الرئيسية » » محمد القصبي. اللعنات

محمد القصبي. اللعنات

Written By غير معرف on الخميس، 14 فبراير 2013 | فبراير 14, 2013

اللعـــــــــــــــــنات الثـــــــــــــــــــــــــــــــــلاث...


اختار من جدار المدرسة ذاك الذي يقابل الطريق العام ..تناول اصباغه وامتشق ريشته و انصب على رسم جدارية للخريطة الوطنية باهتمام بالغ عظيم.. انها من بين احلامه الموعودة كأن يتطلع اليها كل عابرفي زمن عابر..
من هنا عبر يوسف بن تاشفين البوغاز اربع مرات للاطمئنان على احوال الرعية في الاندلس الموؤودة ...
هنا على الراس من الخريطة لا تزال مدينتان سليبتان مقتطعتين من ارض الام المكبلة المصفودة.. و كلما انتقل من مقطع الى اخر حتى يرافقه الصوت النفسي الهادر بالمواجع و القزمية ..وكم تمنحه شفافية الالوان شطحات صوفية تجذب رقصا على القهر ..الخنوع و العدمية ..

و عند الشرق تحديدا يتذكر وظلم ذوي القربى اشد مضاضة ... من وقع الحسام المهند..
فيفتر بابتراد رعديدي نشاط تلوينه للتخوم المفتعلة اغتصابا لانه يعلم يقينا ان هناك اراض له في عمق الشرق المفرنس صناعة اذ لا بد من استرجاعها مهما كلفه الثمن ..
انها مسألة وقت عابر في حلم على الاقتراب يتجسم فيصلا لواقع صادم .. وعليه فقد تراه على صدق الاحتمال مطمئن لهذه القناعة التي يختزنها جينوم الذاكرة و هو سليل طارق بن زياد و موسى بن نصير و سيوف الفاتحين من اجداده الذين خصبوا وجه الارض باجسادهم شهادة شاهدها التاريخ المبجل دما و علما ..

و بين عنف هذا الاصطراع الداخلي انتقل الى تلوين الكثبان الرملية دلالة على الجنوب و اكتشف ما آلمه عمقا كونه جزءا اساسيا من حقه الثابت تاريخا و مرجعا لكن قوى التقسيم سخرته اداة للمزايدة السياسة حتى يتحجم دوربلده الحضاري باعتباره بوابة تهدد امن الغرب القومي الاستراتيجي .. فلما اتم العمل راجعا بضع خطوات الى الوراء ليتامل مدى الدقة المتناهية في الرسم ومدى تناسبية اضاءة الالوان ودقة الاشكال المقدسة عينيا و تضميرا صاح التلاميذ من حوله : انه وطننا الحبيب وطننا الغالي.......وط.. ن..ن..ا... لكن صراخا مكبوثا يتصادى و جدران العمق : بل لعنة الجغرافيا الثلات لعنة الجغرافية التلاث ما تشاهدون..ما تشاهدون على الجدار... و قد انسكبت على خذيه دمعات حرقى والجا القسم تتناهى الى اسماعه اصوات الطفولة المصطخبة نزقا فيتاملها في حلم لوحة اخرى موعودة على ايقاع ما عليه ستكبر وهوية الارض تحت اقدامها محاصرة ..مبثورة..
فما الوعد الصادق يا ترى الذي حملناهم برورا به لاسترداد ما خرسنا على المطالبة به حقا مشروعا؟؟؟؟؟
... انه الصمت الصمت الجارف الجريح النازف ذلا..ذلا ..ذل..ا.....

محمد القصبي
سوق اربعاء الغرب
المغرب الاقصى
في 13/02/2013

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads