الرئيسية » , » اريك ساتي ... اعظم عازف بيانو عرفته الروح .. مع مقطعين من قصيدة بعنوان ( ساتي العشق . ساتي الروح ) ايفان علي عثمان الزيباري

اريك ساتي ... اعظم عازف بيانو عرفته الروح .. مع مقطعين من قصيدة بعنوان ( ساتي العشق . ساتي الروح ) ايفان علي عثمان الزيباري

Written By هشام الصباحي on الأحد، 13 سبتمبر 2015 | سبتمبر 13, 2015




اريك ساتي ..... اعظم عازف بيانو عرفته الروح ..... مع مقطعين من قصيدة بعنوان ( ساتي العشق . ساتي الروح )

  ايفان علي عثمان الزيباري   
احب ان اسمع المقطوعات الموسيقية التي الفها الفنان الفرنسي اريك ساتي وعزفها على البيانو .....
رغم عشقي للغيتار ورغم ولعي بالعزف عليه احب ان اسمع صوت البيانو رغم انني حاولت ان اتعلم العزف عليه في فترة مراهقتي عندما كنت اتردد على احدى المنظمات الفرنسية الرعاية لهوايات ومواهب الشباب والشابات .....
هنالك تعلمت اولى خطواتي في تعلم الكومبيوتر وهنالك كنت استعير الكتب كي اقرأها وهنالك تعلمت الغيتار والشطرنج وفنونه وهنالك عشت احلى قصة حب في حياتي مع فتاة كانت تستحق مني بعض النبل والاخلاص والوفاء .....
هنالك عرفت من هو اريك ساتي واستمعت الى معزوفاته على البيانو وما ان كبرت قرأت عن حياته .....
اعجبت بشخصيته ذهلت بمقطوعاته الموسيقية اعجبتني مقولته الشهيرة التي قال فيها ( كلما عرفت  البشر اكثر كلما ازداد احترامي للكلاب ) رأيت في ساتي شخصية الثائر الحقيقي فمعزوفاته الغامضة تجعلني احظى ببعض الهدوء الفكري والفلسفي فكلما استمعت لمعزوفاته اشعر ان اعصابي باتت بعيدة عن الغضب والانفعال .....
لا اعرف تتساقط دموعي ايضا كلما استمعت لعزفه على البيانو فأشعل سيجارة وارتشف من كأس النبيذ بعضا من عذاب العشق لذا عندما يحين الليل وتسدل فوضى يوميات البشر ستارها وينامون استمع الى ساتي الى ساعات الفجر اكرر هذه المعزوفة وتلك احاول ان افهم ما معنى موسيقاه احاول ان استجمع قواي كشاعر وكاتب واكتب عن ساتي .....
تبقى ورقتي بيضاء ويجف الحبر في قلمي لأنني لم استطع لحد هذه اللحظة ان اكتشف اسرار وخفايا موسيقى ساتي .....
فهنالك فرق شاسع ما بين كل من عزفوا على البيانو بداية من لودفيغ فان بيتهوفن وفريدريك شوبان وموتزارت وكلود ديبوسي وياني وبين عزف اريك ساتي .....
فكل هؤلاء عظماء موسيقيين ولهم بصمتهم التي لن تزول من الذاكرة الفنية القديمة والحديثة لكن يبقى لموسيقى ساتي نكهة وطعم اخر فعزفه على البيانو يعتبر بمثابة ثورة ملونة التي اندلعت داخل ثورة الموسيقى الكلاسيكية الداكنة اللون .....
لذا اسأل نفسي دائما لما احب عزف ساتي فالجواب يصلني بنعومة وسلاسة دون ان اكتبها في دفتر ملاحظاتي فالسبب انني اشعر ان شخصيتي مثل شخصيته متمردة منعزلة ثائرة تهوى المجد تبحث عن الابداع .....
احب ساتي لأنه رمز رائحة عطوري وانواع الازهار التي احبها
احب ساتي فمقطوعاته متوحشة مفترسة تأبى الانصياع لسطور الحضارة تحاول ان تجد لها مفرا من خلال زوايا الفكر والفلسفة
احب ساتي فمن خلال الالحان والانغام التي يعزفها استرد احيانا الكثير من ذكرياتي بدون الم ووجع وحسرة وندم .....
اه كم اعشق عزف ساتي على البيانو
اه كم تريح اعصابي موسيقى ساتي
اه كم تخف اعباء فوضى يومياتي عندما استمع الى جيمنوبيدي ( رائعته الموسيقية المكونة من عدة اجزاء )
اه لو تعرف يا ساتي انك اعظم عازف بيانو للروح
 
 
قصيدة من مشهدين كتبتها من وحي عزف ساتي على البيانو .....
 
المشهد الاول ..... ساتي في لحظة العشق
 
رجل يبحث عن رجولته
في مساحات النسيان  
ينسى صرخة حبيبته
ينكر انه كان عاشقا ذات مرة
يدلي بأعترافاته عن اخر لقاء دار بينه وبينها
 هل كان يحبها  
ام
يعشق جسدها
يهرب كعادته
كي ينثر ما تبقى من عبق انوثتها  
في
مقطوعة جيمنوبيدي الاولى
تهب الرياح
يهرول نحو
جيمنوبيدي الثانية
يجتاحه اعصار ايفان
القادم من شواطىء النصف الاخر من الارض
يشعل سيجارته النحيفة
يحرك النبيذ في كأسه
لا يبقى منه سوى حطام الذكرى  
يمسك بأطراف ستائر غرفته
ينظر من نافذته
يشم رائحة المطر
يضع يده على وريده  
يعد نبضات قلبه
لا صوت يعلو فوق صوت البيانو
همسات نائمة تحاول محاصرة احلامه النرجسية
حان وقت الليل
يبدأ بالرقص مع ساتي
يضع القلم هناك
يرمي اوراقه في احدى خزائن مكتبته
الان يحصد هزائمه مع فتاة احبها ذات يوم
كانت خصلات شعره المجعد تناديه
شفتاها الملتصقتان بقطع من سكر الشعر  
كيف يصف ملامحها الوردية
كتب عنها ذات ليلة
قصيدة نعومة يديك
قصيدة المتمردة
ونشرها في اول جريدة ورقية
كانت تصدر في ارض الياسمين
اعطها نسخة من الجريدة
وقال لها
كتبت فيك هذه الكلمات
فرحت
قطعت قلادة الصليب من عنقها
وقالت له
بيننا عهد الحب
قال لها
لم تبقى حدود ما بين دمي ودمك
يتذكر كل هذه التفاصيل
ويعزف ساتي جيمنوبيدي مرة اخرى
ها هو الفجر يعود
لم يبقى لليل مرفأ كي تضمحل فيه اهات رحيلها
لم يبقى لها اثر في فوضى يومياته
سوى
كوب شاي يعصر فيه بقايا ليمونة عذراء
 
 
 
المشهد الثاني ..... ساتي في لحظة الروح
 
 
يسير والفوضى ترقد
فوق صحراء جسده
حقائبه كثيرة
يحمل ساتي بعضا منها
تزول الالام رقبته
بدون ان يتعاطى مزيدا من المسكنات
يضحك بسخرية
ويصرخ في وجه
 الفولتارين والموبيك والمايوجيسيك
ويقول لهم
لم تستطيعوا ايقاف الالم
ساتي
هو نبتتي العجيبة
عزفه على البيانو
يريح ذاك العصب الحائر في رقبتي
يزيل
كل هلوسات رقصته
هكذا يتوقف النسيان ويرجع للوراء
هكذا يلملم اثار روحه الثائرة
اثناء سيره
يعبر فوق خطايا الماضي
فهو لا يحمل اعباء الفوضى
لا يملك جواز سفر
فيه ختم يثبت رجولته
لا يملك اي اوراق تثبت
انتماءه لهذه الحضارة
يشعر بهطول امطار النصر
في صحراء جسده  
يرسم وشم نجومه الحمراء مثل
 تلك المرسومة على كتفه
لكن بعيدا عن الجسد
يرسمها
على لوح البيانو برفقة ساتي
كي يثبت شرعية انتصاره الاول ..... الاخير

 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads