الرئيسية » » تَعِبْتُ | خالد جمعة

تَعِبْتُ | خالد جمعة

Written By غير معرف on الأحد، 19 مايو 2013 | مايو 19, 2013


تَعِبْتُ


تعبتُ
من يديكِ تحملان الغيمَ، وتعبتُ من فراشتين على وجهكِ تفركان قدرتي على احتمال الجمال.
[التعبُ شكٌّ بهيٌّ في قدرةِ الجسدِ على حياكةِ الخطوة الآتية]

تعبتُ
من عينيك على زجاجِ النافذة، لا تتركان وحدتي في وحدتِها، فأسيلُ على أرض الذاكرةِ كولدٍ بحكايةٍ وحيدةٍ، لا رواةَ أو مستمعين.
[التعبُ خروجُ الجلدِ من لونِه كي يختصرَ الحلمَ والكلام]

تعبتُ
حينَ ضمَمْتُكِ ولم أجِدْ غير الهواءِ الخفيفِ يعبئُ المساحة بين يديَّ.
[التعبُ تفسيرٌ لا يُقنِعُ للنومِ على أملٍ مؤجّلْ]

تعبتُ
من ذاكرتي، تنقلُ أشياءكِ من الباب الخفيّ، لأفيقَ على ذاكرةٍ لا شيءَ فيها غيرَكِ.
[التعبُ انشقاقُ الروحِ عن اللحمِ والرؤيا]

تعبتُ
من عِلَبِ الحنينِ على رفوفِ القلبِ، تنزُّ فيرقُّ الأفقْ، وينامُ السوادُ في غيّهِ وأنام.
[التعبُ مجيئُكِ في ذهابي، وحضورُكِ دونَ رائحة]

تعبتُ
كما تتعبُ الخيلُ من حربٍ لا تريدُها، دمُها ليس دمَ الفارسِ، وفكرتُها لا تعرفُ الحربَ، ومع ذلك فهي رمزُ الحربِ الشعريّ الأكثر ضرورةً من السيفِ والفارس.
[التعبُ ذوبانُ العاشقِ في نهرٍ كسول]

تعبتُ
يغيّبُنيْ صوتُ النايِ في كهفِ وحدتي، أخشى نومي كاستسلامٍ قصيرٍ لموتٍ طويل، وأكتبُ أكثرَ مما يجبُ عن أشياءَ لا يعرفُها أحدْ، ولا يحلمُ بها أحدْ.
[التعبُ تجرُّدُ الأفُق]

تعبتُ
من أصدقاءٍ يُخْجِلونَ لغتي ويختبئونَ في زوايا وقتي كهاربين محتملينَ من جرائمَ محتملة.
[التعبُ جوعُ الروحِ إلى البدايات]

تعبتُ
من امتدادِ الشعراءِ في روحي، ومن غبش الفكرةِ في الصباحات التي لم يسبقها النومُ، ومن كتبٍ تَرَكَتْ قناديلها على النافذةِ فأحرَقَتْ هواءَ الشارعِ وغيومَ الغرفةِ المعزولةِ، ومن فقراتٍ كالبرقِ لم أجرؤ بعدُ على كتابتِها.
[التعبُ حنينُ الماءِ إلى أمِّهِ الغيمة]

تعبتُ
من خواتمِ الفضةِ على أصابعِ اللغة، من مطاردةٍ أبديّةٍ سرمديّةٍ لكائنٍ يحيطُ بي من جهاتي الستّْ، وأبحثُ عنهُ دونَ جدوى.
[التعبُ أن نحبّْ]

تعبتُ
من تعبي الدنيويّْ، من وصولٍ لم أصِلْهُ ومن روحٍ لم تَزَلْ عالقةً على حافةِ النومِ وآخرِ الصحوِ تفتِّشُ عن تابوتِها الموسيقي، وتفشلُ في تعريفِ موتِها، مُجبرَةً على الحياةْ.
[التعبُ وجهةُ نظر]

تعبتُ
من تاريخٍ يصبُّ فكرتَهُ في قدميَّ فأخطو ببطءِ شجرةِ جَوزٍ دونَ اتّجاهٍ غيرَ ما تقرّرُهُ الريحْ.
[التعبُ بدايةُ التأمُّل]

تعبتُ
وحين تكسرُني المسافاتُ أقبِّلُ الندى في يديكِ الخائفتين، فأنجو...
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads