الرئيسية » » الحية الخالدة | علي محمود طه

الحية الخالدة | علي محمود طه

Written By Unknown on الثلاثاء، 13 أغسطس 2013 | أغسطس 13, 2013

الحية الخالدة

علي محمود طه
 
ولفّت ذراعين كالحيّين عليّ ، و بي نشوة لم تطر
وقد قربّت فمها من فمي كشقّين من قبس مستعر
أشّم بأنفاسها رغبة و يهتف بي جفنها المنكسر
تبيّنت في صدرها مصرعي و آخرة العاشق المنتحر !!
أفي حلم أنا ؟ أم يقظة ؟ و من أنت أيّتها الخاطئة ؟
هو الحبّ ؟. لا. بل نداء الحياة تلبّيه أجسادنا الظّامئة
يخفّ دمي لصداه الحبيب و تدفعني القدرة الهازئة
كأنّي ببحر بعيد القرار طوى أفقه و زوى شاطئه
أرى...ما أرى ؟ جسدا عاريا تضجّ به الشّهوة الجائعه
أرى... ما أرى ؟ حدقي ساحر تؤجّان بالنّظرة الرّائعه
أرى... ما أرى ؟ شفتي غادة ترّفان بالقبلة الخادعه
تساقطني ثمرا ! ما أرى ؟ أرى حيّة الجنّة الضّائعه !
بعينيك أنت ، فلا تنكري صفات أنوثتك الشّاهده
تمثّلت شّتى جسوم و كم تجدّد في صور بائده
نعم أنت هنّ.. ما أرى ؟ أرى الكلّ في امرأة واحدة
لقد فنيت فيك أرواحهنّ.. و ها أنت أيتها الخالده !
لقد كنت وحي رخام يصاغ فأصبحت لحما يثير الدّماء
و كنت فتى ساذجا لا أرى سوى دمية صوّرت من نقاء
أنيل الثّرى قدمي عابر يعيش بأحلامه في السّماء
فأصبحت شيئا ككلّ الرجال و أصبحت شيئا من ككلّ النّساء !
و كنت أميرة هذي الدّمى و صورة حسن عزيز المنال
و كنت نموذج فنّ الجمال أحبّك للفن لا للجمال
***
أرى فيك مالا تحدّ النّهى كأنّك معنى وراء الخيال
فجرّدتني رجلا أشتهي و جرّدت أنثى تشتّهي الرّجال
دعيني حوّاء أو فابعدي دعيني إلى غايتي أنطلق
أخمر و نار.؟ لقد ضاق بي كياني و أوشك أن أختنق
أرى .. ما أرى ؟ لهبا ؟ بل أشمّ رائحة الجسد المحترق !
فيا لك أفعى تشهّيتها و يا لي من أفعوان نزق
 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads