كلكامش يتطلع الى شعبه في التلفزيون
زرت مدينتي قبل عشر سنوات
رايت بيوتها تحتضر .
بعد تلك الاعوام ,ارى
شعبي الان في التلفزيون
مبعثرا ,
قتيلا , او جريحا
في اروقة مستشفيات
وعلى جسور .
حكامه مجرمون ,
خونة
لا احد يعرفهم -حملتهم
مدرعات وسفن اجانب
من احدى القارات .
شعبي نسي ماضيه ,
اسماله تتدلى
اشجاره هزلت ,
هرب نهراه لا نعرف الى اين
ومتاحفه تهمس من هاوية .
لم يعد مولعا بومضات النجوم
في ليالي الصيف .
فوق سور بابل يقف كلكامش
يتطلع ,
مذهولا, الى شعبه الذي اصيب بالجنون .
***
جدار يقرا قصيدة
اهرول وقت الفجر حول مستشفى
اسمع جدارا يقرا قصيدة
اليه تستمع جدران اخرى .
اقف واصغي :
انها قصيدتي بصور ومقاطع جديدة ,
لم اكتبها . منها ,
ممرض يشتم حصانا في حديقة
وانا في نهاية مقطع اسال جدولا عن سبب
وقوفه تحت
قنطرة ,
فلا يجيب .
***
باكرا اكتشفت ان الحرية كلمة ,
مكررة في صحف وكتب
يرددها في خطب قادة قساة . لذا لم تعد
تثيرني .
انا مهتم ,
منذ فترة , في العثور على اضلاع ضائعة لي
وان اتصدق ملابسي الرثة على فقراء ,
اروي لهم قصصا
عن بشر يطيرون في بلدان قريبة ,
شباب يركلون اقدارهم
امام خزافين او يطاردونها بهراوات .
اعرف الكثير واظنني مفيدا في شؤون :
امشي في اية مدينة
ولا يراني احد .
***
علي ان اجمع افكاري حولي .
في
كل مرة استغرق في تفكير طويل
لا
اصل الى نتيجة .
لذا , كي انجح في تفكيري , اقترح على نفسي
ان
اغلف يدي بقفاز , فقد اصادف ثورا في فكرة
او
صيادين يقيمون اشراكا في حقل
مهجور
تتدافع مشاهده في راسي .
ربما جيد ايضا ,
عندما افكر ,
ان استلقي تحت سريري ,
مرتديا ثيابي ,
وتحت راسي كومة قش .
***
اخيرا استفيق من سبات طويل
اصوات واهنة تصلني كانها وصايا محتضرين .
نمت ليلة امس وكان في راسي مؤرخون يتنازعون :
مازالوا يتناقشون في غرفة اخرى
اذهب اليهم حاملا معولا ,
لا
ارى احدا .
***
سارتقي اليوم هضابا نائية
لانقل معلبات وارغفة الى ضحليا زلزال
ساجمع قصصا وحكايات من خيمهم
حين اعود ساكتبها على جدران روحي
التي تريد ان تهاجر ,
او احفظها في فمي , الذي
ياوي اشباحا يعودون ,
في اخر الليل ,
حاملين سحابة سوداء .
***
انا مولع بخادمات فنادق
اتنزه في المساء حول ابنيتهن
وكاني بين صفين من اشجار مثمرة .
الوح لهن وهن في شرفات
او يرتبن ستائر غرف .
انا اذن امام غزلان عند جدول ,
اقول .
افعل هذا مرات كل شهر ,
ناسيا واجبي حول نفسي
وحول اخرين :
لا انفذ رغبة ميت كان صديقا
واغش جيراني ,
كما كنت في اعوام مضت .
***
تنهض من فراشك نشطا ,
مسرورا
تتثاءب بصوت حيواني كانك حارس اصطبل .
تقرر ان تهيم على وجهك اليوم
بين حانات قديمة ,
فقد تنفس فمك جيدا في
الليلة الماضية . لملمت ,
في منامك ,اموالا تبعثرت
امام ابواب موصدة لبيوت عشت فيها لسنوات .
كنت تتسكع في بعض مساءاتها
في معاقل مهجورة لاقطاعيين هربوا ,
بلا سبب ,
الى بلدان بعيدة .
اخيرا ها انت عند حديقة تهمس الى مهاجرين.
تتلفت , ليس
هناك احد .
***
انا كثيرُ النسيان , هذا سرّ بقائي حتى الآن
ايضاً لا اصلحُ لشيء ,
عدا خروجي وقت الفجر
لأسقيَ حديقة جاري
*
تناسبني الإقامة في اقبيةِ مكتبات
في الاصلِ انتمي الى بشرٍ هاجروا الى المريخ
وبعد مولدي بيوم : اخبرني جيرانٌ قدامى ,
وذكروا عن نهرٍ كان هنا
بدا يبكي عندما إختفوا .
في الاصلِ انتمي الى بشرٍ هاجروا الى المريخ
وبعد مولدي بيوم : اخبرني جيرانٌ قدامى ,
وذكروا عن نهرٍ كان هنا
بدا يبكي عندما إختفوا .
تناسبني الاقامةُ في اقبية مكتبات
لأدرسَ تاريخ الفلاسفةِ وعادات الضباع
لأدرسَ تاريخ الفلاسفةِ وعادات الضباع
*
من عاداتي اتظاهرَ بمرضٍ
لتهتمّ بي خادمتي الجميلة
لا امانعُ إذا اقامتْ قداساُ من أجلي
فصوتها ساحرٌ ويشبهُ صوت أم ,
لا اعترضُ أيضاً إن أدخلّ ثورٌ رأسهُ
من شباكي ليتطلّعَ الى مايجري
فليسَ لديّ ما اخفيهِ
لتهتمّ بي خادمتي الجميلة
لا امانعُ إذا اقامتْ قداساُ من أجلي
فصوتها ساحرٌ ويشبهُ صوت أم ,
لا اعترضُ أيضاً إن أدخلّ ثورٌ رأسهُ
من شباكي ليتطلّعَ الى مايجري
فليسَ لديّ ما اخفيهِ
من عاداتي اتظاهرَ بمرضٍ
كي تهربَ خادمتي من البيت
فابقى وحدي
كي تهربَ خادمتي من البيت
فابقى وحدي
*
اختفي خلف حوتٍ ميت حتى يبتعدَ قراصنة في قارب
بعدهم يظهرُ , كما دائماً , زورق خفر السواحل .
بيتي عند محيط , تصلني فقماتٌ ضلتْ طريقها
ذات مرة وقفت سمكة قرش هنا , كانت جريحةً برمحٍ ,
خرجتُ وداويتها , ثم إعطيتها مقوّيات
فتحتُ لها معلباتٍ , اشتريتها من مدينة بعيدة
قبل اسابيع
*
من بعيد ارى شخصاً مصلوباً في شرفة
أقتربُ بحذر , أجدهُ بدلةً زرقاءَ لعاملِ سكك
معلقةٌ لتنشفَ .
هذا سبب إعفائي من وظيفتي ألأخيرة :
إعطاء دروس في منازل أثرياء
عن اللغة العربية .
عذبني إنني , حين غادرتُ آخر منزلٍ ,
لم أجدْ ظلّي ورائي
بعدهم يظهرُ , كما دائماً , زورق خفر السواحل .
بيتي عند محيط , تصلني فقماتٌ ضلتْ طريقها
ذات مرة وقفت سمكة قرش هنا , كانت جريحةً برمحٍ ,
خرجتُ وداويتها , ثم إعطيتها مقوّيات
فتحتُ لها معلباتٍ , اشتريتها من مدينة بعيدة
قبل اسابيع
*
من بعيد ارى شخصاً مصلوباً في شرفة
أقتربُ بحذر , أجدهُ بدلةً زرقاءَ لعاملِ سكك
معلقةٌ لتنشفَ .
هذا سبب إعفائي من وظيفتي ألأخيرة :
إعطاء دروس في منازل أثرياء
عن اللغة العربية .
عذبني إنني , حين غادرتُ آخر منزلٍ ,
لم أجدْ ظلّي ورائي
*