فِي قَدِحِ كُحُولِ دْجِينْ
ذَاتَ لَيْلَةِ حَفْلَةٍ
تَسَّاقَطُ الْأَنْجُمُ مِنَ السَّمَاءِ
كَرَعْتُ الصَّاعِقَةَ فِي جُرَعٍ كَبِيرَةٍ
سَأُفَرْقِعُ ضَاحِكاً
مَصْعُوقَ الْقَلْبِ
*
أُبْصُقِ الدَّمَ
إِنَّهُ النَّدَى
أَلسَّيْفُ الَّذِي سَأَمُوتُ بِهِ
مِنْ خَرَزَةِ الْبِئْرِ
أُنْظُرْ لِلسَّمَاءِ الْمُرَصَّعَةِ بِالنُّجُومِ
لَهَا شَفَافَةُ الدُّمُوعِ
*
أَيُّهَا الْمَوْتُ الْأَسْوَدُ أَنْتَ خُبْزِي
آكُلُكَ فِي الْقَلْبِ
أَلْفَزَعُ رِقَّتِي
أَلْجُنُونُ فِي يَدِي
*
عَقْدُ حَبْلِ الْمَشْنُوقِ
بِأَسْنَانِ حِصَانٍ مَيِّتٍ
*
رِقَّةُ الْمَاءِ
سُعَارُ الرِّيحِ
قَهْقَهَةُ النَّجْمَةِ
صَبِيحَةٌ مُشْمِسَةٌ
لَيْسَ ثَمَّةَ شَيْءٌ لَا أَحْلُمُ بِهِ
لَيْسَ ثَمَّةَ شَيْءٌ لَا أَصْرُخُ بِهِ
أَبْعَدَ مِنْ دُمُوعِ الْمَوْتِ
أَسْمَى مِنْ عُمْقِ السَّمَاءِ
فِي فَضَاءِ نَهْدَيْكِ
*
أَنْتِ خَفَقَانُ الْقَلْبِ
أَلَّذِي أُصْغِي أِلَيْهِ بَيْنَ ضُلُوعِي
وَالنَّفَسُ الْعَالِقُ
*
وَنَحِيبِي عَلَى رُكْبَتَيْكِ
سَأَرُجُّ اللَّيْلَ
ظِلُّ جَنَاحَيْنِ فَوْقَ حَقْلٍ
كَذَا هُوَ قَلْبِي، قَلْبُ طِفْلٍ تَائِهٍ
*
نَجْمَةٌ
أَنَا هِيَ
أَيَّتُهَا الْمَوْتُ
أَيْ نَجْمَةَ الرَّعْدِ
أَيْ جَرَسَ مَوْتِي الْمَجْنُونَ.
*
فَرْطُ نَهَارٍ فَرْطُ بَهْجَةٍ فَرْطُ سَمَاءٍ
فَرْطُ فَسَاحَةِ الْأَرْضِ حِصَانٌ سَرِيعٌ
أُصْغِي لِلْمِيَاهِ أَبْكِي النَّهَارَ
أَلْأَرْضُ تَدُورُ فِي رُمُوشِي
أَلْأَحْجَارُ تَتَدَحْرَجُ فِي عِظَامِي
شَقَائِقُ النُّعْمَانِ الْحَبَاحِبُ
تَبُثُّ فِيَّ الْخَوَرَ
فِي كَفَنٍ مِنَ الزُّهُورِ
ثَمَّةَ دَمْعَةٌ مُتَوَهِّجَةٌ
تُعْلِنُ النَّهَارَ
*
أَللَّيْلُ عُرْيِي
أَلْأَنْجُمُ أَسْنَانِي
أَرْمِي بِنَفْسِي عِنْدَ الْأَمْوَاتِ
*
ضَرَبْتُ لِلِمْبُورْ مَوْعِداً
فِي جَادَّةِ الْإِلِيزِي
لِلْحَدِيثِ عَنِ السَّمَاءِ
قُلْتُ
أَلسَّمَاءُ قِطٌّ
قَالَ ثَالِثٌ
أَلسَّمَاءُ قِطَّانِ
قَالَ آخَرُ
أَلسَّمَاءُ لِسَانٌ أَكْثَرُ كَثَافَةً مِنْ حَشْدٍ.
*
وَأَنَا أَمُوتُ أُرِيدُ أَنْ أُمْسِكَ
بِالشَّيْءِ الَّذِي سَتُعْطِينَنِي إِيَّاهُ
أَنْ أَشُدَّ عَلَيْهِ بِيَدِي الْمُجَمَّدَةِ
ثُمَّ بِشَفَتَيَّ أُدَنِّسُهُ
بِلُعَابِ الْاحْتِضَارِ.
* شاعر ومترجم عربي.
عنوان مجموع القصائد من وضع المترجم.
مصدر الأصول الفرنسية:
Georges Bataille, L’archangélique, Gallimard, collection «Poésie», préface de Bernard Noel, 2008