الرئيسية » » شريف رزق | خُذها ولا تخف

شريف رزق | خُذها ولا تخف

Written By غير معرف on الخميس، 14 فبراير 2013 | فبراير 14, 2013

خُذها ولا تخف

شريف رزق

أنتَ أيها المتمدِّدُ الذَّاهلُ في بحيرتِك الساكنةِ تهذي، فلا يصفُ هديرَكَ إلاّ جنونُك المفاجئ أنتَ الذى لا تُشبهُ جدّكَ في شيء، سادِرُ، في غِيّكَ كأنك في عرشِكَ، الملكيّ حَدّادُ، تنهضُ مثلَ دريئةٍ، رُح أيها الهادر المتوّجُ في خراب الدولةِ، وانسَ الهزائمَ كلهَّا، ولا تنسَ رأسَكَ أيها الذاهبُ، خذها معك، واحفظِ الأعشاشَ المنثورة فيها، حتى لا تطيرَ، أنت أيها الراحلُ الهائجُ في هجومِكَ الأعمى، تسوقُ عائلة الضبابِ، تقول عن الشمسِ: هذه فجعيتي، رأسُك نافورةُ، خُذِ الهياكلَ خلفكَ، مَزّقِ الهواءَ بهديرِكَ النحاسيّ بظُفرِكَ المعدنيّ حُكَّ الصهيلَ، أيها الراكضُ في ساحةِ موتكِ، وحدكِ، يا مُشتعلَ الساقين في حقل الضبابِ: أرفعُ صوبكَ يُمنايَ، خذها ولا تخف، أنت يا قاتلي يا حبيبي، بغيَّكَ، تعال أنا جنونُكَ، جنبي، معي لنسرقَ الرؤيا، أطرافُكَ اشتعلت، لنلحقَ الجثةَ يا حبيبي، ونحرقَ الدولةَ في عُهرِها الوطني ونضحكُ في غبارِ العواصفِ نشهدُ الموتَ ونركضُ يا حبيبي، أنا وأنتَ، سأريك أعشاشَ السّباعِ، أعطيكَ مرمري، وأحملُكَ على حصاني الأزرقِ، يا حبيبي، وأضربه، على فخذه هكذا، وأنت تضحكُ، حتى يندفع َ الحصانُ، رُح وئيداً، وئيداً، في الهدم هذا، رُح يا حبيبي ولا ترحم، أنا في ضلوعِكَ، فاحترس بي، واحذر، لئلا توقعني في الصهيلِ، أيها الجامحُ، أنا وعائلتك المختارةِ، ارتع، ولا تأمن يا حبيبي..

ولا تقصُص˚رؤياكَ على أحدٍ.

فيم َ تُفكّر؟ أعضاؤكَ احترقت، وإطراقتُك المستديمةُ تستدرجُ الموتى إلى هبوبِكَ، ماذا يحملُ أصحابك الموتى إليك؟، خفّض من صوتِكَ حين تلتقي بالموتى الأخلاّءِ، تمهّل، ودَع شرفةً، واحذر جيرانَك المبتلّينَ بابتسام ترتجفُ على جباههم بالكئوسِ يداه، وهم يحفرونَكَ بالعيون، فكَّر وأنتَ تبادلهم الابتسامَ بابتسامِكَ الشاردِ، وارجِع.

لا تذرع الحجرةَ في عُواءٍ

اكتمل˚في انشطارك

طوَّح كتابك هذا، طوَّح كتابَكَ واشهَد، شرَّح هذه الاستعاراتِ المضروبةََ حولك، كُن هادئاً، كما أنتَ، وأوغل˚، يحميك ِ قلبك الذي مِن فولاذ وإستبرقٍ يرتفعُ على ميادينِ المياهِ، هادئاً، كما أنت، ولا تقصُص˚رؤياك على أحدٍ...

بنّاءونَ، وحدّادونَ يدقون الأعمدة في الهواءِ المواجِهِ، سياراتُ نقلٍ فارغةُ، وسياراتُ أخرى تزدحم بالفراغ، أطفال يتبوّلونَ على أناشيد ِ الأمهاتِ، ثغاءُ، وبائعاتُ ُيخطرن على شهواتِ الرجال البنّائينَ وهُم يستريحون َ في الهواءِ المواجِهِ، قُرفصاءَ، ويُدخّنونَ لُفافاتٍ تضيء، بضوئها الخافتِ– على الوجوهِ النحاسيةِ– أشواقاً تسيلُ، وماذا بعد؟...حيّرتني في شرودِك، أغلِق هذه النافذةَ، لا جديد...

هُوَ ذا فراق

حيرتني في شرودِكَ، ألم أقل لكَ إنك لن تستطيعَ معيَ صبرا؟، فأمهلتني، وارتحلنا، جمَّع˚ عظامَكَ هذه، واتّبعني، تقدَّم، لا تُدمدم في شرودِكَ هكذا، أنتَ اسطبلُ ُ، فغادِ. إذاً: هذا فِراق...

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads