الرئيسية » » نصوص شعرية | محمد الناصر المولهي

نصوص شعرية | محمد الناصر المولهي

Written By غير معرف on الأحد، 9 يونيو 2013 | يونيو 09, 2013

نصوص شعرية                                           محمد الناصر المولهي


الكيس
قلبي على كتفي الأيمن مثل كيس
ها أنا أجمع بقايا وجهي من أحداقكم المشعّة
و ألمّ أصابع قدمي من الأحذية و الشوارع المتهيّئة للقتل، تلك الكلاب البرية
ألتقط روائح ذكرياتي و ألوانها من الطرقات
أدسّ مخيّلتي بدخانها الهائج و ذئابها الرماديّة
ها أنا أحزُم عظامي و ألفها بشرايني المتشابكة
أعجن و جوه الأصدقاء و الحبيبات و المارة، و أرمي بها في الكيس
اخفي لوازم التنفس، و ارتعاشتي الفطريّة
أخفي حمحمتي و أنا أخرّ وحيدا خلف جداري الشّاهق
أخفي جداري الذي تمرنت على السّقوط و انا أتسلّقه
اقحم صراخي المتقطّع فوق لوازم التنفس تماما
أسكب السائل المنوي المتعفّن
ها أنا قلبي كيس على كتفي الأيمن
كيس أثقل من مجرّة
كيف ألقي به إلى السماء الآن؟

اصفرار
الوجوه المتعاقبة على عيني، صفراءُ
الهواء المُكَرَّر الذي ينفخ فقاقيع رئتي، أصفرُ
الصُّحف التي تفتح كفوفها المنقوعة في الحبر، صفراء
فنجان القهوة وابتسامة النادل ، صفراوان
الحافلات ، سيارات الأجرة، المحطات، صفراء
الأكلات السريعة ، المحلات ،
اليافطات التي تلعب دور الطُّعم،الأغاني المندفعة من المحلات،
كلها صفراء
رائحة العطر و لوحات الماكياج المعلّقَين على أجساد النسوة، صفراوان
الفوانيس ، بقع الضوء على الجدران، كراسي المقاهي المتكاثرة في الشارع كالبثور، صفراء
حانات شارع مرسيليا، كؤوس البيرة المتناسلة على الطاولات،الطاولات، صفراء
صوت حبيبتي ، حديثها عن غرفة لي في قلبها، ابتسامتها لي، صفراء
............................................................................................
............................................................................................
آه هذه الأرض محّة بيضة
قشرتها يد الغيب
لتعوم في هواء أسود

فيضان جرح
لمَ كل هذا الجرح يملؤني؟
يفيض على ثيابي ثم يغمر جثتي 
و يفتّت الضوء الذي جمعته عيناي المجفّفتان في ثقبيهما 
لمَ لا أصير كما أريد؟
لمَ "انتهيت كأي شيء تافه؟"
لمَ لمْ أجد شيئا ،و لو وهما،لأبدأ من هنا أو من هناكْ؟
لو كان لي نابان ماكانت يداي مِساحتَيْ عرق 
لَمزّقت الهواء و بقعة الريح التي علقت بأضلاعي
و أضواء المصابيح التي ارتعشت بلا سبب أمام الليل
لمْ أعرف بأيّ سفينة قد جئت
لا أحلام لي
و طفولتي محارة مكسورة 
لمَ لا أصير قبيلة أو فكرة؟
لمَ لا أهرول مسقطا خطواتي الخرساء من رئتي؟
أنتظر انتهاء الجرح
لكن كلّ هذا الجرح يؤلمني

الحمقى
الحمقى وحدهم يعبرون الليل
بلا عواء
بلا جياد حمراء تقفز داخلهم
بلا خيوط التأوّه الملتصقة على الجدران
بلا غليان الشهوة
بلا أعين تذهب بعيدا
الحمقى وحدهم يعبرون الليل هكذا
بلا سبب
و يحدثونك عن الألم






نصوص شعرية                                           محمد الناصر المولهي
العنوان : عدد 166 نهج هارون الرشيد بومهل 2097   
الهاتف : 23963445 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads