الرئيسية » » السحب الرمادية المنتفخة تمشى ببطء | أمجد ريان

السحب الرمادية المنتفخة تمشى ببطء | أمجد ريان

Written By هشام الصباحي on السبت، 14 فبراير 2015 | فبراير 14, 2015

السحب الرمادية المنتفخة تمشى ببطء




..
الأشياء التى ضاعت منى أكثر من الأشياء التى حصلت عليها 
كلما تخيلت الفرصة مفتوحة : أقامر كى أخسر
كل شىء نخسره حتى آدميتنا ،
والأرصفة ازدحمت بالأقدام العشوائية
والكون يدور حولنا بفاتريناته المهملة ، وبأرصفته ، وبأحزانه الطازجة ، كون يدور فى قلب الغبار ،
وكلما غرقنا فى وهم الطمأنينة ، عدنا لكى نضيع من جديد
تحت صناديق التكييف التى تعوى فى جدران العمائر .
.
أدلف من الشروق إلى الغروب ، وأدقق فى الإشارات المعلّقة
دون أن أصل لشىء .
جثث الفقراء تسبح فوق الرنين، وأنا واقف بجسدى الجانبى :
أوزع الطعام على قططى المنزلية ، والكفكاوية فى أعماقنا جميعاً ، ترغى وتزبد ،
أظل طوال اليوم أراقب الضياع : كل شىء ضائع ، الخطوط ضائعة فى الشارع ، أطباق الدش ضائعة ، درجات السلم ضائعة ، الزجاج ضائع ، ونحن نختفى فى انكسارات الزوايا ، ونظل طوال اليوم نبرر الفكاهة السوداء التى تحاصرنا ، أبحث عن أشيائى التى وضعتها فى الكومودينو ، ولا أجدها .
.
أضع يدى فى جيبى وأبحث ،
والمعنى يضيع بين الضمائر المتصلة، والضمائر المنفصلة ،
فيهرب القط المشمشى تحت السرير ،
وأنا فى المحطة أنتظر المترو بلا فائدة ، آخذ الشهيق بعمق
بينما اللاوعى الجمعى يحملنا للخوف :
وبعد الدحديرة بشارعين ساوى الأولاد مساحة من الأرض ، وانهمكوا فى مباراة كرة الشراب ، وأنا أشير لهم لأناديهم ،
أفتح فمى لأصرخ فيهم ، ولكن صوتى ضائع .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads