الرئيسية » » عادل سعد يوسف | قَصَائِد.. كَرَغْبَةِ الْكِلارْنِيتِ فِي الْبُكَاءِ

عادل سعد يوسف | قَصَائِد.. كَرَغْبَةِ الْكِلارْنِيتِ فِي الْبُكَاءِ

Written By هشام الصباحي on الأحد، 15 فبراير 2015 | فبراير 15, 2015


قَصَائِد.. كَرَغْبَةِ الْكِلارْنِيتِ فِي الْبُكَاءِ
---------------------------------
عادل سعد يوسف - السودان

(1)

الشَّوَارِعُ 
فِي مَسَاءٍ آمنِ الْعِطْرِ
الشَّوَارعُ الَّتي أخْفيْنَا فَرَاشَاتِها فِي الْحُلْمِ
أحْرَقتْنَا فِي جُنُونِ الْفَاكِهَةِ
وعَلَّقتْنَا 
عَلى حَدَائِقِهَا 
طَازَجِين.

(2)

الْمَوَاعِيدُ 
الَّتي اقْتَرَحْنَاهَا عَلى مَقَاعِدِ الْمَقْهَى
الْمَشَاوِيرُ الَّتي ألِفْنَاهَا عَلى أسِرَّةِ اللُّغَةِ
الْمُكَالَمَاتُ الَّتي سَحَبْنَا رَصِيدَهَا 
مِنْ عَصِبِ أيَّامِنَا
تَتشبَّثُ بِي لَيْلَ نَهَارَ
كَلَعْنَةِ هِيرَا.

(3)

أتَلمَّسُكِ بِارْتِجَافِ أهْدَابِي
بِنصْفِ كأسِي
مِثْلَ غَيْمَةٍ طَرَّزَتْنِي عَليكِ
وتَشَهَّتْنِي كَثِيرَاً 
فِي الْعِنَاقِ.

(4)

الْمشَاوِيرُ الَّتِي رَسَمْنَاهَا عَلى أقْدَامِنَا
كَانْبِلاجِ قَمْحَةِ الْحُبِّ 
عَلى مَشِيئةِ الطَّيرِ وَالأرْصْفَةِ
تَسْتَفِيضُ بِنَا 
حَتَّى اخْتِلاجِ الْمَرَايَا 
 فِي جُنونِ نَهْرِها
أنَا 
وأنْتِ.

(5)

لَيْلَةً بَعْدَ ليلةٍ
وأنْتِ تَلُفِّينَ جَسَدَكِ بِصَمْتِي 
نَمْضِي فِي دُرُوبِ الْقِدِّسِينَ الْوَعِرَةِ
أعْنِي الْعَاشِقينَ
كِلانَا يَنْتَخِبُ القُبْلَةَ وِجْهَةَ الْقَلْبِ
وَيَضَعُ عَلى أصَابِعهِ 
زَوْبَعَة.

(6)

بِنِصْفِ كَأسٍ
أنْهَضُ مِنْ بِرْكَةِ التَّسَكُعِ عَلى ظَهِيرَةِ ثَغْرِهَا الْمُتَوَحِّشِ
عِنْدَ صَهِيْلِهَا الأزْرَقِ
عِنْدَ وَشْوَشةِ الْحُلْمِ بِهَا 
هَذِي الْجَمِيلةُ
تُرْبكُ فِطْرَتِي
تُرْبِكُنِي 
كَرَغْبَةِ الْكِلارْنِيتِ فِي الْبُكَاء.

(7)

فِي الْمَقْهَى
الظِّلالُ الْعَابِقَةُ بِالطُّفُولَةِ
تَرْسُمُ الْعَصَافِيرَ
وَتَرْمِي ثَغْرَكِ بَيْنَ رُوحِي وَالطَّاوِلةِ 
وأنْتِ
كَفَرَاشةٍ حُبْلَى بِغَابَةِ لافَنْدَر 
تَنْغَرِسينَ عَلى أصَابِعي
أتَنَهَّدُ قَلِيْلاً
وأرْفَعُ عَنْكِ نَظْرَةَ النَّادِلِ الْمُرْتَبِكِ
(8)

الأشْيَاءُ الَّتِي لا تُرَى
حِيْنَ تَسْتَفِيْقُ مُشْتَبِكةً بِأُرْكِيْدَا أنْفْاسِكِ
تُقْلقُنِي
كَشَجَرةٍ تَتَبَرَّجُ بِخُضْرَتِهَا
كَنَاصِيةِ الشَّارعِ الْمَلِيءِ بِالتِّيهِ
وَخَجَلِ النَّبِيْذِ
فِي أُورْكِسْتَرا الْمِزْهًرِيَّاتِ الْمَاكِرَةِ.

(9)

فِي الْمَسَاءِ 
الَّذِي تَذوَّقَ أقْدَامَنَا
حَتَّى رَعْشةِ خَجَلِهِ الْفِطْريِّ
تَجِئينَ
مَبْرُومَةً
كَسِيْجَارَةٍ كُوبِيَّةٍ
كُلَّمَا تَنْشَّقْتُكِ 
هَالَنِي جَمَالُ صَنْعَتِكِ الْمُتْقَنَة. 

(10)
رُبَّمَا فِي الشِّتَاءِ الْقَادِمِ
كَقِنْدِيلٍ مُوَلَعٍ بِزُرْقَةِ الْعِطْرِ
أرْتَدِيكِ
وَأغسِّلُ اللَّيلَ بِعَبِيْرِ امْرَأةٍ تَعَوَّذَتْ بِالْوَجْدِ مِنِّي
رُبَّمَا
فِي الْحَيَاةِ الْقَادِمَةِ أكْتُبُ الشِّعْرَ لَكِ
عَلى مَرْأى مِنَ الْمَلائِكَةِ
وَبَعْضِ الْعَاشِقِيْنَ.
.
.
.
عادل سعد يوسف
2014

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads