الرئيسية » » ما تيَسَّر من .... تراتيل العشق | محمود السيد اسماعيل

ما تيَسَّر من .... تراتيل العشق | محمود السيد اسماعيل

Written By غير معرف on الأحد، 9 يونيو 2013 | يونيو 09, 2013


ما تيَسَّر من ....
تراتيل العشق



أنا بينى و أهل الكهف
ثمَّ قرابةٌ و دماءْ

كلانا فرَّ مُختبئًا 
بما يخشى من الأعداءْ

و ناموا هم  و عُدتُ أنا
و تلك بسالةُ الشعراءْ
***
يكون الحزن أحيانًا
و أحيانًا يكون الفرحْ

يموج القلب بالنشوى
و فى القاع استقرَّ الملحْ

إذا اجتمعا فلا تسألْ
فأحيانًا يضلُّ الشرحْ
***
بمنتجع الرؤى فى الروح
ثَمَّ إجابةٌ لسؤالْ

و أوديةٌ مُمهَّدةٌ
و غاباتٌ و ثَمَّ جبالْ

و لافتةٌ بخطِّ يدٍ
عليها .. كنْ بأفضل حالْ


.....



سأنشىءُ جنةً للحبِّ
مكتوبٌ على الأبوابْ

بها عينان من وَلَهٍ
و غسلٌ باردٌ و شرابْ

و شِعرٌ خمرهُ حلْوٌ
و مقصورٌ على الأحبابْ

......

أخوضُ البحرَ فى عينيكِ
مجترءًا فلستُ أخافْ

أنا البحَّارُ يا أسما
سفينى الحبُّ و المجدافْ

سِمانٌ كل أحلامى
و شِعرى ليس فيه عجافْ
..........
حملتكَ بين أحضانى
سبَحتُ مخاطرًا فى اليمْ

أنا التابوت يا موسى
أتذكرنى ؟ و هل تهتمْ ؟

فمَنْ أنجيتَهم عادوا
و عاثوا فى الديار و كمْ
........
أعضُّ عليكَ من غَيْظى
فلا يا إصبعى تفْزعْ

تُطاوعُ غضبتى سِنِّى
فكنْ يا صاحبى أطْوَعْ

تَولَّى أمرَنا قَدَرٌ
مِن الأحزان لا يَشبَعْ

.....
سأضربُ تارةً أخرى
برأسى فى أشدِّ جدارْ

أنا مَن بعتهم قدرى
فكانوا أسفل التجارْ

سماسرةٌ بلا شرفٍ
بضاعتهم هوىً وخُوَارْ
.....

أنا يا صاحبى وطنٌ
مُشوَّهةٌ ملامحُهُ

و نيلٌ لم يعدْ عذبًا
فأحزانى تُمَلِّحُهُ

و جِذعٌ جفَّ أخضّرُهُ
فقلْ لى كيف تُفلِحُهُ ؟
......

على أبوابها أرَقٌ
و حرَّاسٌ بغير سلاحْ

و ليلٌ ما لهُ قمرٌ
و شمسٌ عاقرٌ و نواحُ

و دارٌ ليس يسكنها
سوى جمعٍ من الأشباحْ
.....

عليك تحطُّ أحلامٌ
و ترحل عنكَ لا تشفيكْ

و نَفْسُ البنت لم تبرحْ
بمسكنها الذى يبقيكْ

و نَفْسُ الجرح لم يبرأْ
و طير الشوق يأكلُ فيكْ

.....

يقول الفارسُ المهزومُ
لمَّا عاود الكَرَّهْ

و لم يظفرْ بما يرضيهِ
مِن صيدٍ و لا مَرَّه

لعلَّ النحسَ فى فرسى
فعاودَ راكبًا غيرَهْ
....

أسيرُ الضمةِ الأُولى
لنهدٍ قاربَ العشرينْ

و كنتُ ابنَ انفلاتاتى
صبيّـًا غارقًا فى اللِّينْ

و ما زالت بنشوتها
تُرافقنى إلى الخمسينْ
....

على شُرُفات أحزانى
تنَزَّلَ طيفها بالسلمْ

و أغنيةٍ بناى القلب
تفتح مُدخلًا للحلمْ

و فى لحظات نشوتنا
برُوحَينا تلاشى الغيمْ
.....
أنا ابنُ التسعِ آياتٍ
و بيِّنَـتى بنهر النيلْ

و قلبى خِرقةُ البردِى
و سَعْفٌ من جريد نخيلْ

مِدادى الآيةُ الكبرى
و مِشكاتى من التنزيلْ

.....

سأُنزل آيةً أخرى
تضىء بسحرها الآياتْ

و تبطلُ كل ما صنعوا
ويلقفُ صدقُها الحياتْ

سأضرب بالعصى بحراً
فينفلقُ الدُجى طرقاتْ
....
تمرُّ علىَّ كل صباحِ
مثل أميرة الأربابْ

تُوزِّع خبزَها الروحىَّ
للجَوْعَى من الأحبابْ

تسوقُ الشِعرَ لى مطرًا
و ترزقنى بغير حسابْ
.....

رأيتُ حبيبتى فى النهر
تسبح فى ضفائرِها

كلؤلؤةٍ بحجم الكون
تخطف عينَ ناظرِها

همَمتُ بلمسها ذابتْ
لأغرق فى دوائرِها
....

و قالت هل تلاقينا
هناك وهل تعارفنا ؟

و هل كانت لنا دارٌ
هناك وهل تعانقنا ؟

فقلتُ سكرتِ من روحى
و شئتُ فكان ما شئنا

....

تقول بكم تبيع رفاتِ
هذا القلب للشارى ؟

ليصبحَ دفترَ الأشعارِ
مِثقالًا بدينارِ

فقلتُ مَعاذ أنْ أحيا
بلا قلبى و أشعارى
.....
لها عينان مذهلتان
أوركيديةُ الطَلَّهْ

تنام بشَعرها الأحلام
أطفالًا بلا حُلَّهْ

و لى قلبٌ يفارقنى
إليها كلَّما ولَّهْ
.....
أرتِّلُ آىَ أشواقى
بلا سأَمٍ و لا نصَبِ

و لى فى الضفة الأخرى
جنانٌ طرْحُها تعبى

و أنهارٌ بطعم الصبر
غدَّاقٌ بلا سُحبِ
....
أنا و العشق لؤلؤتان
فى عِقد الرؤى المفقودْ

و أنتِ القبلةُ الأولى
نُوَلِّى شَطرها و نعودْ

أظلُّ إليك متجهاً
و أشعارى بغير سجودْ

.....


بألف طريقةٍ أخرى
سأعرُج للسماء أبىّْ

سأخرقُ فُلكَ أحزانى
و أقتلُ ألفَ ألفِ صبىّْ

أقيمُ جدارَ أحلامى
و إنْ بخلتْ بقلب نبىّْ
.....
على إيقاع ضحكتها
و مشيتها الفراغ اختلّْ

و ضاءت فانتشى قلبى
بمقدم جيشها المحتلّْ

ذبيحٌ ـ و الهوى قدرٌ ـ
لسكين الهوى قد تَلّْ
.....
بطول الشارع الممتد
من عينى لعينيها

و فوق رصيف أشواقى
و تحت ظلال كفَّيها

أقمت موائدًا للحبِّ
فى ساحات نهديها
.....
بحقِّ النور فى قلبى
و ما فى الروح أضرمتِ

لأنسلخنَّ من جسدى
ليسكنَ كهفَهُ صمتى

و أسكنَ جوف أغنيةٍ
تكون حروفها أنتِ

.....




و قالت هِئتُ يا شَغَفى
فقال لربِّهِ إلَّا

و قالت نسوةٌ أكْبَرنَهُ
قمرٌ إذا طلَّا

و قالوا ضلَّ بالإغواء
قال قميصُهُ كلَّا
.....
إذا قالت يقوم الشعر
رَكْضًا فى معانيها

و تهمس فى خواطرهِ
فيشرد فى ضواحيها

و قلب الشاعر المسكين
يحلم لو يدانيها
.....
بعينيها يجىء الفجر
مثل الطفل حين يجىءْ

يضىء فراشها همساً
بنورٍ ناعمٍ و بطىءْ

تُرى لو طرف إصبعها
بليلٍ حالكٍ سيضىءْ
.....

إذا مرَّتْ على جسدى
أذاب الملحَ ماءُ النبعْ

أعود للحظة الميلاد
منتشياً بهذا الوضعْ

يظل الغيثُ مُنهمراً
على روحى ليالٍ سبعْ

.....

بغار الشعر يا أسماءُ
شاء العشق أنْ أصبأْ

و كل جوارحى بكرٌ
و قلبٌ بعدُ ما أخطأْ

أنا الأمىُّ فى لغة الغرامِ
فكيف لى أقرأْ ؟
.....
بشاطئك الرحيب أقمتُ
لا خوفٌ ولا أرقُ

و من شفتيك قَطْرُ الشعر
يعشق ضمَّهُ الورقُ

ففى عينيك يا أسما
يضيع الشاعرُ الوَثِقُ
......
أنا بينى وبين الحبِّ
جسرٌ فوق بحر الخوفْ

عليه أسير مُنفرداً
سأعبر دون صُحبة زيفْ

فلا كانوا لنا مطراً
و لا ظلاًّ بغيمةِ صيفْ
.....

على عتَبات نهديها
خلعتُ قصائدى الأولى

و حين ارتبتُ قالت كُنْ
تكنْ بالقلب مَوْصُولا

و عند الضمة الأولى
تَهاوى الشعر مقتولا

......

بطعم التوت يا أسما
و نكهةِ قبلة الأحبابْ

و رائحةِ اشتهاء الدفْء
وقت تجَمُّع الأصحابْ

عرفتُ الحبَّ كيف ينامُ
طفلاً تحت ظلِّ كتابْ
.....

قصور الشوق فى عينيك
تنتظر الفتى الأسمرْ

و لى فى الظلِّ أغنيةٌ
بخمر حُروفها أسكرْ

مضَى بى العمرُ
و الأغلال أحْجيةٌ و لم تُكسرْ
.....

بِوادى طُهركِ القدسىّ
آنستُ الهوى نارا

و حين تجلَّت الأنوارُ
خَرَّ القلبُ مُنْهارا

خلعتُ مجاوباً جسدى
و ما أدركتُ إبصارا
....

ستأخذنى إلى عينيكِ
ألفُ قصيدةٍ أخرى

لتتركنى بوادٍ غير ذى نومٍ
ولا ذكرى

و عند النظرة الأولى
أرى ينبوعكِ البِكرَا

.....




أنا أنتِ التى كانت
و فيكِ المنتهى سيكونْ

و طعمُ الصرخةِ الأولى
و ثورةُ طفلِكِ المكنونْ

أنا السرُّ الذى استخفى
بكاف المُبتدى والنُّونْ
.....

على أعتابكِ الخضراء
قمتُ مُصلِّيًا ناسِكْ

أنا المختارُ فى عينيكِ
ممزوجٌ بأنفاسِكْ

أنا النيل الطفولىُّ
الـمنابِعُهُ بإحساسِكْ

**********







على وجع الجناح 

قلبى على وجَع الجناح مُسافرٌ
فى غابة الرؤيا بليل قصيدى

مُتنازعٌ فيك التشكُّل تارةً
ذئبٌ و أخرى قلب طفلِ وليدِ

مُتمرِّسًا فى الصيدِ كنتُ وفجاةً
كيف انقلبتُ طريدةً لتصيدى ؟

بيديكِ تقليبُ الفصولِ بأضلعى
إنْ شئتِ صيفًا أو هطولَ جليدِ
ما زلتِ تقتحمين أرض خواطرى
لم تنتهى من غزوها لتُعيدى

و سقوط عاصمتى أمامكِ لم يعدْ
بعد اجتياح مدائنى ببعيدِ

إنِّى على النُصُبِ استقمتُ فوجِّهى 
سكينكِ المسنونَ صَوْبَ وريدى

و إذا انتفضتُ فلا تخافى واقطعى
هى رقصةٌ فى نشوةِ التغريدِ

إنْ كان ذبحُ مشاعرى أُضحيَّةً
فتهيئى وتزيَّنى للعيدِ






ألف وجه للبكاء 


للقصيدة ألف وجه للبكاءْ
للمعرِّى أن يكون أبا العلاءْ

لى فضاء الكون مُرتحَلًا و فى
رَقْصى على شوك المواجع لى انتشاءْ

لابن رُشدٍ أن يُسافرَ راكبًا
معراجَ رُوحى راحلًا نحو البقاءْ

فاغلقوا أبوابكم دونى و صمُّوا
لابن رُشدٍ ألف بابٍ للسماءْ
.....
للقصيدة أن تغنِّى لحنَ أوجاعى
بأرضٍ دون أرض الأنبياءْ

للنخيل بأرض بابل أن يراقصها
و لابن الحزن تبقى كربلاءْ

للأميرة أن تُعَرِّى فى بلاط القصر
ساقيها و ينكشفَ الوعاءْ

هل سيُبكيم دوىُّ سقوطها
 أم ستغتالون فى الروح الغناءْ
.....
حيث تحتلُّون من صدرى هنا
وادٍ به نخلٌ و أعنابٌ وماءْ

فازرعوا قمحًا و زيتونًا لأطفالى
و بعضَ الشعر يكفى للنساءْ

و استريحوا فى الظهيرة سامروا 
الزوجات والتحفوا بساعاتٍ بطاءْ

واعصروا خمرى وخلُّو فوق رأسى
التمرَ للطير المسافر فى الهواءْ

******

نبي العاشقين 

وجعٌ على وجعٍ أنا وقصائدي
محفوفةٌ كالنار بالشهوات

لا تعبثي بدفاترى فجميعها
أصوات مَن تاهوا بليل فلاة

صاموا وصلُّوا فى محاريب الهوى
وتنسَّكوا بالسُكر فى الخلوات

لا يُقنع الشعراء فى أسفارهم
مَنٌّ ولا سلْوىَ كنهد فتاة

كم هاربٍ من غَيِّهِ لم يُنجِهِ
من عشقِهِ وَرَعٌ وطولُ صلاة

وأنا نبيُّ العاشقين إمامهم
وصحائفى من مُحكمِ الآيات

***















لا تستديرى 

خروجكِ من ذاكرة المساء غواية عهد تولَّى
وما أدرك الشيخ بعدُ اتساقَ المشيب
بروعة صفو المؤذن في الفجر ولَّاه شطرا

وما أدرك الشيخ 
روعة حبو الغلام الذي ما رآه على صهوة النوم يعدو
قرابة عشرين حلمًا بغير انقطاع
خروجكِ هذا المساء انتحار
 ونزعٌ لما لم يكن كان أصلا
فلا تستديري 
إذا اللؤلؤ الفذ ألقى إلى البحر سرَّهُ سرَّا

وأفشت نجوم الحواديت
 ما في المتاهات من فاتنات الخيال
أجيبي انحسار القوافي على شاطيء البوحِ
بعض ارتعاش الوريقات يغري اليراع لفعل الخطيئة
لا تستديري 
وضنِّي على الليل بالمعجزات 
ولا تحرميه انبعاث الأثيم
بفعل المجاز انتصارًا لتقبيل عينيك جهرا








لو تدركين جريمتى
ـــــــــــــــــــــــــ


لو تدركين جريمتى
لو تدركينْ ؟


لو تدركين حبيبتى
لو تدركينْ ؟
شوقى إلى شفتيكِ
شوق الذنبِ فعل المذنبينْ


فى الأحمر المنساب فى شفتيكِ
كالشلال أغرقُ
فى الجريمةِ فى انفلات الآثمينْ


شوقى إلى نهديكِ
شوق عساكر السلطان هولاكو
لحرق الياسمينْ


شوقى إلى عينيكِ
حين أضمُّها
شوق المخافر لاعتقال الثائرينْ


ما عاد نهركِ يستطيع هزيمتى
و أنا ابن قنَّاص البراءةِ
و المتوَّج فوق عرش مصَّاص الدماء
بكهف عهر العاهرينْ


لو تدركين جريمتى
لو تدركينْ ؟


لو تدركين حبيبتى
لو تدركينْ
طعم اقتراف جرائمى ؟
و تلذذى بمضاجعات الميتين ؟


*****



















بغار أشعار الهوى أتعبَّدُ
عشْرُ ارتعاشاتٍ ورجفةُ ساعةٍ
وثلاث دقَّاتٍ وبابٌ مُوصدُ

لم أدر هل جاءتْ ؟ وهل عانقتُها ؟
أم أنها نار انتظارٍ تخمدُ ؟

هامستها ؟ طوقتها بقصائدي ؟
أم عُدتُ مهزومًا وسيفي مُغمدُ ؟

لو تصعدين على فمي لن تتركي
حرفًا لغيرك من حنيني يصعدُ

كل انفعالاتي هنا نبض السماء
على صحائف من عيونك تُسرَدُ

وطنٌ له عيناك كيف يضل في مسراه ؟
هل لضياكِ عينٌ تجحدُ ؟

لا تمنحي قلبي دواهُ وعذبيهِ
فإنَّ ترياق النجاة يُبّعِّدُ

فلتسكبي الأشواق في قنينتي
خمرًا له روحي تذل وتسجدُ

أشتاق للشوق المُجنح في الوجود
فلا أعود لواقعي أتجرَّدُ

ما ضلَّ منِّي لن يجيء ، على حصان
العشق مرتحلٌ فلا يترددُ


شوق انشطار الروح في الملكوت
يحتلَّ الذبيح ومُرغمًا يتمرَّدُ

عيناك حين تنزلتْ بالوحي
قمتُ بغار أشعار الهوى أتعبَّدُ









لا تهربى 

لا تهربي إنَّ الهروب تجارة الضعفاء
فلتتعقلي ودعي التأرجح تارةً للريح تصفع حِنَّة الكفيْن
أو للصمت يذبح طفلنا الشفاف تارةً أخري
ليست جميع الراقصات على مواجع ليلنا الشتويِّ
ممتلكات ناصية الصعود
 على معازف حزننا المكنون في أجفاننا قهرا
هل كان منذ البدء حبك طلقةً في الصدر ؟
وخزًا في ضمير الروح ؟
تقاتلَ الدمعات في مدِّ الجسور على مجاريك القديمة ؟
كلَّ أسباب النجاة خيانةً كُبرى ؟
لم تَخبري بعدُ التعرُّق فوق سفح الأغنيات الشاهقات
ولم تغنيك المواويل الجريئة 
في انصهار الثلج تحت إبط الشمس في خلواتها سِرَّا
هذه أقداحنا لم تعرف الظمأ المقدس
والخرافات المنقبة المعاني
وانكسار الوعد حين يضن سيَّاف الخليفة ..
بالحياة على رؤى الأحلام في نزواتهِ 
المبتورة الساقين فوق سريره كَسْرا
لملمي ما كان من جلساتنا تحت انهمار الضوء 
لا تتراجعي للخلف إنَّ الهجر والنسيان جرائمٌ صغرى
لا تشبعي شغف السقوط ببركة القلب المشاغب
باختصار المفردات 
على جبين لفائف التبغ النسائيِّ المزركش بالرسوم السومريةِ
إنَّ ما كسَّرتِه ما عاد يجبر فكرةً حيْرى



لا تسرقى الليل منّى 


وإذ تركضين 
على مُنحنى الهمس في ذكرياتي أغنّي

مصابٌ أنا بالذي لاشفاء له غير عطر القميص
وبعضٌ من الأمنيات
فلا ترهقي الخيل في أمسيات الجموح
ولا تذهبي الآن عنّي

بغاباتك المشتهاة سماءٌ بلون الأقاحي
وأنهار خمرٍ ومتكأ الياسمين
وشوق المتاهات للاوصول فلا تسرقي الليل منّي

بأسواق عينيك كل القوافل تزجي بضائعها المنتقاة
عدا أننا لا نمير رؤانا ولا نحفظ العهد
لا تظلمي الذئب إن الغلام هنا الآن في جبِّ عيني

فكوني له صحبةً
 كي يصير أميرًا عزيزًا يقيم الموازين بالقسط
علَّ الوصول
 يعيد الحبيبين بعد التمنّي









لا تبالى

هل كان يكفي لارتجال الحب عمرا فوق عمري؟
أم تراه الشوق لم يدرك مواقيت الصلاة
 على ارتعاش الأمنيات ؟
وهل تأرجُحنا معًا 
فوق امتداد الجسر بين جموحنا والممكنات أعاد ما أمسى خيالًا؟
هل على وتر الكمان ملامةٌ 
لو شوَّش العزف الجديد على رتابة ما استقر بخاطر الولد العنيد
من الأناشيد القديمة؟
لا تبالي بالمواعيد التي لم نأتها 
من فرط ما قد زاحمتنا المستحيلات انتقاما 
من أغاريد المساء
وردِّدي خلفي ولا تتلفتي 
إنَّ المسير لغاية ليس انتقالا في الفراغ
تصبَّري بعصيرك الروَّاح
 أو بعض السجائر 
لن يضرَّ إذا انسلخنا بعض خطوات ولم نأبه بتقليد الكبار
هذا أوان البرتقال
وتلك أمنيةٌ 
فكوني كيف شئت ولا تنامي اليوم في حضن النهار
وخففي حمل الثياب
لعل ضوء العشق منشغلٌ بإنضاج الثمارْ







لا شئ يشبهنى

صُبِّى على جذعى
زجاجات النبيذ
و راقبى فى نشوتى إنباتى

و إذا تَفتَّقتْ السطورُ
بزهرة
مدِّى عليها الظلَّ من كلماتى

لا شىء
يختصر المسافة بيننا
غير الغياب بحضرةِ السكراتِ

لا شىء
يشبهنى بِأرض قصائدى
غير انسحاق الشمس فى الطرقاتِ
.....
ضمِّى بنهديكِ
ارتعاشةَ شاعرٍ
فى الليل مرتحلٌ بلا عرباتِ

متجاوزٌ فيك المسافةَ 
و الرؤى
متحفزٌ لإثارة الخفقاتِ

مُدِّى يدًا لا ترجعيها
واقفزى
مُدِّى الجناح لتحتوى قفزاتى

لا تكشفى ساقيكِ
ليس مُمَرَّدا
و لتخلعى فى حضرتى و صلاتى





عذرًا
ــــــــ

هارون
جئتُ إلى بلاطكَ حافيًا
أشكو إليك هزيمةَ الشعراءِ

فى كل جُحرٍ
أفرغوا نزواتهم
فغدَوا أراجيزًا بغير رداءِ

مُسِخوا دُمىً خشبيةً
و خيوطها
متشابكاتٌ فى يدٍ عمياءِ

كدنا نُحاكِم شاعرًا
فى عصركمْ
سفكَ القصيدَ بساحة الأمراءِ

ما بالُنا
والشعر أصبح خرقةً
ملقىً على الطرقات للسفهاءِ ؟

يا ابن الرشيدِ
إذا نظرت لحالنا
لعرفتَ أنَّكَ لم تَجُدْ بعطاءِ

شعراؤكم كالأنبياء
و ها هنا
شعراؤنا نقشٌ بنعل حذاءِ

يتزاحمون 
يُمثِّلون
و يرقصون
تَسوُّلًا لإشارة استرضاءِ


سكروا
فضاع العرش
و اغتصب القصيدَ أراذلٌ
من فاقة الجهلاءِ

تركوا مواقعهم
و كان عدوهم مُتربصًا
هُزموا بغير عناءِ

يا مُنصفَ الشعراء
قلعتنا هوتْ
و الحصن أمسى مرتعَ الغرباءِ

خربتْ نوادى شعرنا
و هياكلٌ
و البَغْىُ أعمل حقدَهُ بغباءِ

فى كلِّ ناصيةٍ
تقافز مدعٍ يحسو تراب القولِ
فى خُيلاءِ

و أميرةٌ عربيةٌ بنهودها
و نقودها
داستْ على الشرفاءِ

مأساتنا تُبكى الموات
و حيُّنا
لم يقشعِّرْ برعشة استحياءِ

عذرًا
لمن لم يقترفْ بقصيدهِ
جُرمًا 
و عذر السادة الأدباءِ

يا آخر الخلفاء
كيف نعيدهُ
شعرًا يليق بآخر الخلفاءِ ؟






















           لو أنصف التاريخ


لو أنصف التاريخ ُ
يا سادة ْ
لو أنصف الحكام ُ 
والقادة 

لو فى يدىَّ 
إعادة التأريخ ِ
مَحْوُ العرف والعادة ْ

لأقمت ُ فى عينيك
قدَّاسا ً
تسرى له الأرواح ُ
منقادة ْ

و جعلت أشعارى 
له خَدَما ً
وجوارحى زادا ً
وزُوَّاده ْ

و ذبحت قربانا ً لهُ
قلبى
و لأجلها 
أطعمت ُ عُبَّاده ْ



          هل حان يومك ؟


ما زلتُ رغم المشهد الخدَّاع ِ
فى عينيىَّ
أحترف التسَكُّعَ
فى متاهات الكتابةْ

ما زلتُ
رغم الثلج يخنقنى
وبرد مدينتى 
يغتالنى
والصمت ُ أعلن حُكمهُ 
شنقى علانية ً
على باب الكآبَةْ

ما زلت ُ أبحث فيك ِ
عن وطن ٍ
وعن سكن ٍ
و عن دف ٍ يلملمنى
و لو حرقا ً 
على جسر الصبابة

ما زلت ُ أحلم ُ
بالغد ِ المصلوب ِ
فوق حوائط الذكرى َ
كسيح القلب ِ
منتظرا ً إيابه ْ

يا أيها الماضون َ
معصوبون َ
مُغتصَبون َ
مُحترقون َ
مُنتحِرون َ

هل أضناكمُ  شوقاً
غيابه ْ ؟

هل صمتنا صكُّ اعتراف ٍ
للذين تربَّعوا
من ألف عام ٍ
فوق أحلام  الغلابة ْ ؟

هل ساوم َ الخوف القبيح ُ
على دمى ؟
وقَّعت ُ عَقدا ً 
بعت فيه ِ شجاعتى
ومروءتى 
وعروبتى ؟
وهتفت للجلاَّد ِ ؟
باركت ُ اغتصابه ْ ؟

أنا مَن تركت ُ النهر َ 
عذبا ً سلسبيلا ً
و ارتضيت ُ بحرِّ صحرائى
سرابه ْ

أنا مَن تركت لهم
ربوع مدينتى
و هربت ُ أرجو الأمن َ
فى أحضان غابة ْ

و الآن أعلن غضبتى أسفا ً
بكلِّ بسالة ٍ
يا مُنكَسَ الإبصار ِ
هل خنتَ أنتصابه ْ ؟!

هل حان يومك َ
كى تضىء َ الشمسَ
فى دمنا 
وتشعل بأسَنا 
و أراك َ ممشوقا ً 
شموخ النخل
ممتلئا ً مهابة ْ ؟

ما زلت ُ  رغم تعثُّرى 
بظلام أوهامى
ورغم الصبح فى عينِى
كسير َ الحلم ِ
مُلتحفا ً ضبابَهْ

ما زلت ُ أحلم ُ 
أن يجيىء َ الفارسُ العربىُّ
من زمن الخرافة ِ
فاتحا ً كالسندباد ِ
يجيىْ
ممتطيا ً سحابَه ْ 






إسمحى لى

صمت نهديك ِ
استحال إلى صراخ ٍ
قد تفجَّر فى سكاتى 

امنحينى اليوم حقـِّى
فى التمرِّد ِ
والتجـَرِّد ِ
من يقينى
من جميع المعطيات ِ

اسمحى لى
أن أعيد النبض َ
للَّيل المـُغرَّب ِ
من زمان المعجزات ِ

اسمحى لى
أن أواجه جيش خوفى
وانكسارى
وانتظارى
فى كهوف المفردات ِ

اسمحى لى اليوم
يا سمراء ُ
فى نهديك ِ
تبحر أمنياتى

اسمحى لى
فوق موجك أن أغنِّى اليوم
أعذب أغنيَاتى

اسمحى لى 
أن أبعثر فى رياحك
همّ تاريخى
و أحزانى
و أسوأ ذكرياتى
اسمحى لى
أن أبيد مناهج اللغة القديمة
والدساتير العقيمة
والتقاليد السقيمة
فى صحارى الممكنات ِ

إننى ما زلت ُ 
يا سمراء ُ
أبحث فيك عن لغة ٍ
بها أسمو على كل اللغات ِ

افتحى لى
كل نافذة ٍ بروحك ِ
واحتوى شغفى
وصدق تأمـّلاتى

اسمحى لى 
أن أغامرَ مُوغلا ً فى العمق ِ
مُجترءا ً
إلى حد انفلاتى
اسمحى لى
حين تعـْرُج بى شفاهك ِ
نحو سدرتها
أودِّع ما تبقى من حياتى

لا أفرِّق يا حبيبة ُ
حين أعتصر الدقائق
فى شفاهك
بين صحوى أو مماتى

اسمحى لى 
أن أصالح َ فى زواياك المثيرة ِ
بين شيطانى
و إحكام الصلاة ِ

حين يغمرنى لهيبك
لا أفرِّق أين أرسو
فى جزيرة أنبياء ٍ
أو بصحراء الطغاة ِ

فوق فوقك ِ
بين بينك ِ
تحت تحتك ِ
لا أرانى
من غبار تقافزى شوقا ً
لنهرك ِ
واختراق حدود ذاتى 






                         رُبـَّــما

أحبك ِ 
ربَّما
لكنَّ عقلى
يشدُّ على الفؤاد ِ
فلا يُصارحْ 

أطوف الليل َ
مكلوما ً بشوقى
و مضطربا ً  
شريد َ الفكر ِ سارحْ 

حسبت ُ الحبَّ طيرا ً
لى يُغنِّى
فصرتُ فريسة ً
و الطيرُ جارحْ 

أخبِّئُ فى جليد الصمت ِ
جمرا ً
أوارى  بالتهَجُّد ِ 
ما أبارحْ

فلا بقىَ الجليد ُ
ونار عشقى 
بجنبىَّ استشاطتْ
لا تبارحْ 

فكيف أراك ِ 
كيف بلا ارتعاش ٍ
و مهرُ  النشوة ِ الظمآنُ
جامحْ ؟ 

لعينيك ارتداد ٌ
فى كيانى
تَشكَّل فى الشعور ِ
و فى الملامحْ 

مياه ُ الشعر ِ
لا تروى غليلى
و كيف !
وعذبهُا فى الحلق ِ مالحْ ؟ 

و رعد العقل ِ
يصرخ لا تكنْها 
و برق القلب ِ يهمس ُ
لن أسامحْ 
و ما بينى وبينك ِ
خطوتان ِ
مُحال ٌ خطْوها
إنْ لم أصالحْ 

هواك ِ المُستفزُ 
و لى جراح ٌ
أداريها
و بَوْحُ العين ِ فاضحْ



















بلا مبدأ

أنا يا طفلتى رجلٌ
بلا مبدأْ

وكل معاركى فى الحب ِّ
إرهاصات أحلامٍ  
لقلب ٍ 
كاد نصل الشوق 
بين يديه أن يبلى
وسيف هواه
 أن يصدأْ

يعيش الحب أسقاما ً
ويدعو الله مُبتهلا ً
من الأسقام 
لا يبرأْ

فلا جعلتنى َ الأحلام سلطانا ً
على أرض  ٍ أُعَبِّدُها
ولا بقيتْ بكهف القلب 
تُسترجأ

ولستُ الفارس الآتيك ِ
منتصرا ً
على تنينه المختار 
بل أسوأ 

فلا تتطلعى شغفا ً
إلى تمثالك الخشبى ِّ
فى بلَه ٍ
مُرى الطوفان فى نهديك ِ
أن يهدأ 

أنا وهم ٌ بلا قدمٍ
وتاريخ ٌ
مُخلَّقة ٌ أجنَّتُه ُ
ارتوت زورا ً
فماتت ْ
كيف تُستبدأْ

أنا موج ٌ
وإعصار ٌ
و إبحار ٌ
وأسفار ٌ
ببحر الشوق ِ
لا ألوى على وطن ٍ
و لا أرتاح فى مرفأ 


أنا ياطفلتى 
بركان أخيلة ٍ مُشَوشة ٍ 
وثورات ٌ
ولكن بعد ُ لم تبدأ ْ

فلا تقفى على بابى
ومُرِّى كالفراشات
 التى مَّرتْ على قلبى
وغابت 
دون أن تعبأ ْ







       



الشاعر فى سطور 
الاسم محمود السيد اسماعيل 
مواليد الدقهليه 
مهندس حر
عضو اتحاد كتاب
مؤسس ملتقى عروس النيل الأدبى 
نشرت اعماله فى العديد من المواقع الإلكترونية والجرائد والمجلات الورقية 

صدر له 

ديوان/ لم أبرح واديك
ديوان / إلى ضلوعى هاجرى 
ديوان / الآن كيف تغادرين 
ديوان / أسماء حبيبتى الحسنى 
صاحب مدونة الشاعر محمود السيد اسماعيل 
الإتصال بالشاعر 
01006910169
01206918018

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads