الرئيسية » » كم هو مزعج هذا الهاتف المحمول | أمجد ريان

كم هو مزعج هذا الهاتف المحمول | أمجد ريان

Written By هشام الصباحي on السبت، 14 فبراير 2015 | فبراير 14, 2015

كم هو مزعج هذا الهاتف المحمول
..
يسقط نور الشمس بعنفوانه على جانب المنزل ، بينما حبال الغسيل الجافة ممدودة ، ممدودة من أول التاريخ حتى آخر الشرفة . أيها الزمن القديم تعال أيتها الروح القديمة تعالى مثل الثور الهائج ، أنا مصارع الثيران المحترف ، المغطى بالعضلات ، اقترب منى أيها الماضى سأهزمك ، بجدارة ، وسوف ألتهمك أيها الماضى ، سأتلذذ بطعمك ، مثل طعم اللحم المقدد فى الفرن البلدى فى البيت ، تعالى إلى أيها الماضى سأهزك وسأصفيك ، وسوف أجهز عليك ، أنا لا اعتقد أننى أحبك ، ولا أحب حكاياتك ومغامرات أبطالك الصناديد .. أنت لاشىء أيها الماضى .. أنت مجرد طحلب ناتىء ، طحلب طرى .. حقاً لك لمعانك القديم ولك رائحة القرفة والنارجيلة ، ولكنى سأسحبك إلى ساحة المصارعة الفسيحة الباردة ، وسأهزمك شر هزيمة ، سأعيدك إلى مكانك مغموراً مختبئاً خلف أعمدة الخشب ، والبواكى الحجرية الباهتة ، وسأمد قدمى إلى التبة العالية لأصعد فوق السقوف والأبراج ، فى قفزة واحدة ، وفجأة سيهب الهواء من ناحية الأفق قوياً ، وتأتينى رائحة الماء العلوى ، سأخطو بقدمى لأجدنى فى قلب الكوفى شوب : أضحك برشاقة ، بين الفتيات الجميلات مليئات الأذرع ، وفى جيبى المحمول الداكن يعوى ، فأرد أو لا أرد على من يهاتفنى .. أنا لى مطلق الحرية .. وكلامى محسوب على درجة القلب ، أريد أن أتكلم ، نعم رغبة حبيسة ، أريد أن أتكلم .. أفتح الشفتين بزوايا عديدة وأجعل فتحة الحلق واسعة .. وأتكلم يمسنى الضوء بسرعة وهو آت من فوق المناضد ، ومن فوق رؤوس الأصدقاء .. وأنا أتكلم أتكلم .. نعم .. أتكلم .



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads