الرئيسية » » عايده بدر لحظة حزن ... لحظة عشق ... لحظة تأمل

عايده بدر لحظة حزن ... لحظة عشق ... لحظة تأمل

Written By غير معرف on الخميس، 14 فبراير 2013 | فبراير 14, 2013



لحظة حزن ... لحظة عشق ... لحظة تأمل

عايده بدر 




أيها الإنسان ... أيها الضنين على غيرك بحق الحزن و الكون حولك يموج في حزنه ألا ترى الكائنات من حولك تشعر بالحزن أيضا لمَ اختصصت به نفسك و استقطعته لذاتك و لم تفكر في أن لغيرك أيضا حق الشعور بالحزن و الفرح أم أن الأمر كعادتك دائما لا تنظر إلا إلى نفسك فقط ؟؟؟


أنظرت يوما إلى البحر و سألت نفسك : هل يشقي البحر و يسعد بنا نحن من نتلهى به و بأمواجه غير عابئين له و لما قد يشعر به ؟ كيف يكون البحر سعيدا و هو يبحث عمن وهبها لون الحياة و ارتفعت هي عنه و تركته وحيدا ... تراه يضرب الصخر بيديه نحسبه مدا أو جذرا و هو يئن و لكن لا مستمع لأنين البحر.


هل فكرت يوما في الأرض التي تحمل خطواتك ماذا يشقيها ؟ ماذا يسعدها ؟ هل فكرت يوما فيها كيف تسعد و هي تناجي طوال يومها غيما لا يستطيع النظر إليها و حين يتحين فرصته يبثها شوقه مدرار دمع يطول أو يقصر من جهل مشاعرنا نسميه المطر ... و ما كان اللون في اخضراره إلا ضحكات الأرض و سعادتها المرتسمة على وجهها حين تلتقي المطر .


ألم يعن لك يوما أن تفكر لما دائما تتلفت الأزهار حولها في حزن ؟ ألا تفعل ذلك عندما تمتد إليها يد الليل لتطوي عنها نور الشمس و تزرع في نفسها وحشة الظلام ! ألا تسبح و تدعو طلبا لإشراق نور الفجر و حين تطمئن و تسكن يأتيها عاشقا ظل يختبىء عن عيون الليل ليلتقيها خلسة في باكر الصباح و ندعوه الندى حتى لا ينكشف سر العشاق .


هل ظننت أن الصحراء في غربتها عن البشر نسيت يد الريح الحنونة و هي تحيط بها و تنحت من قلبها أنشودة عشق تمنحها الحياة و هي تحتضن حبات رمالها في شوق و حين تغيب ترى الحزن مرتسم علي جبين الصحراء و نحسبها كثبان .

هل يسعد القمر حين يحرم من لقاءٍ دائمٍ بالأرض ... ألا تراه لا ينفك يدور و يدور و يدور حولها ... و حين تغار الشمس و تفكر في حجبه بعيدا عن الأرض ... هل ينساها ؟ لا . كيف ينساها و هو العاشق لها دوما ...الدائر أبدا في فلكها .. ألا تراه يرسل صديقاته من النجوم يفرشن ليل الأرض فرحا حتى يعود لها من جديد ...


دائما كان الحزن يصاحبنا فلم نتعجب أن يصاحب ما حولنا أيضا ؟ اختصصنا به أنفسنا و ظننا أننا فقط من يملك شعورا و إحساسا ؟ في حين أن من الكائنات من تفوق علينا في الشعور بنا و بغيرنا فكان هو الصادق و نحن المدعون كذبا بامتلاك الشعور ....


/
عايده بدر
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads