يا قلب هذا هوىً جديدُ
يا قلب هذا هوىً جديدُ | يفوق في الوصف ما تريدُ |
نيرانه إن سألت عنه | نورٌ ومقتوله شهيد |
لواعجٌ ثار بي شجاها | والناس من غفلةٍ هجود |
فليصنع الحسن ما يريدُ | إني له حاضرٌ عتيدُ |
ما غاية الحسن من محب | الحسنُ من أجله شريدُ |
إذا شدا فالوجود سمعٌ | يروقه ذلك النشيد |
شعرى هو الدهر والخلودُ | فلتسمع اللحن يا وجود |
يا أيها الحسن ما تريد | هل في أماني الهوى جديد |
ليلاي ليلايَ قد أطافت | ونافرُ الحزن قد يعود |
مليحة شاقني صباها | إنى بها مغرمٌ عميدُ |
أفتى لنا الحسن وهو قاض | أن الصبا مقلةٌ وجيدُ |
صدرٌ بروح الحياة يزهو | كالوجه تزهو به الخدود |
ما صوتها آه ما شداه | إن افتتال به يزيد |
أبلبلٌ أنت يا بغاماً | كالهمس تهفو به الورود |
جسم كجسم الهواء شاك | من رقةٍ بأسها شديدُ |
أخاف منى على صباه | إني له فاتكٌ صيود |
مزعفرٌ بالجمال يسرى | بروحه الشعر والقصيد |
آهاً ولو قلت ألف آهٍ | لما بلغت الذي أريد |
روحٌ كروح النسيم صافٍ | له على ضعفه جنود |
غدائرٌ منه مرسلاتٌ | وكل جيش له بنود |
وأعين منه حالماتٌ | كأنها خاطر شرود |
جارٌ ولكنه بعيدٌ | والقرب من أنسه بعيد |
أساهر النجم في هواه | وما لروح الهوى هجود |
إن كان بالحسن قد يسود | إنى بفضل الهوى أسود |
اصاره الشعر من عبيدي | والشعر روحٌ له عبيد |
عواطف الروح لا تريد | أنى أريد الذي تريد |
في ظلها طال بي شقائي | إني شقيٌ بها سعيد |
يا روحة الروح لا تعودى | ولا يطل عندك الشهود |
معذبٌ بالغرام يبكى | ودمع أجفانه السهود |
من أنت يا دهرُ ما تريد | وما غمومٌ بها تجود |
تأنقت في الأذى الليالي | والدهر قاسى الأذى عنيد |
فطار ناسٌ ولم يعودوا | إن الهوى عيبه الصدود |
ناسٌ خلعت الهوى عليهم | إنى لنسيح الهوى أجيد |
جرائم الحب من خيالى | درٌ إذا صغته نضيد |
إنى امرؤٌ زادُه الذنوبُ | لا يسمع النصح لا يتوب |
يهفو إلى الحسن في صفاه | والحسن من لطفه يجيب |
لم يقبل اللوم في غرام | ولا لدار الهوى يثوب |
آهاً من الوجد يصطليه | صبٌ بدار الجوى لعوب |
ما دارة الحب ما شجاها | أكاد من نورها أذوب |
يا دارة الحس أين عهدى | هل صار عهدى هو الغريب |
أبيت والطيف ضيف روحي | والطيف من نشوتي طروب |
أكاد من صبوتي إليكم | لمالح الدمع أستطيب |
إن ثار وجدى فناح طرفى | فالحبّ في مهده كروب |
هل دارة الحب لا تجيب | ولا على لوعتي تثيب |
وليس يحلو إلى حماها | خفقٌ من القلب أو نحيب |
سرائرُ القلب لا تذاع | والأمر بالبوح لا يطاع |
أباح قومٌ هوى هواهم | فضيّعوا حبهم وضاعوا |
لا تطلبوا السر من ضميري | فما ضميري الذي يباع |
بيني وبين الجوى نزاعٌ | هل ينتهى ذلك النزاع |
صارعته وهو في صباه | فهدّه ذلك الصراعُ |