الرئيسية » » زلط ملون .. وأقدام وهمية | أمجد ريان

زلط ملون .. وأقدام وهمية | أمجد ريان

Written By هشام الصباحي on السبت، 14 فبراير 2015 | فبراير 14, 2015

لوحة الفنان عمر جهان

زلط ملون .. وأقدام وهمية
..
لماذا ترك البقال باب دكانه مفتوحًا ، وغاب هكذا ؟ ألا يخاف على بضائع المحل ؟ هل هو الذى وقف مذهولاً أمام الفتاة التى تبكى ، وترفض أن تخبر أحداً عما يبكيها ؟ هل هو قانون الشوارع الخصوصى ، حيث تهنا على الأرصفة البعيدة ، والزمان يتوالى غير عابئ بالوجود .
.
لم يعد هناك طعم لأى شىء .
.
فى منتصف كوبرى قصر النيل بالضبط ، وقف الرجل السكران يلقى خطبة عصماء
وأنا ضاعت منى أيام جميلة ، ولايزال فى رأسى مبنى المدرسة الابتدائية ، بجوار سور الجامع ، وأمامها كان رصيف الغيوم ، رصيف الزحام ، رصيف التساؤل .
.
كلنا نركض خلف لاشئ
والأرصفة حطمها الزمن ، بعد أن ظلت طويلاً توزع الأجساد لليمين ولليسار ، ونحن نمشى ، ولا نعرف إلى أين نحن ذاهبون ، وأحياناً نجيد حبكة الوهم ، فنقنع أنفسنا بأننا نسينا أشياء وينبغى أن نعود للبيت لإحضارها .
.
هل مررت على طابور يتجه إلى شباك معدنى ، يغطى الصدأ حوافه ، أم قد أكون قد مررت على صبية بائسين يصُفّون المقاعد فى قاعة الأفراح ، ويعلقون الزينة .
.
كانت الأرصفة الأرستقراطية المبلطة بالزلط الملون ، تتلوى فوق الأرصفة القديمة التى يتلكأ فوقها الفقراء ، وها أنذا أمضّى ماتبقى لى من أيام ،
صرت عندما أعود للبيت ينتابنى شعور النهاية ،
لقد نزعت الصورة عن البرواز ، فظل فارغاً معلقاً فى مدخل الشقة
وفى معظم الأحوال أترك البيت ، وأعود هارباً للشارع
غارقاً بين الأقدام العشوائية التى تتطاحن ، أو تظل تتزاحم بلا اتجاه .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads