتُهُ قد تغيَّرَت











نادَوهُ
إلى حيثُ يُطبِّلونَ ويُزمِّرون
ولم يجِدوا لهُ عُذراً
عندما فتَّحَ عينَيهِ قليلاً
ثمَّ عادَ إلى النوم.
/
فهم لم يُلاحِظوا أنَّ نظراتِهِ
تغيَّرَت
وأنَّ حماستَهُ القديمةَ تنقعُ قدمَيها
بالماءِ البارد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ         مدرسة الإشارة - حمص
عالَمٌ منَ النُور















عندما صاح: (يا اللَّه...
أرى عالَماً منَ النُور).
/
كانَ يُغمِضُ عيناً ويفتحُ عيناً
في فُوَّهةِ
مِصباحِهِ الكهربائي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ          تسيل- حوران
الذُبابةُ الَّتي اخترقَتِ الزُجاج










قتلَ الضَجرُ الوقت
وأمامَ الجميع
حوَّمَتِ الذُبابةُ في جُثَّتِهِ الدُخانية
الطالعةِ إلى السَقف
ثمَّ اخترقَت زُجاجَ الواجِهة
سارقةً أسنانَهُ المُذهَّبة.
/
وهكذا لم يبقَ لَدينا
سوى البطَّةِ - الجِدار
تفرُدُ جَناحَيها على مداهِما
ولا تطير..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كَتِفُ عالَمٍ هزّاز
 















وُلِدَت تقريباً على قَرعةِ رأسِ السنة
وفي عيدِ ميلادِها العِشرين
دلقوا النبيذَ عليها فانزلقَت
ووقعَت على كَتِفِ عالَمٍ هزّاز
سيِّئِ النِيَّة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يأمنُ لسماءٍ صافية













لو كنت راعياً
لَما دعتكَ الحاجةُ يوماً لمِزمار
فأنتَ لا تأمنُ لسماءٍ صافية
ولا تستريحُ في ظِلِّ شجَرة.
/
لو كنتَ راعياً
لأصابَت أغنامَكَ أعراضُ الهُزال
وعافَتكَ الكلاب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليسَ في يدَيهِ راحة













غداً عندما غداً يغدو اليوم
لن يبقى في عينَيهِ أحدٌ يُنادي أحداً
ولا في يدَيهِ راحةٌ أو تعب
ليشُدَّها عنِ الكُرسي من شَعرِها
ويدوخَ كما يجِب
معها
أو
بدونِها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشَقي











حطَّمَ الميزان
وطلَّقَ القافية
وقال:(عليَّ أن أعودَ عاشقاً
عليَّ أن أكونَ هواء).
/
قال:(وَداعاً للطُرُقِ المُعبَّدة
وَداعاً لإشاراتِ المُرور
عليَّ أن أتَّخِذَ دربي عَبرَ الغابة
عليَّ أن أكونَ
شقيّاً)..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   الزقزقانية - اللاذقية
مرايا الإسفلت
(إلى الماغوط الكبير، يطعَنُ بسَبّابتِهِ قِرَبَ قصائدي: هذا نبيذ، وهذا خَلّ، وهذا بَولُ بِغال)                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           
                 










































شارِعٌ أسودُ يعبُرُني














أهبُطُ درَجاتِ المُتحفِ الوطني
وهذا يا أُمّي ليسَ وطني
أعبُرُ شارعاً أسودَ
وشارعٌ أسودُ يعبُرُني
وهذا يا أُمّي ليسَ أنا
وهذا ليسَ
بردى..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في جيبي وسيلتانِ للتَّعبير


في جيبي وسيلتانِ للتَعبير
ووسيلةٌ لتسريحِ الشَعر
وفي حِذائي قدَمايَ تمضيانِ بي
إلى حيثُ لا أُريدُ أن أذهب.
/
أخُطُّ على التُرابِ ولا أُبالي
اسمي واسمَكِ
وجُملةَ أُحِبُّكِ الطَويلة.
/
في رأسي خليَّةُ دبابير
وفي جسدي أجهزتي تعمَلُ بصَمت
ولأنَّها لا تُردِّدُ الشِعارات
أعلَمُ بيني وبيني
باستِحالةِ كَوني آلةً
أو مواطِناً حرّاً.
/
لم يبقَ من أحلامي
إلاّ توزيعُ المنشوراتِ السِرية
والخوفُ منَ الشَرِطة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذاهِبٌ إلى الشِمال... سأمُرُّ على الجَنوب








ذاهِبٌ إلى الشِمال
سأمُرُّ على الجَنوب.
/
في الصَيفِ ترتفِعُ إصبَعي: (أنا غائب)
وفي الشِتاءِ سأرتدي عارياً
لأنّي أعلم...
شهوتي أن أكونَ أصلعَ حينَ تهُبُّ الريح
تفكيرٌ أسود.
/
فيا الوطنُ الَّذي ينتعِلُ وجهي
أ هذا الَّذي أسمع
شخيرٌ
أم
حشرجة؟.
/
وقعَ حرفُ الجيمِ في الوسَط
صارَ الحُرُّ حجراً
انحشرَ حرفُ الحاءِ بينَ الشَفتَين
صارَ الفَمُ
فحماً.
/
وبالأمسِ
وكانَ الأمسُ أمساً جَميلاً
هبَطتُ مُشرِقاً للهواءِ الطَلق
وحينَ سلَلتُ عُنُقي
للصُداح
كعادتي
ذُبِحت.
/
ارتفعَتِ الجُدرانُ الرسمية
عالياً عالياً كالأناشيد
وخرجَ من تحتِ إبطي
صِفرٌ من أصفارِ حياتي
ضربَ كلَّ الأرقامِ الحمراءِ
والنِسبَ المِئوية
وأعلنَ نفسَهُ
مُحصِّلة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العِشقُ القائمُ على طرفٍ واحِد

لأنّي كائنٌ حيّ
وأُفضِّلُ البَقاءَ هكذا
لم أُشارِك في إبادةِ الأحياءِ الأُخرى
ولم أُعلِن احتِجاجي على ذلكَ
أيضاً.
/
أعيشُ على سطحِ اليابِسةِ
بحُكمِ مَولِدي
ولأنّي لا أعرِفُ الوطنَ
الَّذي أحِنُّ إليهِ كثيراً
لذا تراني  في أغلبِ الأحيان
أكتفي بالشَواطئ والكلمات.
/
وهكذا
كلُّ ما لَديَّ من أُمور
رضِيتُ لها بحُلولِ البينَ بين
ما عدا حُرّيتي
فما زالت مُعلَّقةً كالمشنوق 
والعِشقِ القائم
على طرَفٍ  واحِد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرايا الإسفلت




بينَ الكلماتِ والأحصِنة
أقِفُ أُثرثِرُ طويلاً
بلُغتيَ البسيطةِ المُهترِئة
قصائدي الفجَّة.
/
وبينَ اللُقمةِ النَظيفةِ واللُقمةِ المغمَّسةِ
بالوحل
أستنِدُ بيدي اليُمنى على الجِدار
وأعصِرُ بالثّانيةِ مَعِدَتي
مُنحنياً أتقيّأ.
/
رأسي مُرٌّ وثقيلٌ  
لكنّي أحتاجُه
كي يُطرِقَ بالأرض
باحِثاً في مرايا الإسفلت
عن وجهي
ووجهِه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ            دمشق
عُصفورٌ على حبلِ غسيل
(إلى محمَّد سيدة ، مقابلَ ما
               كنتُ آخُذُهُ منهُ، دونَ أن أدري)                           


























 


























المدرسةُ لا تُعلِّمُ شيئاً





كَبِرَ محمَّد باكراً
وصارَ يُطقطِقُ عِظامَ رقبتِه
ويثقُبُ جُيوبَ بنطالِه.
/
ركِبَ محمَّد صهوةَ الحياة
وقفَزَ عن حائطِ المَدرسة
لأنَّها
لا تُعلِّمُهُ شيئاً.
/
أمرَتهُ الحُكومة
ورجَتهُ دارُ السينما
ألاّ يفعل
لكنَّهُ وجدَ نفسَهُ مُضطرّاً
وأخرجَ للشُرطيِّ
أسنانَهُ الصَفراء
وأظافِرَهُ الطَويلة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ساقاهُ طويلتان... لأسبابٍ كثيرة


أسنانُهُ الطَبقيةُ المُتآكِلة
تليقُ بجمالِه
بصُعوبةٍ بالغةٍ قبِلَت بهِ امرأة
وقَعَ جَمالُها على الحِزب
كالصاعِقة.
/
أخرجَت لهُ نُجومَها وأقمارَها
وأخرجَ لها مِنجلَه ومِطرقتَه
وشُعلةَ حِقدِهِ الساطعة.
/
تزوَّجَها
وفي ليلةٍ واحدةٍ سَمَّى نفسَهُ
رجُلاً عافَ جنَّتَه
لأنَّه يأكُلُ
وكأنَّ أحداً يلحقُه
ولأنَّ ساقَيهِ
طويلتان
طويلتان
لأسبابٍ كثيرة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذقنُهُ شابَت في الحرب

ابتاعَ صوفَ الفِراش
قبلَ أن يُفكِّر بامرأة
وقال: (ذَقني شابَت في الحرب).
/
سرقوهُ منَ الجُغرافيا والحُقوق
وفي تدمُرَ الَّتي سَمِعَ عنها
هجَروه
استلهمَ التاريخَ ليلتَين
وفي الثالثةِ جاعَ ولم يقدِر
فالتهمَهُ وهوَ
يسُبُّ ويكفُر.
/
وتعلَمونَ
مَن ذاقَ مُرَّ الزَمانِ وطابَت لهُ مَرارتُه
ليسَ شِرّيراً دائماً
فقد قالَ لنا: (شُكراً والحمدُ للَّه)
وبنيَّةٍ صادقةٍ
بالَ على الأعمِدة
ورطَّبَ الجو..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكَنارُ المُزعِج
       (إلى محمَّد سَيدَة)



















وقَعَ بكِ
إبريقاً في بَحر
وراحوا يرونَكِ
تسيلينَ من عينَيهِ وتَحتِ
إبطِهِ ومن أطرافِ
أصابِعِه.
/
ازدانَ لكِ على المفارِقِ
الَّتي تتلَوّى وتَمرُقُ
من بينِ قدمَيه
حتّى صارَ هزيلاً
ولا يُصَدَّق جَمالُه
ولأجلِكِ
تعلَّمَ الحِكمةَ الَّتي نسَوها
فذكَّرَهم بِها ثمَّ نَسيَها
حتّى تضاربَتِ الآراءُ حولَه
وباتَ لا يُصَدَّق عِلمُه.
/
طَوالَ العُمر
كانَ المجنونُ يُردِّدُ بصوتِهِ الفالت
ما بوِدِّهِ لو استطاعَ
أن يقولَهُ همساً في أُذُنِكِ
حينَ يحمِلُ نفسَهُ ويُصادِفُكِ
حتّى أشاروا إليهِ
وسَمَّوه:
الكَنارُ المُزعِج..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرحٌ بسيط

حسَبوا حِسابَهُ في الحُزن
لأنَّهُ حُنطيٌّ ونَحيل
وأقاموا أمامَ بيتِهِ مُظاهرة
طالبوا بِها: (غُيومَهُ للتَلاشي
وعصافيرَهُ للَّعِبِ على حِبالِ الغسيل
وناسَهُ للسَكنِ في ساحةِ العيد).
/
مِثلُهُ … راقَ لهُ كلُّ ما قالوهُ عنهُ
كانَ عليهِ أن يُدخِلَهم
غُرفةَ استِقبالِ قلبِه
ويُحاوِلَ أمامَهم جاهداً
مُحاربةَ فيضانِ مآقيه
فلا يستطيع
ومن ثمَّ يرفعونَهُ على أكتافِهِم.
/
لكنَّهُ أخذَ وَقفةً على طَرفِ النافذة
وألقى فوقَهم فرحاً بسيطاً
أسقطَهُ من عُيونِهِم
وشتَّتَ حشدَ
آمالِهِم المُرمَّلة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سِرُّ المُعلِّم



















طُلاّبُ العِلم
من بعيدٍ وقريب
ومن قريبٍ وبعيد
أحاطوا بهِ
أشداقُهم فاغِرة
وعُيونُهم جاحِظة
جوعاً للمعرفة.
/
دلَقَ عليهم بَحراً من نِقاطِه
فغرقوا في نِقطةٍ من بَحرِه
وعادوا إلى بلادِهِم
أجسادُهم مَرويةٌ ومسمَّدة
وقُلوبُهم ناضِجةٌ ومُتشقِّقة.
/
لكنَّ أمراً واحِداً
كانَ يُردِّدُهُ المُعلِّمُ ولا يقولُه:
(لا تفعلوا مِثلي
وأعِدّوا المائدةَ
قبلَ أن تُنادوا ضُيوفَكم).
/
لِهذا لَم يعلَم أحدٌ قَطّ
أنَّ المُعلِّمَ أشدُّ المخلوقاتِ حَيرَةً
وأنَّهُ يُعطي للناس
دُروساً عامَّةً بالسعادة
ويأخُذُ لنفسِهِ
دروساً خاصَّةً
بالحُزن..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ          تسيل- حوران
دروسُ الوحدة

                                                          
                  
               



























 













في الأخطاءِ الكثيرُ منَ الصَواب












ها أنَذا في الخامسةِ والعِشرين
ولستُ ذلكَ الشاب
لَم يمضِ من عُمري إلاّ القليل
وهذا يعني
لم يبقَ من عُمريَ إلاّ القليل
آه يا رأسي
كلُّ شيءٍ لهُ وقت
ولا ينبغي لكَ أن تُفكِّرَ
 هكذا.
/
لستُ في أسوأِ أحوالي
ولم أكُن يوماً
وهذا يعني
أسوأُ أحوالي لَم يأتِ بعد
أي أسوأُ أحوالي
سيأتي غداً
أو بعدَ غدٍ
آه يا رأسي
كلُّ شيءٍ يمضي
ولا حاجةَ لكَ لتدورَ
هكذا.
/
في الأخطاءِ الكثيرُ منَ الفائدة
والكثيرُ منَ الصَواب
عرَفتُ هذا باكراً
وشبَبتُ عليه
آه يا رأسي
كلُّ شيءٍ لهُ نِهاية
ولا حاجةَ لكَ
لتطرُقَ رأسَكَ
بالجِدار
هكذا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا ريبَ أنَّ الموتَ مبالغة













مرَّت مُراهَقَتي  
ولم يشعُر بِها أحد
حتّى أُمّي
فلا ريبَ أنَّهُ نوعٌ منَ الصِبيانية
أن أُكثِرَ الكلامَ  
عنِ الموت
عنِ
الموت.
/
حارٌّ كفُرنٍ
وتَنهُّداتي عاليةٌ
كمِدخنة
افتَحْ ليَ النافذة
أقفزُ إلى الشارع
فلا ريبَ أنَّهُ نوعٌ منَ الهذيان
أن أُكثِرَ التَّفكيرَ
في الموت
في
الموت.
/
أصعَدُ درَجاتِ السُلَّم
ثلاثاً
ثلاثاً
ولم أبلُغ الثَّلاثينَ بعد
فلا رَيبَ أنّي أُبالِغُ
كعادتي
حينَ أُسجي جسدي
شاحباً وبارداً
دونَما حركة
على فِراشِ الموت
الموت..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



نَسيَ العالَمُ أن يتَّخِذَ منّي صاحباً









هل يبدو عليّ
أنّي مضَيتُ بعيداً شوطاً كافياً
لينسى العالَم أن يتَّخِذَ منّي
صاحباً
أو أن يُشيرَ لي لأتبعَه
لأنَّهُ حتّى
لا يذكُرُ اسمي.
/
هَل يبدو عليّ
أنّي قضَيتُ وحيداً
زَمَناً كافياً
لأحفَظَ عن ظَهرِ القلب
كلَّ دُروسِ الوَحدة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقليدُ الأبطالِ المجهولين








عندما ألتفِتُ صائحاً
وصَوتي
لا يُعطي النَبرةَ المطلوبة
مُحاوِلاً في الخاتِمة
تقليدَ الأبطالِ المجهولين:
(حَظّاً سعيداً بعدي
أيَّتُها الحياة).
/
تدارَكوا غيابي بذِكري
تناولوني بلِطف
وتكلَّموا في ظَهري
حُزناً أليفاً
أظُنُّني أستحِقُّه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تسيل- حوران


















أصيصُ القُلوبِ البيضاء
      (إلى فاطمة روشَن، بمُناسبةِ مُرورِ
            أربعِ سنينَ على جفافِ غسيلِها)

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 
 
 
 


 










 


الغسيلُ الماطِر (فاطمة روشَن)


نشرَت فاطمة غسيلَها الماطِر
على شُرفتِها المُطِلَّة
وأنا المارُّ من تحتِها على عَجَل
وأصدِقاؤهُ يصيحونَ بهِ:
(هيّا سبَقَكَ الناس)
وقفتُ لأتبلَّل.
/
جحظَ الجاهلُ نظرَهُ وفغرَ فمَهُ
وعقدَ العالِمُ حاجِبَيهِ وقطَّبَ جَبينَه:
(هذا لا يليق
وليسَ في مَحَلِّه)
لكنَّ الشُعراءُ حدَّقوا طويلاً
ثمَّ هزّوا رُؤوسَهم
كالأحصنةِ الأصيلة
وقالوا: (آب على الأبواب
زمانٌ وتعطَش
تملأُ بمائكَ الَّذي يحِنُّ عليكَ
ويذهب
بِركةَ قلبِكَ)..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حجابٌ أزرق (فاطِمة روشَن)




حَمَّلَتني جَدَّتي حِجاباً تحتَ إبطي
أزرقَ
يحميني منَ العينِ ويَحرُسُني.
/
وعلَّمَتني: (يا ابني
اضحَكْ مع الناس وابكِ مع الناس
واعملِ الخيرَ وارمِهِ في الناس).
/
وها العُمرُ
يشُدُّ على رأسِهِ قُبَّعتَهُ الدَهريةَ ويَمضي
وليسَ في حِزامي ولا في بيتِ مالي
سوى قصائد وكلِمات.
/
على رَفِّ نِافِذتي في حَيِّ مُتوسِّطي الحال
أصيصٌ منَ القُلوبِ البيضاء
لأنامَ كالشُعراء
وألتقِطَ الوقت..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخطاءُ الرائعة (خالدية نَحلوس)














الأساوِر
تُثقِلُ ساعِدَيكِ
والخواتِم
تُؤلِمُ أصابعَكِ
تقولينَ جادَّةً
لذا كانَ كافياً في عيدِكِ
ليمتلِئَ قلبُكِ سعادةً
أن تُخفِضي رأسَكِ قليلاً
وأُطوِّقَ عُنُقَكِ بخيطٍ منَ
الياسَمين.
/
عَيناكِ الصَغيرتانِ تتَّسِعانِ لكلِّ شيء
والعالَمُ يبذُلُ جُهدَهُ
ليزدانَ بكِ ويكتمِل.
/
الأقراط
تُضعِفُ سَمعَكِ
والعُطور
تدلُقينَها في حقيبتِكِ الجِلدية
أيَّتُها الغاديةُ على عَجَل
وكأنَّ أحداً من بعيدٍ
يُناديكِ.
/
تُخطِئينَ
ولستِ على صَوابٍ دائماً
لكنَّ هذا ما خُلِقتِ لأجلِه
في عالَمٍ مُثقلٍ بالحِساباتِ الدَقيقة
لا أحدَ يستطيعُ أن يُدرِكَ
ما تُحاولينَ إثباتَه
بأخطائكِ الرائعة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رُوحٌ حافيةُ القَدَمَين (مَرام مَصري)

كانَ على الموسيقى أن تخرَس
لنسمَعَ بآذانِنا الفاغرةِ موسيقى جسدِكِ
الذي ليسَ سوى روحاً تتجلّى
ولتنتَظِمَ نَبَضاتُ عُروقِنا
على إيقاعٍ وَثَنيٍّ مَخنوق
ترقُصُ عليهِ قدماكِ الحافيتانِ
حَولَ المَذبَح.
/
تهُبُّ رياحُ شَعرِكِ
هوَ العالَمُ مَن يمُرُّ في ليلِ عينَيكِ
وهذهِ أوراقُهُ تتهاوى
وهذهِ رائحَتُه
وأنتِ تهرَعين لتتقَيَّئي خارِجاً
بَعيداً عن أعيُنِ الجميعِ
وأُنوفِهِم
حِرصاً على الصَنادِلِ المُقَدَّسة
وحُلَلِ الحَريرِ المُزَركَشة
وأسنانِهِم الرُخامية
فاتِحةِ السعادة
للسِنين القادِمة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تِمثالٌ صَغيرٌ أبيض (مُنى مصري)














مازِلتُ أراكِ
وأنتِ تتَّكئينَ بساعدِكِ الأيْمَنِ الرقيق
فوقَ أوراقِ الجرائد
على تلكَ القاعِدةِ الخشَبيةِ المُغبَرَّة
في مركزِ الفُنونِ التَشكيلية
وكانَ الأُستاذ دَرويش ويعقوبُ الَّذي
صارَ الآنَ قِسّيساً وأنا
وكلُّ طُلاّبِ شُعبةِ النَحتِ
منَ البلاهةِ بحيثُ حَسِبنا
أنَّهُ منَ المُستطاعِ
ولو بمَشَقَّة
أن ننحَتَ لكِ
تِمثالاً صغيراً أبيض.
/
وكنّا لاستغراقِنا العميق
غالباً ما ننسى حقَّكِ في استراحةٍ قصيرةٍ
تُعيدينَ بِها الحياة
لعينَيكِ الشاخصتَين
وأطرافِكِ المتيبِّسة
فينحَني رأسُكِ قليلاً
وترُفُّ شَفَتاكِ
ورَغمَ ذاكَ تبقينَ ساكنةً
لا تشتَكينَ بنظرة
أو بإشارةٍ لا ينتبِهُ لها أحد
وليسَ هذا جَلَداً منكِ
ولا خجلاً
لكنَّهُ شيءٌ فيكِ
خاصٌّ بكِ
ولكِ وحدَكِ.
/
وأخيراً بعدَ أن تتدَلّى
أيدينا
تعَباً
من كَثرةِ مُحاولاتِنا الفاشِلة
في أن يُجاريَ الطّينُ
رُوحَكِ
تنهَضينَ على مَهل
وأنتِ تثنينَ ذِراعَيكِ
مرَّتينِ أو ثَلاثاً
وتنفُضينَ ما عَلِقَ من غُبار
على فُستانِ أُختِكِ النِيلي
الَّذي كنتِ ترتَدينَه
ثمَّ دونَ أن تتكلَّمي
تجلِسينَ على مَقعَدٍ ما قُربي
لتُسنِدي رأسَكِ الصَغير
على كَتِفي.
/
التِمثالُ لَم يُشبِهكِ في شيء
لكنَّهُ فازَ بجائزةِ المراكِز
كانَ عنكِ
واعتُبِرَ هذا
- كما يبدو-
كافياً..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللاذقية
حجرٌ في حِضني







































القَناعةُ بكِ طَمَع









الذاهِبُ إليكِ حيثُ ترَينَهُ
فوقَ عُبابِ راحتِهِ قلبُهُ يميلُ على الشِمالِ واليَمين.
/
الأفكارُ تُثقِلُ رأسَهُ
والذِكرياتُ تشُدُّ بهِ من ظَهرِ قَميصِهِ
يتَمَنَّى لو يصطَحِبُ نفسَهُ
وَحيداً
في جَيبِهِ الأيْمنِ موسيقى خفيفة
وأصابعُهُ اليُسرى
خُصلةُ عِنَب.
/
مَن يلُفُّ الجبلَ على دربِكِ
يلُفُّ الجبلَ
يلُفُّ الجبلَ
يلُفُّ الجبلَ كثيراً
ولا يجِدُ عَزاءً في شيء
حتّى ولا حينَ ترمينَ عليهِ
زَنبَقة
كثيرونَ مَفروشةٌ عَتَباتُهم بزَنابقِكِ
وقد تعلَّمَ يوماً أنَّكِ لستِ لهُ
فقط
وأنَّ القَناعةَ بكِ طمَع.
/
الهاويةُ إليكِ وادٍ عليهِ جِسر
وَحدَهُ يكرَهُ السُهولةَ فيكِ
تعرُضُ الأشجارُ لمُساعدَتِه
غُصونَها وجُذوعَها
يُقابِلُها بالجَفاءِ وعدمِ الرَد
ويهبِطُ لا يلوي على شيء
كصَخرةٍ
مُتَدَحرِجة.
/
وقد تعلَّمَ يوماً أنَّكِ عادلة
وأنَّ عَدلَكِ
ظُلم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سفينةٌ ضائعةٌ وشاطئٌ مهجور
                   (إلى بيرسي شيلي الغريق)












(1)
أ كنتِ أنتِ سفينةً ضائعةً
وأنا شاطئاً مهجوراً
أم كنتُ أنا سفينةً ضائعةً
وأنتِ شاطئاً مهجوراً
أم كانَ كِلانا سفينَتينِ ضائعَتينِ
تقابلَتا يوماً في خِضَمِّ بَحرٍ
بلا شاطئ؟
/
الآن...
والموجُ يلطِمُ وجهي مُردِّداً:
(أبداً لن نلتقي
أبداً لن نلتقي)
أعلَمُ أنَّنا لَم نكن سوى شاطئَين
مهجورَين
وضائعَين..
ـــــــــــــــــــــــــــ
(2)
لأجلِ الفَوزِ بقلبِ غانية
الواجِبُ يُركنُ جانِباً
والكِبرياءُ تُداسُ بالأقدام
ولأجلِ أن تمتلكَ جسدَها
ولو مرَّةً واحِدة
الأسلِحةُ هيَ
الغَدرُ والوِشايةُ والخِداع.
/
في الحُبِّ كما في الحَربِ
القَوانينُ هيَ هيَ
فإن كنتُ أدينُ لكَ باعتِذار
فأنتَ أيُّها المُنتصِر
تدينُ لي بامرأة..
ـــــــــــــــــــــــــــ
(3)
لستُ لكِ
وإن مرَّةً دَلَقتُ عليكِ ظِلَّي
وإن مرَّةً أطعَمتُكِ ثَمرَي.
/
لستُ لكِ
وإن مرَّةً نادَيتُكِ فدَخَلتِ قَوقَعَتي
وإن مرَّةً أعطَيتُكِ شيئاً فأخذتِني.
/
لستُ لكِ
وإن مرَّةً لا تدرينَ كيف
رَميتِني..
ـــــــــــــــــــــــــــ
(4)
يا شاطِئي يا شاطِئي
يا مَرفأي يا مَرفأي.
/
أعلَمُ أنَّ هناكَ سَفينةً غَريبةً
ذاتَ ثَلاثةِ صَواري وتِسعةِ أشرِعة
ألقَت مِرساتَها
في حِضنِكِ..
ــــــــــــــــ
رأسُكِ يلطِمُ القمر
         










وحتّى لا يلطِمَ رأسُكِ القمرَ
ويكسِرَه
تضطرّينَ للانحِناء
لسَماعِ الموسيقى وآهاتِ الإعجاب
كطِفلةٍ صغيرةٍ أينعَت باكراً
تُداعٍبُ دُميتَها بمَلل
وعيناها مكسُوَّتانِ بالغيبوبةِ والغُبار
وهي ترنو شاخِصةً
إلى الأمواجِ تُلقي زَبَدَها
فوقَ الحَصى اللاّمِعة
على الشاطئِ البارد.
/
أمّا معي
فأنتِ تسُدّينَ بالنُجومِ والقمرِ
أُذُنَيكِ
وحينَ تُسَرِّحين
بنِساءِ راحةِ يدِكِ اليُسرى
فضاءَكِ الخُرنوبي
ذلكَ الطائر الحرير
تسقُطُ أقماري الَّتي أرسلتُها
لتصويرِ تضاريسِكِ
والكشفِ عن مَواطِنِ ضَعفِكِ
مُكسَّرةً مُمزَّقة
كقصائدي عنكِ
وسَمائيَ الَّتي نصبتُها
فوقَ جَبينَكِ.
/
لم أنتِ لي وأنا غائبٌ وبعيد
ولم أنتِ للجميع
وأنا قريبٌ منكِ
مُلتصِقٌ بكِ
كظهرِكِ وخدَّيكِ.
/
رأيتُ فيما يرى النائمُ
الأرضَ ترتَجُّ على وَقعِ خُطاكِ
فتَميدُ الجِبال
وتتهَدَّمُ الجُسور
وخاصَّةً جِبالي وجُسوري
تقولُ كلُّ مَحطّاتِ الرَصد
إنَّ أُمَّنا الأرض
لن تتَّسِعَ لكِ بعدَ سنتَين
أو أكثرَ
أو أقلّ
فكيفَ عندَ ذاكَ ستنامينَ
أو ترقُدينَ مُتظاهِرةً
بالنَوم.
/
أجلِسُ وحيداً مُتعباً على القَحط
قُربَ قدمَيكِ
وبأخيلَتي المريضةِ المُجنَّحة
الَّتي لا أعِنَّةَ لها
أتسَلَّقُ أشجارَ خَوخِكِ وتُفّاحِكِ
وأسبَحُ في ينابيعِ زَنبَقِكِ وأسماكِكِ
وأنا أُمَنّي النَفسَ
بِمَوائدِ لَذَّتِكِ
وحَفَلاتِ رَغَباتِكِ
فأكتشِفُ بالصُدفةِ والمُخاطرة
أنَّكِ الصَحراءُ والشَمس
في البَدءِ لا أُصَدِّق
وحينَ أُصَدِّق
يُغمى عليّ.
/
فَيا أيَّتُها الصَحراءُ والشَمس
المُتنكِّرةُ بجِلدِ امرأةٍ خضراء
مُتنكِّرةٍ بثَوبِ حبيبَتي
أُحِبُّ فيكِ ما أكرَهُهُ بغَيرِكِ
لأنّي أُحِبُّهُ فيكِ وحدَكِ
وأكرَهُ فيكِ ما أُحِبُّهُ بغيرِكِ
لأنّي أكرَهُهُ فيكِ وَحدَكِ
فَلأنَّكِ تُحِبّينَني مَغروراً وكاذِباً
سأتعلَّمُ الغُرورَ والكَذِب
ولأنَّكِ تُحِبّينَني بَعيداً
سأتعلَّمُ
الجَفاءَ
والبُعد.
/
أقرَعُ باباً صَغيراً من أبوابِكِ
بكَذِبٍ صادق
وسُهولةٍ تُخفي الكثيرَ من الخَوف
يأتيني صَوتُكِ: (انتظِرْ
انتظِرْ لحظةً
انتظِرْ... أنا قادِمة)
ولا حتّى تسألينَ مَن أنا.
/
أخافُ أن تكوني المرأةَ الغَريبة
الأجنَبيةَ عنّي
الَّتي تتمَلَّقُ بلِسانِها
ودَربُها مُعوَجٌّ كالثُعبان
يقولُ النَبيُّ سُلَيمان:
(أ ويأخُذُ إنسانٌ ناراً في حِضنِه
ولا تشتعِلُ ثيابُه؟
أ ويَمشي إنسانٌ على جَمرٍ
ولا تحترِقُ قَدماه؟)
وليسَ لقدَميَّ العاصيتَينِ
إلاّ دربُكِ
التي تكمُنُ على مفارقِها
الخطيئةُ للرُوح
والألَمُ للجسَد
وليسَ لقلبيَ الأعمى
إلاّ جُحرُكِ
الذي يفتقِرُ فيهِ المَرءُ
للأمانِ
ورَغيفِ الخُبز..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ طرطوس
أنا أنتُم جَميعاً لوَحدي
                                 (إليكَ يا أُنسي)


















 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 






يلتصِقُ بيَ الحُبُّ كثيابٍ مُبلَّلة



ها هيَ حياتي
مِسبحةٌ كرَّت حَبّاتُها
حَبَّةً حَبَّة
ولم تنقطِع
نضَجَت بَطّيخةً حمراءَ تنتظِر.
/
ليسَ كما تقولون: (إنَّها واجِباتُ الشمس)
بَل هوَ الحُبّ
الملتصِقُ بي صَيفاً وشِتاءً
كثيابٍ مبلَّلة.
/
أجملُ ما عندي أُخرِجُهُ لكم
وأنتُم تظُنّونَ العكس
وكنتُ سابقاً أعتمِدُ على ذلك
لكنّي اليومَ لا أخجلُ من شيء
هذا كلُّ ما أستطيعُه
وهوَ
أفضلُ ما لَديكم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تسيل- حوران
أربعُ صُبّاراتٍ للزينة
















كلُّ ما كانَ ليَ امتلاكُه
أربعُ صُبّاراتٍ صغيرةٍ للزينة
صففتُها على حافَّةِ نافذتي
مؤقَّتاً ريثَما أعود
وذهبت.
/
يقولُ أخي: (لا بدَّ أنَّها سقطَت على الطَريقِ
دونَ أن ينتبِهَ لها أحد
تحتَ العجَلاتِ والأحذية).
/
في حياتي لَم أتَمكَّن من خِداع
سوى فتاةٍ واحِدة
قلتُ لها صادقاً: (انتظِريني)
واليوم
تُخبِرُني في خاتِمةِ رسالتِها الأخيرة
بأنَّها كي لا تنساني
أحَبَّت في غيابي
رجُلاً يُشبِهُني.
/
هذا الصَباحُ... استيقظتُ
وكانَ الوحلُ فِراشي
والريحُ لِحافي
بالتأكيد هذا ليسَ حُلماً من أحلامي
وذلكَ بفضلِكم
وهوَ بكافَّةِ الأحوال
كلُّ ما تستطيعونَ أن تُقِدِّموهُ لي
ثَمنَ عِنادي أن أبقى
منكم..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تسيل- حوران





معاً لسنا لأحد










تعالوا بسُرعةٍ وعلى مَهل
فُرادىً وأزواجاً ومُزدِحِمينَ
أحياءً ومُحتضِرينَ وموتى
ولم تُخلَقوا بَعد.
/
تعالوا منَ الأزِقَّةِ والشَوارِعِ والحدائقِ العامَّة
شاخصينَ بأنظارِكم إلى النُجوم
ومُطرِقينَ برؤوسِكم إلى الأرض
دونَ عُنوانٍ معروف
ودونَ موعدٍ سابق
تجِدوني.
/
ستعرِفونَني لا ريب وقتَ أُؤكِّدُ شُكوكَكم
بِهُويَّتي
حَملِقوا بي عن كَثَبٍ
أسرارُكم مفضوحة
وما ينقُصُكم عندي منهُ زائد.
/
ساعدوني وساعدوا أنفسَكم
بأن تقتربوا بلِصقي
وتَجعلوها سهلةً
أدخلُ وأخرجُ فيكم
ولا ألطِمُ رأسي.
/
اجمعوا فمَكم ونادوني
ومن بعيدٍ وأنا لا أُغنّي
من خيالي عليكم أن تعرِفوني.
/
راهِنوا عليَّ تربَحوني
أنا أنتُم جَميعاً لِوَحدي
كونوا لي
أنا لكم
ومعاً معي
لن نكونَ لأحد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تسيل- حوران
يقتُلُكم في الحُلم


















جاءَ الصَعب
تسمَعونَ قَرقعةَ خُطاه
تلفَحُكمُ رياحُ أنفاسِه.
/
وتعرِفونَ صُدورَكم الضيِّقة
وقلوبَكم المخلوعة
فإمّا تدعونَهُ للدُخول
وإمّا يُحطِّمُ أبوابَكم
ويهدِمُ جُدرانَكم وسُقوفَكم
فوقَ رؤوسِكم.
/
جاءَ الصَعب
قِفوا انفُضوا غُبارَكم
وحَرِّكوا دِماءَكم
هوَ واحدٌ وأنتم
ألف.
/
ولو أفسحتُم لهُ فيكم مكاناً
سينام
وأنتم سترَونَهُ وتعرَقون
لأنَّ الصَعبَ صعبٌ
وليسَ أمراً سَهلاً
فهوَ سينامُ
كما قلتُ لكم
ويقتُلُكم
في الحُلم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الزقزقانية - اللاذقية
ليسَ في جُيوبِكم سوى البِطانة


تلومونَني عليكم - تلومونَني عليّ
تلومونَني على خُروجي معَكم
تلومونَني على بَقائي في البَيت.
/
إذا وَقفتُ ونادَيتُكم
تُنكِرونَ مَعرِفَتي بأسمائكم
وإذا تركتُكم وأكملتُ طريقي
تُنكِرون اسمي
منذر.
/
تلومونَني على كلامي - تلومونَني على نظرَتي
تلومونَني على تعَلُّقي - تلومونَني على ملَلي
تلومونَني على تسرُّعي
تلومونَني على تعَبي.
/
وإذا حَمَلتُ نفسي لعندِكم
تنسونَني على البابِ طويلاً
ثمَّ تُدخِلونَني
ولا مكانَ لي لأجلِس.
/
تلومونَني على استِقامتي - تلومونَني على تعَرُّجي
تلومونَني على سَذاجَتي
تلومونَني على خُبثي
تلومونَني على براءتي
تلومونَني على اعتِرافي بجريمتي.
/
وإذا حدثَ وأخلفتُ موعدي
لا تقولون:
(عُذرُ الغائبِ معهُ)
وتَحسَبونَ أنّي بِعتُكم
وإذا أتيتُ وسبقتُكم
ترتابونَ بشوقي لكم
وتقلِبونَ على القَفا
خَسارتي ورِبحَكم.
/
ماذا لَديكم ينقُصُني
وليسَ في قلوبِكم سوى الهُموم
وليسَ في جيوبِكم سوى البِطانة
وماذا لَديَّ ينفَعُكم
ولستُم سوى أيّام
ولستُ سوى
قصائد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تسيل- حوران
في الصَيفِ لا ترتدونَ الملابسَ الخفيفة













قالوا لي عنكم
وكنتُ قد فكَّرتُ سابقاً
بكلِّ شيءٍ تقريباً
...
الوردةُ الَّتي بينَ أصابعي
وقتَ تشغَلونَ يدي
أعُضُّ عليها بأسناني
وقلمي أشكُلُهُ خلفَ أُذُني.
/
قالوا لي عَنكم
وكما المعروفُ عنّي
وكما كانت حِساباتي
بشارِبي الرقيقِ الضاحِكِ
وقفتُ بينَكم
لنكونَ كَتِفاً بكَتِفٍ لا أقلَّ ولا أكثر
فلستُم أشدَّ طولاً منّي
ولستُم في أيَّةِ حالٍ أشدَّ تهَوُّراً.
/
قالوا لي عنكم
وقفزتُ أمامَكم
متحمِّساً وشَهوَتي مفتوحة
حاملاً سُلَّمي بالعَرض
ورافعاً عن ساقَيّ أينما وكيفما عبَرت
لكنَّكم مددتُم أرجُلَكم أمامي
وجلستُم بي فوقي
وقلتُم: (هذا لا يجوزُ ومَن قالَ لكَ
وليسَ في وقتِهِ ومَن تظُنُّ نفسَكَ
وإنَّنا بينما... وإنَّكَ ريثَما...
فبُطونُ الشُعوب
تذكَّرْ
ليسَت كبُطونِ الكُتُب).
/
تعَجَّبتُ وفي الحقيقةِ لَم أفهَم
لكنَّي إرضاءً لكم تظاهرتُ بالعِلمِ
وصدَّقت
قلتُ في نفسي: (شارِبي من زَغَب
ورُؤوسُكم صُلع
وإنّي ريثَما... وإنَّكم بينما...
فبُطونُ الشُعوبِ حقّاً ليست كبُطونِ الكُتُب
وهذا كنتُ أعرِفُه
وهناكَ فيما بيننا كَذا ومَذا).
/
مُغلِقاً أُذُنَيَّ سَمِعتُ عنكم
وسقطتُ فيكم أسمعُ منكم
كلُّ ما تعِبتُ عليهِ وتعلَّمتُهُ
أبطَلتُه
وكلُّ ما كنتُ أحلُمُ بهِ
وأستيقظُ في الصباح
وأرويهِ لخالي وجَدَّتي
نَسيتُه
وكنتُ عندَ حُسنِ ظَنِّكم
أقولُ ما يخطُرُ على بالِكم
وأُشيرُ إلى حيثُ تغمِزونَ لي
بعيونِكم.
/
تستيقِظونَ عندَ الظُهر
كأنَّ أحداً سَرَقَ صَباحاتِكم
فَتهرَعونَ إلى المِرآة   
تُحَملِقونَ طويلاً في أُنوفِكم
وعندَ القَيلولة
ترفَعونَ صَوتَ المِذياع
ثمَّ تنظُرونَ إلى الغُروبِ بحُزن
وتندَمونَ على الوقت.
/
معكم على الجَبَل
لا تُعَمِّرونَ بَيتاً ولا تغرِسونَ أشجاراً
وفي البرد لا تُشعِلونَ ناراً
معكم على دُروبٍ
مَشوا عليها
ورَجَعوا منها
وفي بساتينَ جَنوها
وحَطَّبوا أشجارَها
وراءَكم في الصَّيف
فلا تيناً ولا عِنَباً
تقطُفونَ وتأكُلون
ولا ترتدونَ الملابِسَ الخفيفة
ولا تذهَبونَ إلى البَحر..
ــــــــــ         مدرسة الإشارة - حمص


















نُزهةٌ بأحذيةٍ ثقيلة













































تِلالٌ بَشَريةٌ وَعِرة
(أ فَلا أُشفِقُ أنا على نينوى المدينةِ العظيمة، الَّتي فيها أكثرُ من اثنَتي عَشرةَ رِبوةً من أُناسٍ لا يعرِفونَ يَمينَهم من شِمالِهِم، ما عدا بَهائمَ كثيرة.) سفر يونان/الفصل الأخير/الآية الأخيرة.













يُخَبِّطونَ بأرجُلِهِم
ويهِزّونَ أبدانَهم التَعِبةَ منهم.
/
حتّى في الأعمارِ الصافية
وقتَ يصطفّون مَثنى مَثنى
ومتلألئةٌ أصابعُهم ومتشابكة
تفرَحُ لهم
إنَّهُ الحُبُّ وأنتَ منهم
والحقّ
إنَّهُ الباقي لهم منَ الحُبّ
وأنتَ الباقي منهم.
/
ومن جديد
وهذهِ المرَّةُ يتبعُهم أطفالُهم
يتزاحمونَ صُفرَ الوجوهِ المهمومة
وضائعيَّ الأعيُن
وينحشِرونَ في عُروقِ الجُدرانِ
الضَيِّقةِ بهم
المغلقةِ عليهِم
الَّتي بَنوها حولَ أنفُسِهِم
ليتلامسوا سِرّاً
وليناموا ما أمكنَ لهم
متكوِّمين
فوقَ خُبزِهِم ومِلحِهِم
وعيشِهِم الطاغية
تِلالاً  بشَريةً
مُربكةً
وعِرة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ         مدرسة الإشارة - حمص
آثارُ أقدامٍ على وجهِ القمر
                   (يحتِفلونَ بافتتاحِ أوَّلِ صيدَليةٍ
على سطحِ القمر)

انظُروا
ها هوَ سيسيوس بطلُ اليونانِ المحبوب
يتهادى وهوَ يُصفِّرُ لحناً شعبيّاً راقصاً
على دربِ الشاحناتِ الأمريكية
وها هوَ فولكان إلَهُ النارِ
وصانعُ دُروعِ الآلهة
يوقِدُ فُرنَهُ الجهنَّمي
بوَلاّعةٍ غازية.
/
انظُروا
ها هوَ السيُّدُ المسيح
يدعونا جَميعاً إلى استعمالِ
شفراتِ ناسيت ذاتِ التِمساحَين
ومَجدليَةٌ لعوبٌ تغمِزُنا ضاحكة
وهيَ تمُرُّ بأناملِها الداميةِ
على ذقنِهِ الحليقة
وها هوَ فاوست
يُساعدُ أبناءَهُ ذَوي السَراويلِ القصيرة
في استظهارِ الأناشيد
وكتابةِ الوظائفِ المدرسية.
/
انظُروا انظُروا 
ها همُ العمالقةُ يلعبونَ سويَّة
في مِغطَسِ الوحلِ البَشَري
وهم يتراشقونَ من فوقِ رؤوسِنا
بنيرانِ الحربِ البارِدة
وها هوَ الرَبُّ الكُلّيُّ القُدرة
لا يستطيعُ وَحدَهُ
ولا حتّى بمساعدةِ الملائكة
ترقيعَ كلِّ تلكَ الثُقوب
الَّتي تصنعُها الصَواريخُ
والمَركباتُ الفضائية
والأقمارُ الكاذبة.
/
وها نَحنُ بدورِنا
ندوسُ بأحذيتِنا الثَقيلةِ
على وجهِ القمرِ العَذب
ونكادُ نضيعُ بينَ الكواكب
كما فعلنا تماماً
هُنا
على الأرض..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تسيل- حوران
من نافذتي يا أمريكا







من نافذتي يا أمريكا
أرى السماءَ الَّتي نقَعُ تحتَها سويَّةً
قد استُبدِلَت بكُتلٍ سوداءَ ثقيلةٍ داكنة
إنَّها ليسَت فقط غيوماً
وليسَ ما يسقُطُ منها فقط مطراً
لذا لا فائدةَ يا أمريكا
من قُبَّعاتِكِ العمليةِ ومعاطفِكِ الواقية.
/
من نافذتي يا أمريكا
أرى الأشجارَ الَّتي كُنّا نَصعَدُ إلى رؤوسِها
لننظُرَ إليكِ بتلكَ العُيونِ الصافيةِ المظلَّلةِ بأكُفِّنا السَمراء
تتلوّى كراقصةٍ رخيصة
وتميلُ وتميلُ حتّى تكادَ تقع
وأرى الشَواطئَ القلقةَ الَّتي على رمالِها المُدبَّبة
كنّا نفوقُ جون وين سرعةً في إطلاقِ نارِ مسدَّساتِنا الوهمية ونُقلِّدُ بأجسادِنا النَحيلةِ وأصواتِنا المُحترِقة
ألفيس برِسلي وهوَ يُغنّي
مُتَّسِخةً وكريهةً
من بِرازِ أساطيلِكِ ذاتِ الأُنوفِ الطَويلة
في ثُغورِ البِحارِ المُزبِدةِ
الَّتي تصِلُنا بكِ.
/
يا أمريكا
كلُّ شيءٍ كما يُقالُ بالإنكليزية
قدِ استدارَ واضحاً ومختلفاً
فالهُنودُ الحُمرُ هم مَن كانوا يستحِقّونَ التَصفيق
و لِنكولِن الطَيِّب
تمكَّنتِ منهُ في النِهاية
وكلُّ ما أدَّت إليهِ حَربُهُ العائلية
هوَ عِدَّةُ أفلامٍ ملوَّنةٍ ليسَ إلاّ
وما عادَت أبنيةُ نيويورك الشاهقة
تُثيرُ حتّى صَفيراً خافتاً
أمّا تِمثالُ حُرّيتِكِ المكلَّلةِ بالحِراب
وهيَ ترفعُ بيدِها اليُمنى مِشعلاً حجريّاً كبيراً
لا أدري لِمَ؟
وتَحضُنُ بالثانيةِ كتاباً أظُنُّه
(كيفَ تُصبِحُ مليونيراً) أو (كيفَ تكسَبُ - مال َ- الأصدقاء) لِلمُحسنِ ديل كارنيجي
فما عادَ يبدو اليومَ مُلائماً
سوى لرُسومِ الكاريكاتورِ الساخرةِ
الفقيرةِ الموهبة.
/
يا أمريكا
أنا لَم أُخلَق لأكيلَ لكِ الشَتائم
وما كانَ بودّي أن أفعلَ ذلكَ
لولا ما تفعلينَهُ بي
فبالأمسِ حَسِبتِني حِصاناً برّياً
عليكِ إحكامُ رميِ الأنشوطةِ حولَ رَقبتِه
ثمَّ ترويضُهُ والرُكوبُ على ظَهرِه
وعندما أخرَجتُ لكِ قدمَيَّ المسطَّحتَين
ولِساني الأحمر
ووقفتُ أمامَكِ أُدندِنُ ما أذكُرُهُ من
نشيدِنا المَحَّلّيِ المتقطِّع
علِمتِ آنذاك
بأنّي إحدى مخلوقاتِ تلكَ البلاد
الَّتي يجِبُ أن تحفِري في بُطونِها ثَقباً
يسمَحُ لأناملِكِ الشفّافةِ المُدرَّبة
أن تُنهيَ الأُمور
إلى ما تُفضِّلينَهُ
من خاتِمةٍ تسُرُّ الجميع.
/
يا أمريكا
لا فائدةَ من هذا العَناء
فكلُّ ما حاولتِ إخفاءَهُ خلفَ ظهرِكِ
ولافتاتِ أسنانِكِ البيضاء
قد عرَفناه
و بتنا نسمعُ أزيزَ طَلَقاتِكِ
فوق رؤوسِنا الصغيرةُ الصغيرة
التي راحت تلمَعُ بينَ رؤوسِ
قطيعِ ثيرانِكِ الوحشيةِ
أو في مقعدِ السيارةِ الخلفي
مع رجالكِ الأشرار
وهكذا ترَينَ كيفَ أصبحنا نعني لكِ المتاعِب
كما أنتِ تعنينَ لنا
ولا مفرَّ أخيراً من طائراتِكِ
وهيَ تُلقي ما حَمَلَت بهِ لأجلِنا
من تُفّاحِكِ الذَهبي المشهور
وهداياكِ الأُخرى المتنوِّعة
على ارتفاعٍ مُنخفض
كي لا تبرُدَ فطائرُ الكلابِ الساخنة
وبسُرعةٍ لا تدعُ لأيٍّ منّاً
مَجالاً
للشُكر..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ طرطوس
أديمُ الأرض
         



قليلاً منَ الموسيقى أيُّها المُضيف
ضَيفٌ مِثلي يأكُلُ بأُذُنَيه
ثلاثةَ أضعافِ ما يملأُ بطنَه
قليلاً منَ الموسيقى
يا صاحِبَ البيت.
/
شيئاً من الموسيقى فوقَ رؤوسِنا
أيَّتها السماء
النُجومُ والكواكِبُ ستؤدّي
بقيادةِ الشمس
أُوبِّرا النهارِ والليل
الضجةِ والسُكون
وقمرُنا اليافع
سيُرافِقُ الاوركِسترا الكونية
بعزفِهِ الرقيقِ على الكَمان
حينَ يأتي دورُ الألحانِ الخفيفة
المسمّاةِ باسمِه.
/
وأنتِ أيَّتها الأرض
طبقاً من الموسيقى أيَّتها الطاهية
طبقاً عارماً منَ الموسيقى
أيَّتها القِدرُ الطينيُّ الممتلئ
لتكُن أُغنيتُكِ
يا أُمَّ العناصِر
أُغنيةُ الحليبِ واللَحمِ والعِنبِ والقمح
لتكُن أُغنيتُكِ
يا أُمَّ الفصول
أُغنيةُ ربيعِكِ الغَضّ
وخريفِكِ المضطَرِب 
أُغنيةُ شِتائكِ البارّ
وصَيفِكِ الناضج
لتكُن أُغنيتُكِ
يا أُمَّ الذهبِ
وأُختَهُ الفِضَّةُ وأخاهُ النُحاس
لتكُن أُغنيتُكِ
يا ذاتَ الأضلاعِ والأحشاء
أُغنيةُ قلبِكِ الجمرة
ودمِكِ الناري
أُغنيةُ جسَدِكِ
ذي الجِبالِ والوِديانِ والكهوف
أُغنيةُ جِلدِكِ
الرَملِ والصُخورِ والحشائِش
أُغنيةُ أنهارِكِ
مجاري دموعِكِ
أُغنيةُ مائِكِ المالحِ
يملأُ حِضنَكِ.
/
طبقاً من الموسيقى أيَّتها الأرض
وليكُن حَساءً دافئاً
أيَّتها الأمُّ الَّتي نُشاركُها أحشاءَها
ليكُن لحماً وعِظاماً
أيَّتها الطِفلةُ الَّتي تُشاركُنا أحلامَنا
ليكُن حُمماً ودخاناً
أيَّتها المُتدحرجةُ على دربِ مصيرِنا
لتكُن رقصتُكِ
رقصةُ الأعاصيرِ والزَلازِل
رقصةُ الأمطارِ والفيضاناتِ
وبعدَها تأتي رقصةُ الجَفافِ والعطَش
رقصةُ المجاعاتِ والأوبئَة
الحروبِ والمجازِر
الهُدناتِ والقبور
رقصةُ أبنائكِ
أبنائِكِ جَميعاً
الذُبابِ والعناكِبِ
والغِربانِ والضفادعِ والتماسيح
رقصةُ ذَوي الأثداء
الكلابِ والأبقارِ والوطاويط
رقصةُ البَشَر
الجِلدِ العاري والظَهرِ المنتصِب
الدِماغِ الثقيلِ والإبهامِ الكبير
اللِسانِ المرنِ والذَيلِ الخفي
رقصةُ الآلِهةِ والأنبياءِ والسَحَرة
المُلوكِ والجُنودِ والعَبيد
الرُعاةِ والفلاّحينَ وقُطّاعِ الطُرُق
الشُعراءِ والمُهرِّجينَ والعُشّاقِ والقتلة
رقصتُنا نحنُ
رقصةُ الرِجالِ والنِساءِ
السودِ والبيضِ والحُمر
والصُفرِ والزُرقِ والرَماديين
الآباءِ والأُمَّهات
الأُخوةِ وأبناءِ العَم
والأيتامِ واللُقطاءِ
وأولادِ المَحارِم
رقصةُ آدمَ وحوّاءَ معَ الأفعى
رقصةُ هابيلَ وقابيلَ في الدَم
وبقيَّةِ الخاتمة...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فهرس آمال شاقَّة
 الصفحة - العنوان - التاريخ
- من جيبِ المِعطفِ الخاكي:
- كيسُ البحارة - 4/1/1973
- خريطةُ الفقراء -6/1/1973  
- وحلُ السماء -7/1/1973
- الشّرود -18/1/1973
- خوذةُ الإخفاء -13/2/1973
- الغِربان ضيوفٌ ثقلاء -20/2/1973
- طريقُ الخير-25/2/1973
-  نجومٌ بيضاء-         28/2/1973
- الأرضُ خادمة -     11/3/1973
- هرولَ نيسانُ صوبَ الثّكنة -2/4/1973
- مَن أحرقَ الليل؟ - 13/4/1973
- أخي النهر -  14/4/1973
- النومُ على الصيف -1/5/1973
- الخُلد -   2/5/1973
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ليسَ في عينيه أحد:

- شرير-              8/3/1973
- يتعبُ من ذيله - 16/3/1973
- سباقُ النهاياتِ المؤسفة- 10/4/1973
- نظراتُهُ قد تغيرت- 8/6/1973
- عالمٌ من النّور-    7/7/1973
- الذُبابةُ الَّتي اخترقت زُجاجَ النافذة-         19/7/1973
- كَتِفُ عالمٍ هزّاز -   30/7/1973
- لا يأمنُ لسماءٍ صافية -   16/9/1981
- ليس في يديهِ راحة -21/9/1973
- الشقي-12/10/1973
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- مرايا الإسفلت:

- شارعٌ أسودُ يعبرني-10/11/1972
- في جيبي وسيلتان للتعبير-22/11/1972
- ذاهبٌ إلى الشِمال سأمرُّ على الجنوب-17/11/1972
- العشقُ القائم على-13/12/1972
- مرايا الإسفلت -28/12/1972
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- عصفور على حَبل غسيل:
- المدرسةُ لا تعلِّمُ شيئاً -13/7/1973
- ساقاهُ طويلتان لأسبابٍ كثيرة -17/8/1973
- ذقنُهُ شابت في الحرب - 11/10/1974
- الكنارُ المزعج -      5/11/1974
- فَرَحٌ بسيط -17/7/1974
- سِرُّ المعلم -  22/12/1973
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- دروسُ الوحدة:
- في الأخطاءِ الكثيرُ من الصواب -16/8/1974
- لا ريبَ أنَّ الموتَ مبالغة - 1/9/1974
- نسيَ العالمُ أن يتَّخِذَ منّي صاحباً - 3/9/1974
- تقليدُ الأبطالِ المجهولين -13/10/1974
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- أصيصُ القلوبِ البيضاء:

- الغسيلُ الماطر -     25/6/1973
- حجابٌ أزرق -       29/6/1974
- الأخطاءُ الرائعة -  8/2/1974
- رُوحٌ حافيةٌ القدمين -26/12/1975
- تِمثالٌ صغيرٌ أبيض - 9/8/1974
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- حجرٌ في حِضني:
- القناعةُ بكِ طَمع -4/2/1975
- سفينةٌ ضائعةٌ وشاطئٌ مهجور -2/3/1975
- رأسُكِ يلطمُ القمر-20/11/1972
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أنا أنتُم جميعاً لوَحدي:
- يلتصقُ بي الحُبُّ كثيابٍ مبللة -3/1/1974
- أربعُ صُبّاراتٍ للزينة -2/1/1974
- معاً لسنا لأحد -20/4/1974
- يقتلُكُم في الحُلم -  27/9/1974
- ليسَ في جيوبِكم سوى البِطانة - 23/6/1974
- في الصيفِ لا ترتدونَ الملابسَ الخفيفة -          16/8/1973
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- نُزهةٌ بأحذية ثقيلة:
- تلالٌ بشريةٌ وعرة -27/7/1973
- آثارُ أقدامٍ على وجهِ القمر -16/4/1974                   
- من نافذتي يا أمريكا -15/9/1972
- أديمُ الأرض -2/6/1976

ــــــــــــــــــــــ
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads