الرئيسية » » جيفارا يُهديكَ درَّاجةً نارية إلى: سالم أبو شبانة | إبراهيم المصري

جيفارا يُهديكَ درَّاجةً نارية إلى: سالم أبو شبانة | إبراهيم المصري

Written By هشام الصباحي on الأحد، 15 فبراير 2015 | فبراير 15, 2015

جيفارا يُهديكَ درَّاجةً نارية
إلى: سالم أبو شبانة
................................
.
لم يجد جيفارا كحلٍّ أخير
سوى أن يتخلى عن قميصِهِ للإمبريالية
تطبع عليه صورتَه بالملايين
وتبيعه غنيمةَ حربٍ كانت ممتدة
من أميركا اللاتينية إلى أفريقيا
لكنه خبأ درَّاجته الناريةَ
ربما احتاجها أحدٌ في رحلةٍ لم تعد مفهومة
وقد انحشرت الغُصَّةُ في الحَلْق
حتى أنَّ احمرارَ الوجهِ هذا
يُرى دائماً كاستراحةِ مُحاربٍ
مع أنه موتٌ بطئ
ويعلم جيفارا أنَّ ما اشتغلَ من أجلهِ طويلاً
سفيراً فوقَ العادةِ للأمل
أصبح دماً مَسكوباً بلا أمل
وأنَّ مَن أفلَتَ، أفلَتْ
فيما الطيِّبون يُزجون وقتَهم بتنظيفِ البنادق
والتحيةُ بالطبع واجبة
لجيفارا المحمولِ بنعشهِ على غاباتِ الأمازون
فيما الحياةُ تمطرُ بكثافة
والناسُ مُنصرفونَ إلى أعمالِهم
والنضالُ يتيمُ أفواهٍ
تغطي وجهَ جيفارا في المقاهي بدخانِ السجائر
صورته هناك
وفي البارات
وفي الميادين التي شهدت أحياناً
قتالاً ذهبياً
قبل أن ينحطَ النضالُ كلُّه
إلى برنامج توك شو
يجلس جيفارا مستمتعاً بتقليبِ قنواتِ التلفزيون
يحيطُ بذراعه كتفي الشيخ إمام
يطلب منه برقة
التوقفَ عن البكاءِ على حياةِ شابٍ
كان يحلم بأن يجد الفقراءُ سلَّةَ غذاءٍ
لا تهين كرامتهم
ويُغري الشيخ إمام إن توقف عن بكائه
بتسهيلِ هجرته إلى الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية
هجرةً شرعيةً إن أمكن
أو لا شرعيةً من حدودِ المكسيك
يمسح الشيخ إمام أنفه وعينيه بكُمِّه ويواصل
جيفارا مات، جيفارا مات، جيفارا مات
وكأنه يؤكد باللطمِ ما انتهى إليه الجميع
بوجوبِ طي هذه الصفحة
والتفرغ للمتاجرةِ بالأسهم
والتماس النضالَ في كأس بيرة مثلَّجة
في بارٍ منسيٍّ
تمرُّ أمامه الذاكرةُ مختالةً على درَّاجةٍ نارية
كان جيفارا قد خبأها
عن الإمبرياليةِ والإمبرياليةِ الجديدة
ربما سابقت في الحدودِ القصوى القتلَ على الهوية
وأعطت الرصاصَ قليلاً من الفهم
لما يعنيه إطلاقُ الرصاص على الأعداء
بعد أن اختفى في الحقيقة
الاصدقاءُ والأعداء
يقول جيفارا في خطابٍ لشابةٍ جميلة
أطيلي شعرك قدر ما يكون الحبُّ حناناً
على جسدك
واستمتعي باللهو
ودعي القبلات تتساقط كعلاماتٍ
تعدينا إلى قلبِ الغابة
حيث بدأنا النضالَ بفكرةٍ بسيطة
عن ضرورةِ دراسةِ الطب
لنساهم في الحملةِ الكونية لشفاءِ الإنسان
وإن عدنا معبأين بالجراح
واصطادتنا السي آي إيه
كما يصطاد أحدهم طائراً كسيحاً
فلا تسلِّمي دليلَ حرب العصابات
ولا الدرَّاجة النارية
إلَّا لمَن يؤمن بهما
ويأخذهما في حضنه حينما ينام
وإن صادفكِ سالم أبو شبانة
فقولي له: جيفارا يُسلِّمُ عليكَ كثيراً
ويقول لك
لا عليكَ يا صاحبي من كلِّ هذا الأسى
وأعطهِ يا صغيرتي درَّاجتي النارية.
إبراهيم المصري
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads