تواصل
هدى حسين
أكتب
لأن لي أخ يسأل
لماذا لم أكتب منذ فترة.
أكتب
لأن أخا لي
يصل رحم الكتابة
التي لم تولد بعد
يستحث صراخ الحياة فيها.
أكتب لأخي
يا أخي يا أخي
كم أنت حي في سؤال
يشد مولود الكتابة
هذا الصراخ أنت
أنت البكاء الذي يفتح الرئة
لهواء الاجابة.
أنحني
لنفحة الإله فيك
أيها الصديق الوفي
لنفحة الاله فيك.
أنحني
لنفحة الإله فيك أيها العالم
أنحنى وأحنو وأحن
للاشيء سوى هذه النفحة
للا شيء سوى هذه النفحة أنا
أتنحى.
من يستلم الراية عني؟
أجري أجري
وأنظر أمامي
من يستلم الراية ويجري بها
عني؟
أكمل ذاتي بذاتي وأعود
من كل رحلة إلى قطعة مني
بقطعة مني
مشوبة بنكهات الآخرين
ليس سهلا أن تمحو نكهة الاشياء عندما تسترجعها
كل هذه البصمات التي على ذاتي
ليست لي.
لماذا أتحدث عن روحي
وكأنني أتحدث إليكَ
أيها العشب تحت قدمي؟
أنت حقيقي جدا أيها العشب
أو هكذا تبدو
في حديقة.
أنت الأجمل
يا عشب الارض
تطل علي فأدهسك بقدمي
ولا تزال تطل علي.
أراك لي
أراني بك أحلى.
بيننا انتثاراتي
ولملمتك لي.
أخبطك كطفل غاضب
من سلطة الأب
لا من الأبوة التي لك
أخبطك كطفل ضاقت به البنوة
يريد أن يصبح رجلا كبيرا
يريد أن يري رأسك
بلا انحناء منك
ولا صعود منه
فوق مقعد ما.
أيها العالم
اغمض عينيك الآن
وأغلق فمك تماما
أرهف سمعك قليلا
واصغِ معي
إلى حبيبات الضوء
تعلن محبتها
لمسام جلدك
أيها العالم
لا تقاطع ولو بالشرح والامتنان
أفعال المحبة.
