الرئيسية » » الديناصور الأخير (1) | رفعت سلام

الديناصور الأخير (1) | رفعت سلام

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 17 مايو 2013 | مايو 17, 2013

دِينَاصُورٌ أَخِيرٌ، أَقْضُمُ الْعُشْبَ وَالْبِلاَدَ قَضْمَةً فَقَضْمَةً، وَأَشْرَبُ النِّيلَ جَرْعَةً فَجَرْعَةً، لاَ أَشْبَعُ أَوْ أَرْتَوِي، فَهَلْ هُوَ السَّرَابُ، أَمْ الزَّمَانُ الْوَغْدُ فَرَّ مُنْسَلاًّ سَائِلاً مِنَ الأَعْضَاءِ إِلَى الْجِهَاتِ الْهَارِبَة
أَيَّتُهَا الطَّعْنَةُ الصَّائِبَة ؛
قَتَلْتِنِي بِلاَ مَوْتٍ ،
وَتَرَكْتِنِي أَمْضِي غَرِيبًا ، خَاوِيًا
إِلَى النِّهَايَةِ الْخَائِبَة .
عَارِيًا مِنَ الْوَقْتِ أَهِيمُ، أَهُشُّ عَنِّي الذُّبَابَ وَالْبَعُوضَ وَالطُّيُورَ الْجَارِحَةَ، أَهُشُّ أَسْرَابَ الذِّكْرَيَاتِ الْفَادِحَةِ، أَمْضِي عَلَى آثَارِ أَقْدَامِي، فَتُفْلِتُ مِنْ خُطَايَ الأَرْضُ، لِمَاذَا يَهْرُبُ الظِّلُّ وَالْغَيْمَةُ وَالنَّجْمَة؟أَيْنَ الطُّقُوسُ؟ أَيْنَ الصَّوْلَجَانُ؟ يَبْدَأُ الزَّمَانُ، أَمْ يَنْتَهِي؟ أَيُّهَا الأَرَقُ الأَبَدِيُّ، كَفَى، كِسْرَةَ نَوْمٍ أَوْ حِفْنَةً مِنْ نُعَاس؛ أَهْلاً وَسَهْلاً أَحِبَّائِي بِينُوشِيه هُولاَكُو هِتْلَر مُوسُولِينِي بُوش، أَنَا الأَخِيرُ، كَمْ قَتَلْنَا الآنَ؟ هَلْ يَتَّسِعُ الْوَقْتُ؟ أَمِ الأَوْهَامُ أَفْرَخَت فِي الْجَسَدِ الذَّاوِي وَابْتَنَى بَيْتَهُ الْعَنْكَبُوت؟
سَمَاءٌ تَمُوت .
شَمْسٌ مِنَ الْفُولاَذِ ذَابِلَةٌ ،
بَصِيرَةٌ قَاحِلَةٌ ،
وَقَوَافِلُ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ النُّعُوشِ تَمْضِي
وَلاَ تَجِيء .
أَيُّهَا الْحُلْمُ الرَّدِيء ،
مَتَى تُوقِظُنِي إِلَى عَرْشِي، فَأَمْضِي أَخْرِقُ الأَرْضَ فِي الْمَاضِي، أَيُّهَا الْحُرَّاسُ، أَيَّتُهَا الرَّاقِصَاتُ، أَيُّهَا الْمُنَافِقُونَ الْكَذَبَةُ اللُّصُوصُ الْقَتَلَةُ، أَنْتُم أُسْرَتِي وَحَاشِيَتِي، بَيْنَنَا دَمٌ وَشَعْرَةٌ لاَ تُرَى، لاَ تَشُدُّوهَا طَوِيلاً فَتُفْلِتَ مِنْ يَدِي الْمُرْتَعِدَةِ، انْطَلِقُوا، إِلَيَّ بِالْغِلْمَانِ وَالْعَاهِرَاتِ، مَعًا مَعًا، هَكَذَا يُورِقُ الْمَوْتُ فِي جَسَدِي وَيَعْلُو، لاَ تُخْبِرُوا الْوَرِيثَ الْخَبِيثَ وَلاَ الْحَيْزَبُون، هَيَّا إِلَى الصَّيْدِ، أَهيَ لُعْبَةٌ جَدِيدَةٌ ؟ لُغَةٌ بِلاَ أَبْجَدِيَّة؟ إِلَى أَيْنَ يَمْضِي الشِّرَاعُ؟ نَحْوَ الْغَرْبِ، نَحْوَ الْغَرْبِ، هَلْ كَانَ الزَّمَنُ الْغَابِرُ يَأْوِي إِلَى حِضْنِي، يَأكُلُ مِنْ كَفِّيَ الْقَمْحَ وَالسُّكَّرَ، أَحْكِي لَهُ عَنِ الْجَانِ وَالْعَفَارِيتِ وَالأَسْلاَفِ الْكَاظِمِينَ، رَحًى يَطْحَنُ الْكَائِنَاتِ، قَارِبٌ بِلاَ دَفَّةٍ وَلاَ شِرَاع، مَا الَّذِي يَجْرِي أَيَّتُهَا الْحَيْزَبُون؟
وَرْدَةُ الْجُنُون ،
نُجُومٌ سَوْدَاءُ تَنْمُو عَلَى حَوَافِّ الْقَلْبِ ،
فَحِيحٌ جَرِيحٌ ، وَرِيحٌ أُرْجُوَان ؛
أَيُّهَا الْوَقْتُ الْخَئُون ،
عَلَيْكَ السَّلاَمُ، أَقَبْلَ صِيَاحِ الدِّيكِ؟ آسِنَةٌ هِيَ الْبِلاَدُ وَالْعِبَادُ وَالْغِنَاءُ وَالثُّغَاءُ وَالصَّهِيلُ وَالْهَدِيلُ وَالضَّجِيجُ وَالْعَجِيجُ وَالْكَلاَمُ وَالأَحْلاَمُ وَالْهُرَاءُ وَالْبُكَاءُ وَالْحَنِينُ وَالأَنِينُ وَالشَّهِيقُ وَالنَّهِيقُ وَالْكَابُوسُ وَالنَّامُوسُ وَالنِّسْيَانُ وَالأَوَانُ، أَنَا الأَعْمَى، فَهَلْ ضَاجَعْتُ أُمِّي فِي فِرَاشِ أَبِي الْقَتِيل؟لاَ، أَيُّهَا الْعَرَّافُ، لاَ أَبْجَدِيَّةَ لِي، قِنَاعٌ بِلاَ وَجْهٍ وَشَكْلٌ بِلاَ جَسَد
أَنَا الأَحَـد .
لاَ ظِلَّ لِي ،
وَكُلُّهُم ظِلاَل .
فَكَيْفَ أَقْطُفُ وَرْدَةَ الْمُحَال ؟
هَلْ أَصِيدُ الزَّمَنَ الْهَارِبَ فِي الْبَرَارِي كَأَرْنَبٍ بَرِّيٍّ، أَم أَقْطُفُ الأَحْلاَمَ الذَّابِلَةَ مِنَ النِّسْيَانِ، أَمْ أُرَاوِغُ الْفَرَاغَ أَسْتَجْدِي كِسْرَةً مِنْ عَزَاءٍ لاَذِعٍ أَوْ حِفْنَةً مِنَ الْهَبَاءِ، هَلْ أَتَوْا أَخِيرًا بِلاَ نَفِيرٍ أَو نَذِير؟ أَيُّهَا الْحُرَّاسُ الْعَسَسُ الْجُنْدُ الْجِنرَالاَتُ رَئِيسَ الأَرْكَانِ قَائِدَ الطَّيَرَانِ، وَضْعَ الاسْتِعْدَادِ وَالْيَدُ عَلَى الزِّنَادِ، مَعًا، دُفْعَةً وَاحِدَةً، بِلاَ انْتِظَارٍ

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads