أَجَنْدلاً يَحْمِـلْنَ أَمْ حَدِيـدا
بَلِ الرِّجَـالُ رُكَّعًا سُجُودَا
أَيَّتُهَا الْغَيْبُوبَةُ الْغَرِيبَةُ، أَسْلَمْتِنِي بِلاَ جَرِيرَةٍ، وَالسَّاحِرَاتُ قُلْنَ لِي، دَمِي قَادِمٌ، فَأَنْتَ غَرِيمِي أَيُّهَا النَّوْمُ وَالنِّسْيَانُ، غَابَةٌ مِنَ الصُّرَاخِ وَالأَنِينِ تَأتِي الْهُوَيْنَى، أَغْصَانُهَا أَشْلاَءٌ، ثِمَارُهَا رُؤُوسٌ مُتَدَلِّيَةٌ فَاغِرَةٌ، وَئِيدًا وَئِيدًا، فَمِنْ أَيْنَ تَهُبُّ رِيَاحُ السَّمُومِ الْقَادِمَةُ، أَيَّتُهَا السَّاحِرَاتُ الْغَابِرَاتُ، مَغْرُوسٌ مَشْلُولاًٍ مَفْلُولاً تَتَنَاوَشُنِي الْغِرْبَانُ، تَحُطُّ الْبُومَةُ فِي رَأسِي، وَالْغَابَةُ تَمْشِي نَحْوِي، تَنْمُو، هَلْ يَتَّسِعُ الْوَقْتُ؟ بِلاَ نَدَمٍ أَوْ غُفْرَانٍ، فَمَن يُعْطِينِي حِفْنَةَ سَاعَاتٍ كَيْ أَسْتَدْرِكَ مَا فَاتَ، أَنَا الشَّحَّاذُ الأَعْمَى فِي سَمْتِ الأَرْضِ، وَكَانَ الْقَمَرُ بِيُمْنَايَ وَشَمْسٌ فِي يُسْرَايَ، وَلَكِنِّي قَدَّمْتُ بَصِيرَتِيَ الْبَيْضَاءَ إِلَى الْجِرْذَانِ عَلَى أَطْبَاقِ الْفِضَّةِ، وَمَنَحْتُ الْبَصَرَ الأَبْرَصَ لِلْحُرَّاسِ، وَتَمْشِي نَحْوِي الْغَابَةُ، تَدْنُو، مَشْلُولاً مَفْلُولاً، لَيْلٌ دُونَ نَهَار
أَيُّهَا الْبَـوَار ؛
مِيرَاثِي وَمُلْكِيَ الْمَكِين :
تَاجٌ مِنَ الْغُبَار
أَنَا سَيِّدُ الانْهِيَارِ، عَرْشِي رَمَادٌ، وَمَلِيكَتِي دُمْيَةٌ مِنَ التِّبْنِ، تَنْبَحُ فِي الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ، وَصَوْلَجَانِي خَيَالُ الْمَآتَةِ، فَهَلْ تُرْوِي مِيَاهُ الْبَحْرِ، هَلْ تَنْبُتُ فِي الْمَوْجَةِ الأَشْجَارُ، بَاحَت لِي الْعُصْفُورَةُ بِالسِّرِّ، لَكِنِّي كُنْتُ أَرْعَى حُقُولَ غَرَائِزِي الْمُزْدَهِرَة
أَنَا سَيِّدُ الْمَمْلَكَةِ الْمُحْتَضرَة
غَزَتْنِي الْقَبَائِلُ، فَالْتَجَأتُ إِلَى جَبَلٍ غَامِضٍ يَعْصِمُنِي، صَعَدُوا خَلْفِي حَتَّى كَهْفِي، نَصَبُوا حَوْلِيَ حَقْلَ فِخَاخٍ جَائِعَةٍ تَتَشَهَّى جَسَدِي، وَافْتَرَشُوا النِّسْوَةَ فَوْقَ الْعُشْبِ الأَخْضَرَ يَنْتَظِرُونَ الصَّوْتَ العَذْبَ لِسِقْطَتِي الْمُقْتَرِبَة
سَيَّدُ الْقِفَـارِ الْخَرِبَـة
إِكْلِيلُ شَوْكٍ عَلَى رَأسِي، وَفِي يُمْنَايَ عَصَايَ أَهُشُّ بِهَا هَوَاجِسِي الْمُتْرِبَة.