الرئيسية » » أنا الذي ضاجعتُ أنثى الشَّياطين شريف رزق

أنا الذي ضاجعتُ أنثى الشَّياطين شريف رزق

Written By غير معرف on الخميس، 14 فبراير 2013 | فبراير 14, 2013

أنا الذي ضاجعتُ أنثى الشَّياطين
شريف رزق

(ش) رأسي نخلةٌ، تشتعل في دمائي، رأسي: شعلة من جحيم، رأسي: يا مدينةً شاغرة تستقيء السّماءَ رأسي: أيها الخرابُ المبجَّلُ، يا فارعاً في فضاء النّهايات إلى متى ستبقى هذه العاصفة الأنيقة التي تتلظّى في ربوعِكَ؟ إلى متى هذه المغامرةُ المستجيشةُ، وأنتَ تستدعي، ألا تهوي؟، نظرتُكَ – مرة– تقذفُ عينيكَ في عراءٍ، وتمضي، على مهل، هناك : تنزّهتِ العواصفُ التي اخترقت فراغ عينيك، في ربوعك، فبصقتَها في جحيم، يمضي، فأسّستِ الصّواعقَ، في الأعالي، ماذا سيفعل جسمك الذي يلتوّى– بدونك– في الرّمال؟ وحتّى متى، سيبقى ارتحالُك، أيها الطاغي؟ رأسي أيها الخرابُ المحلَّقُ، يا طالعاً فى فضاء الجنازاتِ، رأسي أيها الحائم في الدياجيرِِ، كأنك أرجوحة الفناءِ، رأسي.

(ر) الآن يمكنك ياحبيبيي أن تقرأ كلَّ المراثي على هذه القيامةِ ، فارفع عالياً هذا الكتابَ، وَصوّح، على رسلكَ يا أيها السّيدُ، واسكب أحشاءك على جمهراتِ الخرائب، حتّى تصبحَ أنتَ مأواك أنت ، واسحبِ الهواءَ المتجرَّدَ النافق َ خلفَ مقطورتك المملؤةِ بالكوابيسِ التي تعوي، إلى أن تعود الأعاصيرُ إلى رشدِها، ولا تنم أيها الحوزيّ في هذه الليلةِ المباركةِ، ازجر حصانك الذي يستدرج النومَ، يستدرجه حتىّ يغيب، وقِف على هذه البقعةِ واستدعِ الغرائزَ الليلةَ، من أعشاشِها وارقُب.

(ى) لماذا تريدُني أن أقتفيكَ؟ يا لخطواتِكَ اللئيمةِ!، أنت تعرفُ أكثرَ من غيركَ، لا شك، هذا، فلماذا، إذاً، تتحيّنُ الهزائم؟ انظر أيها العنيدُ المستديمُ، إلى متى تتجوّل في ضلوعك الجنائز؟ أيها الموغلُ في ماءِ النهاياتِ حتّى متى يتصحّرُك الجحيمُ؟ تمهّل، ولا تتوغل في كوابيس ِ المؤتمرات، ستأخذني– بحيواناتي وأدغالي وطميي- إلى غيمةٍ تفتحُ نهديها، على، هديرِنا سنصرخُ خلف ذيول الدناصيرِِ، انتظر يا شَرِيفُ، تربَّّص معي، وتحسّس مطواتك التي كصباحٍ في بنطلونٍ، لا تندفع، وتمهّل، معي يا شَريفُ.

(ف) عبّأتُني في جثةٍ وجئتُك مُستجيراً، ماذا أرى؟، أهذا كلُ شيء؟، ساهمُ ُ في فضاءٍ زاخرٍ بالنهاياتِ– وأنتِ لا تدري– لعلك تدري– بالكلاب التي ترتع في رأسِكَ الشَاغرِِ، هل أنتَ مِت وعلّقتَ عينيكَ على هذه النهاياتِ؟، أتُراكَ مِت وأنتَ لا تدري؟ ساهمُ ُ كأنّكَ تمثالُكَ الأقصى، جِئتُك يا حبيبي، أنتَ الذي ضاجعتَ أنثى الشياطينِ، لن أمهلَكَ الليلةَ هاهنا أكثرَ، هل ستخدعُني؟، على أى حال لم يعد هناك مُحتَملٌُ، الكلُ ولىّ، حتّى العواصفُ التي احتفلتكَ ولّت، والزلازلُ التي كانت تتخاطرُ في الهاوياتِ السّحيقةِ، وترتجُّ، زاعقةً، فتبعثر شَعرَ الشّياطين، كفّت عن شظاياها التي كانت تتدافعُ في شرودِكَ، عاقداً ذراعيكَ على صدرِكَ، هكذا، كما أنتَ، سأقبضُ روحَك الآن، انتهى الوقتُ الأخير.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads