لو كان الله رجلاً...لقتلني
(الحمرا، NEST)
لو كان الله رجلاً،
لسهرت معه
في ضوء المصباح
الأصفر
نسمع الموسيقى،
نرشف النسيان من
أقداح البيرة
ونحاول بين رشفةٍ
وأخرى أن نتذكر
أين صادف أحدنا الآخر من
قبل.
لو كان الله رجلاً
لعلمني قراءة خريطة
الأنثى.
سمع الرقيقُ حكايتي
بانتباهٍ
وعلـّق باقتضاب:
"ليس عندي ما
أقول
ففي حالتي
الحب قدر وليس اختيار.
الأنثى نافذة لكَ إلى
الحياة
أما أنا،
فقاعٌ تهوي إليه
حين تعييك رحلةُ الـتيه
في أرض النساء."
لو كان الله
رجلاً...لقتـلني
وعقد صلحاً مع
الشيطان.
لو كنت مجرد رجلٍ
....لقتـلتـني
وأرحت من أتعابي
الله والشيطان.
حتى يصير أحدنا رجلاً
سأقطع رأس الليل
وحيداً
وأفقأ عين العالم
وأنا ابتسم.
لن أتوقف عن الشرب مع
الله
من نفس القدح
قبل أن يموت العالم
من الجهل
أوالغباء.
لن أدعَكَ تحت حذائي
عقب سيكارة الخطيئة
قبل أن تلدع صرختي
شـفاه جميع المؤمنين
في الأرض.
لو كان الله رجلاً
لختن غرلة لسانه
قبل أن أمطَّ رأسي
المخمور
وأقول له:
" قلبكّ يتكلم
كثيراً
أيها الصامت
الأكبر"
أوقبل أن أهزَّ رأسي
مؤمِّناً على صحة ما
سيقول
وهو بالكاد قد بدأ
الكلام.
لم أرَ في الحياة
رجلاً
تـنام خطاياه في
العراء
وتتمرغ روحه في تراب
التوبة مثلي.
لم أرَ من يفتـش مثـلي
عن رجلِ روحه
كي يقتله،
أو كي يدفن رأسه
في صدره النحيل
ويبكي من شدة الضحك.
ليس الله رجلاً
وأنا لم أعد متوفراً
كي يقتـلني أحد.
