الرئيسية » » روح مقمرة | على العامرى

روح مقمرة | على العامرى

Written By هشام الصباحي on الأحد، 31 أغسطس 2014 | أغسطس 31, 2014

روح مقمرة
على العامرى

( فلسطين )

فى الليلِ رأيتُ الأشجارَ تمسّدُ هستيريا زرقاءَ، وتسكبُ فى طاسِ الفضةِ غيباً ونعاساً أعمى كانت إبرُ الغامضِ تقفزُ تحت هياجِ الحاراتِ
نساءٌ فى اللغزِ يساورُهنَّ العريَ الأولَ، حيث الفتنةُ قاموسٌ
يتمجّدُ فى القيظِ

خيولٌ تهبطُ من أعلى الأسماءِ، سهولٌ تشعلُ قنديلاً يترنّحُ بين العاشقِ والوشمِ، جدارٌ يتجنّحُ تحت التأثيرِ المغناطيسيِّ لخفقةِ قمصانِ النومِ، ولا شيءَ على بابِ الغرفةِ غيرُ ظلالٍ تخرج من صورٍ غافيةٍ

شاهدتُ ممرّاً يلحسُ حجراً ملحياً وحنيناً، ويدندنُ بالرمزِ الأبيضِ

كان الليلُ على طرفِ الكأسِ يُديرُ الأفلاكَ، وكنتُ أمام الحبرِ أُمجّدُ شهباً، وأقولُ لشمسٍ مشرقةٍ: إنى ممسوسٌ بالرؤيا، فتعالى حتى نفتحَ بابَ الليلكِ إذ ندخلُ مسحوريْن كما نجمٌ فى الحانةِ يقرأ كتباً سائلةً يسكبُها فصلاً فصلاً فى الأقداح. تعالى حتى نفتحَ ذاكرةَ الكأسِ، ونقرأَ لمساتِ المحزونينَ ولمساتِ العشاقِ ولمساتِ الشعراءِ، ولمساتِ المنكسرين وهم ينتظرون النادلَ كى يلقى نردَ الطقسِ

على طاولةٍ يعلوها قنديلٌ شرقيٌّ

روحُكِ مقمرةٌ

روحى عطشى للغيمِ

تعالي

حتى نقرأَ قصةَ قيسٍ إذ يترنحُ فى ليلى

وتعالى ننشر فوق الأرضِ خطانا وخطايانا مثل الأوتارِ أمام يدِ الضوءِ 

تعالي

فى الدفترِ حلمٌ يتشمّسُ

تحت السرِّ قميصٌ يتنبأُ بالزلزلِ

على مقعدنا الخشبيِّ رسائلُ حبٍّ تتجنّحُ

والأعمى فى الليلِ يرى

والبابُ جديرٌ بالخفقان.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads