الرئيسية » » ديوان هذا مقام الصابرين شعر أشرف قاسم | العدد السبعون | سلسلة كتاب الشعر

ديوان هذا مقام الصابرين شعر أشرف قاسم | العدد السبعون | سلسلة كتاب الشعر

Written By Unknown on الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 | ديسمبر 30, 2014









ديوان
هذا مقام الصابرين
شعر
أشرف قاسم






إهــداء
- إلي رغدة وملك طفلتيََّ
  وجيلهما الذي آملُ أن يعشق تراب
  هذا الوطن أكثر من عشقنا له .
- إلى (س) شريكة الحلم والحياة .
- إلى الشاعر الإنسان عبد العزيز سعود البابطين  محبةً وتقديراً
- إلى الأصدقاء ( يس الفيل ، أحمد عنتر مصطفى ، البيومي عوض ، رضا إمام ، وفاء بغدادي ، صابر شعبان ، بشري أبو شرار ،عبد الله عنتر ، عاطف عبد المجيد ، خميس حسون ، إبراهيم البستاوي ،أحمد صلاح كامل ، عبد المنعم العقبي
  ..وبقية القافلة ) .
  شعري سفير محبتي إليكم .
      أشرف محمد قاسم
 










القسم الأول







هذا مقام الصابرين

لكَ ما تريدُ
أكتبْ وصيتك الأخيرةَََََََََ
لي سؤال واحدٌ
مَنْ ذا سيقرأَ ما ستكتبُ ؟
لا تخفْ
قُل ما تُريدُ
بِيَدٍ أثار رُعاشها
صمتُ القبورِ
وجوقةُ التهليلِ
حاول أن تكون محايداً
في ما ستكتبُ
وابتسِمْ
في وجه مَنْ سرقَ النهارَ
وباع أحلامَ البطولةِ
واقتسِمْ خُبزَ الختامِ
وكأسك الَّلا بعدها
مع مَنْ يُتاجر في دموعِ الأبرياءِ
اقرأْْْ كتابكَ
عَلَّهُ سيكون آخرَ
ما سيحملُه البريدُ !
هذا نُثارُ دِماكَ
فوق أجندةِ الأيامِ
وِجهتُكَ السَّرابُ
وطعمُ أيامِ الأسى مُرٌّ
و عِيدُكَ ؟
لم يعُدْ يأتيكَ عيدُ !
وطنٌ بِلونِ الحزنِ
يسكن أُفْقَنا
وسلاسلُ اليأْسِ المحيطِ تَغُلُّنا
والظامئون – الآن دون إرادةٍ –
لعقوا التراب – نِكايةً –
مات الوليُّ
فكيف يحتمل المُريدُ ؟
دعْ غنوةَ الأحلامِ
واصرخْ
صرخةَ الجوْعَى
لأجْلِ رغيفِهم
واسْقِ الصباحَ بدمعةٍ
فَلَرُبَّما طلعَ الصباحُ بشمسِه
وهناك ينقشع الجليدُ !
واعزفْ مع الريحِ العصِيَّةِ
لحنَها
واقرأْ لها سِفْرَ التمردِ
مِن كتاب شجوننا
واضبطْ على إيقاعِها
إيقاعَ لحنِكَ
غامر الآنَ
استَثِرْ
ثُرْ
كلنا نبغي انفلاتاً
مِن إسارِ الخوف والإحباطِ
يسمعُ صوتنا
الأملُ البعيدُ  !
هذى قيودُكَ
أعلنَتْ عِصيانَها
ارتجفتْ أناملُكَ
اسْتُثِيرَتْ
فانتفضْ
أَشْهِرْ صُكُوكَكَ
أنت حرٌّ..!
كيف تقبلُ
أنْ تعيشَ مُهَمَّشا ً
ويدوسَ هامتَكَ
العبيدُ ؟
هذا مقامُ الصابرين
اسْتَنْزَفَتْهُمْ
رحلةٌ طالتْ
وأدماهم أسىً
سكن القلوبَ
وعانقَ الأحشاءَ
أعلنَ
" أنتم الفقراءُ
كلكمُو شهيدُ " !
حتَّامَ نرحل نحو أُفْقٍ معتمٍ ؟
يَسَّاقط الليلُ الذي لا ينقضي
كِسَفاً على هاماتِنا
نُفضي بِسِرِّ عرائِنا للريحِ
يلفِظُنا الطريقُ
ويقتفي خَطْو اليتامى في دروب عذابهم
ناىٌ حزينُ الصوتِ
منعزلٌ .. وحيدُ
أُرجوحة الوقت استباحت فجرَنا
كُلُّ الدروبِ – الآن نحو النورِ –
غيرُ ودودةٍ
فلِمَ انتظارُكَ ؟
أطلق – الآن – الحمامَ
على الربوعِ
لتعلن الدنيا قيامةَ موتِنا
هذا يقينُ المؤمنين
وإنْ يكن في عصرنا
لفَّ اليقينَ جحودُ  !
هذا العشاءُ هو الأخيرُ
اجمع تلاميذاً
شدوا بنشيدِ مجدِكَ
لا مكان لخائنٍ
واقرأْ عليهم
ما تيسر من كتاب صباحهم
ولْتقتسم معهم
رغيفَ عذابِهمْ
واكتب على أزنادهم
" هذا دمي
إنْ سال مني
هل سينكره الوريد " ؟.؟
هذا مقام الصابرين
فهُزّ جذْعَ النخلةِ العجفاءِ
أيقظْ قلبها
واسقِ العروقَ من الدموعِ
لعلها
- يوماً –
تساقِط فوق رأسِكَ
ذلك الرُّطَبَ الجني
فتعلن البعثَ الجديدَ
ويُفتَحُ
البابُ
الوصيدُ !.!.!               
 13 / 10 / 2009 م   
أسافر فـي منافـي الليل .. !

أسافر
في منافي الليل
أبحث عنكَ يا أبتي !
وعن كفَّيْن
أشرقتا
 على عمري
كشمسٍ
أنضجت لُغتي
وعن وجهٍ
يسافر فيه
نور الله
يسكن في مخيلتي !
لماذا يا أبي تمضي ؟
وتترك لي
قطيع الشوق
يسرح بين أوديتي ؟
أنـا
مِن يوم أن ودَّعتني
أمضى شريداً
في صحاري العمر
أشعر خنجر الأحزان ِ
يسكن بين خاصرتي !.!
وأمي
دمعةٌ حيرى
تؤطر وجهَ أغنيتي !
تُسافر
 في منافي الليل ِ
تبحث عنك
يا أبتي !.!.!
2/11/2008 م
من تراتيل العاشق
(1)
لغتي تضيق
وأنا أحاول أن أعبر عن هواي
لمن تصافح
أحرفي
سأما
و ضيق !!
(2)
هل تدركين ؟
أن ابتسامتك الجميلة
تنبت الأزهار
في
صخر السنين ؟!
(3)
وحدي
أحاور غربتي
ويداك تعبث
في جيوبي
كي تفتش
عن دليل خيانتي !!
(4)
مطر. . مطرْ
والليل حولي
صامت الأركان
غلفه الحذرْ
عيناك
ما عادت تجئ إليَّ
في وقت السحرْ
سفر. . سفرْ
وأنا يعذبني
السفرْ !!!
(5)
طال الغياب
وأنا أفتش عنك
في ليل
يغلفه الضباب !!!
(6)
صمتي كلامْ
فلتقرئي صمتي
ليتصل الوئامْ !!
(7)
عجبٌ .. عُجابْ
أن تفتحي باب المنى
للأدعياء
وتغلقي
 في وجه من يهواك
 صدقاً
 ألفَ بابْ !!!
(8)
هذا دمي
لا تمسحي كفيك
من برهان قتلي
يا ملاكي الآثمة
فغدا... سيذكرنا الزمان
"متيم
 عشق التي غدرت به
سفكت بلا ذنب
 دمهْ "!!!
(9)
لا تفزعي
شيء بسيطْ
قلب أحبك مخلصا
فاغتاله
الصمت
ال
م
ح
ي
طْ !!!
(10)
فرس سقطْ
ما امتد كف
كلهم وقفوا
بدهشتهم
فقطْ !!!
(11)
عودي إليّْ
لستِ الملاكَ
لكي أكون أنا
النبيّْ !!! 
                        يناير 2009
                            
        

  شهد الكوثر

مِن أيِّ بلادِ اللهِ أتيتِ؟
وكيف احتلَّتْ عيناكِ
ممالكَ أحلامي
مِن دونِ مقاومةٍ
تُذكرْ
وبأيِّ لغاتِ الدنيا
قد أخضعتِ الفرسَ الجامحَ
وأسَرْتِ القائدَ
والعسكرْ!؟
وبأيِّ جمالٍ
فُقْتِ الزهرَ أريجاً
والصبحَ المولودَ
بهاءً
ليغارَ الصبحُ
وما أزهرْ
يا امرأةً أسْكَنَتِ الليلً
بربواتِ ضفائرها السودِ
وبجوف القلب
هوى يخضرّْ !
* * * * * *
يا بوحَ القلبِ
إذا ما باحَ
و صمتَ القلبِ
إذا أنكرْ
" سيدةٌ "
عَطَّلَت التاريخَ
وأوقفت الأيامَ
قليلاً
كي تتنهدَ
مِلءَ العمر
هوى
سحراً
وتذيقَ القلبَ
رضابَ الحبِّ
و تسقيَه
شهد الكوثرْ !!!
 8 ديسمبر 2002                                                                               
             







    
النار تحت وسادتي
  الآن
تغريك المساءات الحزينة
والرؤى أمست مراوغة
وما في الحي سمار
سوى وجع القصيدة
في بحار الأزمنة
الآن
يا ليلى تردى السيف
من كفَّيَّ قنبلة
إلى صدري
وفي عيني
أخاديد السنين المحزنة
عفوا
حصاني لم يعد يهوى المعارك
كلها وهم
تناثر في العقول
مواسم الإخصاب
أعلنت انعدام ورودها
والضوء عانقه
شحوب الأمكنة
-ستموت يوما واقفا
بل كل يوم سوف يقضي نحبه قلبي
ولكن
كي يظل مجللا
ومكللا بالغار
سوف يظل يعبث
بين ساح الشيطنةْ
- ستموت يوما كالفوارس واقفاً
- بل مثل جرذ يا رفاق
مقوقعاً .. وسط المياه الآسنة
النار تحت وسادتي
وقصائدي جمر تلهب
في زوايا المدخنة
أين الطفولة ؟
كذبة
وتداخل الأحزان مُرٌّ
فوق كل الألسنةْ
متهالك قلبي
غريب
تائه
هل فيكمو قلب وفيُّ
قد يعود به
يعانق موطنهْ ؟.؟
عفواً
فإن النار بين جوانحي
وعلى يدي
تبقى الندوب المزمنة
عفواً .
غنائي يا رفاق نياحةٌ
فالحزن ضعف كآبتي
والذكريات تمور
بين جوانحي
وقصائدي
هي خربشاتٌ
من
أصابع .. واهنةْ !!      

وصية إلى ملك
صغيرتي
التي تخب في لفائف الحنانْ
إليك يا حبيبتي وصيتي !
في عالم تحيطه الدماء والنيران
ولم يعد للحب يا صغيرتي مكانْ
أوصيك بالوطن ..!
أوصيك بالإنسانْ ..!
أوصيك يا صغيرتي
أن تجعلي السلام مبدأ الحوارْ
فالحب يا صغيرتي
يمهد الدروب للنهارْ
ويفتح القلوب للخضارْ
ولتجعلي الكتاب
أول الطريق للقمرْ
لا تقطفي الزهرْ
ولتعشقي المطرْ
فإنه يغسلنا
من جفوة البشرْ
ولتسألي الذين قدموا أرواحهم
هدية إلى الوطن
إن استطعت يا صغيرتي سؤالهم
_ رخيصة أرواحكم
تلك التي تقدمونها إلى الوطنْ ؟
ستقرئين ردهم
يطل من عيونهم
_ بل غالية
لكنها مهما غلت
فلن تكون يا بنيتي
أغلى من الوطنْ
ولتسألي الذين يسهرون
في المصانعْ
وجندنا الذين يسهرون
يردعون كل طامعْ
والعاملين في المزارعْ
_ لماذا أنتمو هنا ؟
ستقرئين ردهم يطل من عيونهم
_ لأجل رفعة الوطنْ
نموت يا حبيبتي
ليزدهي الوطنْ
نموت يا حبيبتي
ليزدهي الوطنْ !!
29 / 3 / 2008 م








تنويع على مقام الوهم                                                                                                                     

- أنا لن أغيب سوى سنة
وتركتني
أمضي بحزني
 فوق جسر الأزمنة !
وتركت لي قبل الوداع
بطاقة
" كوني بحبي مؤمنة "!!
       * * * * *
ومضت سنة
أرسلت لي فيها ثلاث رسائل
تشكو إلي الوحدة الخرساء
في كلماتك المتدينة !
    * * * * *
ومضت سنة
أرسلت لي فيها
 خطابا واحدا
كلماته متمدينة !!
وأبي يعنفني
لأني أرفض العرسان
رغم وجاهة المتقدمين
لأنني
مازلت أرفض
أن أصير بناظريك
الخائنة !!!
* * * * * * * * * *
ومضت سنة
عني انقطعت
فهل نسيت حبيبة
أوصيتها قبل الوداع
بأن تكون بحبك المزعوم
دوما
مؤمنة !!؟
ومضت سنة
وأراك تدخل شارعي
بيديك سيدة
تقدمها إلي
ب " زوجتي " !
فأمد كفي في ارتعاش
نحو عيني اللتين احتارتا
بين
الدموع
الساخنة !!!!!!
                                         23/9/2007
                       
                          





قيـــود
فكي قيودي من يدي
أنت المروءة في زمان
غال كل قصائدي
أنت اخضرار مواسم العشاق
يا ألَقاً ينام
على طريق الموعدِ
إني لأجلك قد فتحت مدائني
وحففت بالزينات
بهو معابدي
فلتدخلي !!
ولتشعلي
شمع التبتل
في جناح تهجدي
كل القصائد من عيونك تبتدي !
*  *  *  *  *
فكي قيودي من يدي
ولتقتلي سجاني الملعون
يا حرية
كتبت نشيد الحب
في وجه الغدِ
يا شعلة الوجد الشفيفِ
أنا بنورك أهتدي !
ما زلت ترفضني البلاد
ولم يزل قلبي
يصارع كبوة المتمردِ
*  *  *  * 
حتى ولو جهل الأنام حقيقتي
أنت الوحيدة
من تعي معناي
لفح لظاي
منذ المولد !!
*  *  *  * 
فكي قيودي من يدي
أنا لست أومن بالهوى
من خلف باب موصَدِ !!
أنا لست أومن أنَّ
عصفوراً يُغَنِّي
خلف قضبان الشتاء الباردِ
أنا ليس تبهرني النجوم
الواقعات
على فخاخ الفرقدِ !!
*  *  *  *
قومي بنا
فالأرض تحكمها القيود
ولا مكان لعاشق
أو عابدِ !..!
                                           1/1/1998
    

     



ما غادر الشعراء غير شجونهم
إلى الشاعر الكبير  عبد العزيز سعود البابطين
ما حيلتي ؟
لم تشرق الشمسُ الجميلةُ
واجتواها الكوكبُ 
تحتلني لغة الغيابِ
وغربتي سوط ٌ
يعذبني
ولا يتعذبُ
صمتي رماد الأمنياتِ
اسَّاقطت أشلاؤها
في موقد الحزن
الذي لا يذهبُ !
تنتابنا سكرات أغنية الوداع
وجرحنا
في كل ناحية بقلبيْنا
لظى
يتلهبُ
ما غادر الشعراء غير شجونهم
ورفات أحلام
على جمر الرؤى
تتقلبُ
يا أصدقاء النزف
ذي أملاكنا
حزن يسامر جمرة
ورؤى تحطم قيدها
فلم أراكم مهطعين لقيدكم ؟
ولحلمنا المأمول لم تستوعبوا ؟؟
نحن النهار المرتجى
يغزو مدائن موتنا
ويصارع اليأس
الذي من حرفنا
يتصبَّبُ !
لم ننكسر رغم الجراح
ولم نزل نعدو
بمضمار التسابق
لم نزل نتوثبُ
هذا" مثار النقع "
فوق جباه أحرفنا؛
وفي هاماتنا
ذاك الشموخ السنديانيُّ
الذي لا ينحني يوما
ولا يتذبذبُ !
هذا جناح الحرف لا تتعجبوا
مدت حروف الأمنيات جناحها
فلتركبوا
يا أصدقاء الحرف
في وطن
يطأطئ هامة النخل السَّموقِ
ويصطفي منا ركاباً
لن نسلم راية المجد القديم
بموطن
قد بات بين خنوعه
يتكبكبُ !!!
غنوا معي للفجر
يخرج ساطعاً
لا يستوي من يزرع الشمس الجميلة
في غياهب دربنا
ومن استكان إلى الظلام
فعاث فيه المغربُ
هذي شواهدنا
سنكتب فوقها
" نحن الذين استعذبوا أوجاعهم
واقتادهم للنور
فجرٌ طيبُ !!!














الخريف
هو الآن يرحل
عبر دروب المنى المرجأة
يسامر حزناَ قديماً
وحلماً تناثر
بين مصابيحه المطفأة
يصافح في صحف اليوم
يأس الأماني
ويقرأ ما قد تيسر
من سورة الأصدقاء
الذين مضوا
فوق أحزانه الناتئة
ويكتب عن وطن
لم يزل يزدريه
وعن سيدات تمنعن عنه
وأغنية عن حبيب بعيد
ويبحث في بحره الهائج
الآن
عن لؤلؤة !
ويكتب عن سيرة الورد؛
بوح السواسن للياسمين؛
بكاء البنفسج فوق الغصون ؛
نقاء البياض
إذا الفل باح بمكنونه
للحبيب الذي بالهوى
فاجأه !!
*  *  *  *  *
يحاول ترتيب أوراقه
الآن
في سنوات عجاف
يحاصره الآن
جدب الخريف
يقصقص أوراق أعوامه
يا لهذا الخريف !
ترى
من
بأحزانه
نبأه ؟!                          
   10/11/2007











الـهــروب
(1)
أريدُ الهروبَ من الحزنِ
من كُلِّ وجهٍ حزينْ
ومِن كل أغنيةٍ تنزفُ الدمعَ بين سطورِ الحنينْ
ومن كل مهزلةٍ عشتُ فيها
وأنْ أتبَّرأ من كل شعرى عن الياسَمِينْ
وأنسى فتوحاتِ وهمي
وجُرحَ انهزامي
أمام صهيلِ السِّنينْ
أُريدُ الهروبَ
مِن الفِعلِ .. والإسمِ .. والحرفِ
مِن سيبويهِ .. الخليلِ .. الفرزدقِ
مِن كل أزمنة السابقينْ
أحاولُ أنْ أوقفَ البَوْحَ
أُحْدُوَّةَ الحُلمِ
أنسى التواريخَ والخائنينْ
أريدُ الهروبَ مِن الجَزْرِ والمَدِّ
والوصلِ والصَّـدِّ
مِن عَبْلُ .. مِن بُثنُ .. مِن عَزُّ
مِن كُلِّ كُلِّ النساءِ
اللواتي سَكَنَّ عيوني
وأوراقَ شِعْري
وأوتارَ عودي
مِن العاشقاتِ .. مِن العاشقينْ
أحاولُ أنْ أتبرَّأ من كُلّ ثوبٍ قديمٍ
ومِن كل حُلمٍ عقيمٍ
 ومن كُلِّ وجهٍ يُصادقُ خَطْوى مِنَ السَّائرينْ
وأنسى التسكُّعَ
بين دروبِ النواسِيِِّّ
والمتنبِّي
ودرويشَ
والموتَ في صَوْمَعَاتي مع الحائرينْ
(2)
أُريدُ الهروبَ من اللَّيْلِ
حين تُغلِّـفُه مسحةٌ من أنينْ
وحين تغيبُ الوجوه بهِ
خلفَ أسوارِهِ
والعيونُ الرواصِدُ
تستنظِرُ العائدينْ !
مللتُ التَّسَوُّلَ في الصبحِ
بين الرفاقِ
لعلي أصيبُ قليلَ الحنانِ
قليلَ ابتسامٍ
فتنهرني أوجهُ العابسينْ
أريدُ الهروبَ من الليلِ
حين أعودُ وحيداً
تَخَطَّـفُني أحرفي والخواءُ المَشينْ
مللتُ البكاءَ على مَنْ مضوا
مللتُ الغناءَ إلى الوافدينْ
(3)
أريدُ الخروج مِن الأزمةِ الطَّاحِنَهْ
وأخلع عنى عباءةَ حلمي الذي هَدَّني
وأوقفُ هذا الصُّراخَ / النزيف /
الذي يُـقْـلقُ العابرينْ
أكفكفُ دمعاً تناثر – عُمراً –
فأغرق كل حقولِ الرؤى
وأتلفَ كُلَّ زهورٍ
تُبَرْعِمُ في دَوْحةِ الحالمينْ !
أُجاهرَ بالرفضِ
في أوجُهِ الغاصبينْ
أحَرِّرُ كُلَّ السبايا
وأُطلِقُ كُلَّ الطيورِ الحبيسةِ
في حُجراتِ الغُزاةِ
وفي وَرَقِ الذاهبينْ
وأطلِقُ كُلَّ النوارِسِ
تَسْبَحُ في زُرقةِ البحرِ
ثم تحُطُّ بأعلى الجبينْ
(4)
أحاولُ أنْ أشطُبَ الماضِيَ المستبِدَّ
أقوِّمَ كُلَّ الجياد الكسيحةِ
أنْفُثَ فيها الإباءَ
الذي شوَّهَتْه يدُ المعتدينْ
أُعيدَ الضياءَ
إلى كُلِّ عينِ سباها الظلامُ
إلى كل قلبٍ
غزَتْهُ رياحُ الفِراقِ
فضل الطريق إلى الطاهرينْ
وأكتب للبحرِ صكَّ احتجاجٍ
على ريحه الهوج ،
أمواجه العاتياتِ ،
وأطلب منه
بألا يكون من الجاحدينْ
أريدُ الهروبَ
إلى عالمٍ لا يغني
- ابتهاجاً –
لموت السنينْ
(5)
أحاولُ أنْ أرسم العمر
بيتاً صغيراً
يضم صديقاً
ووجهاً جميلاً
فتأتي خطوطي
شريدات حزني
عليها ظلال الأسى المستكينْ
إلى أين أهربُ ؟
للمستحيل ؟
وفي كُلِّ دربٍ فؤادٌ كسيرٌ
وصمتُ الحزانى
- مخيفاً – يرينْ
وأصرخُ وحدي
فلا لي صديقٌ
ولا ليَ أنثى تضمدُ جرحي
ولا عيدَ يأتي على العاجزينْ !.!
ولا البحرُ ينجي مِن الريحِ طفلاً
إذا اجتاحت
الريحُ – يوماً –
 سـفـينِْ
أريدُ الهروبَ مِن الحزنِ
لكنْ
يمزقني الحزنُ
في
كلِّ
حينْ
وما زلتُ أصرخْ :
أريدُ
الهروبَ
مِن الحزنِ
مِن كُلِّ
وجهٍ
حـــزيــنْ !.!.!
                                               يناير 1998م
 
 










شجر من أنين الجراح
ومازلت تجلسُ
في كل ليلٍ
تحاورُ هذا الفراغ الفسيحَ
وتقرأُ
وِرْدَ الأماني المُضاعَهْ
أيَا سندبادُ
الذي عاش يرحلُ
عَبْر البلادِ
يسامر موجَ البحارِ
ويرفعُ
فوق بحار الأماني شِراعَهْ
تُراكَ
تعدَّيْتَ حَدَّكَ
حين حَلُمتَ
بأنْ يُرجِعَ العمرُ
حلمَ الليالي
الذي قد أضاعهْ  ؟.!
تراك
تعدَّيتَ حدَّكَ
حين رحلت
إلى جزر من بخور السراب
وعطر التوهم
وابتعت منها الحكايا المباعةْ ؟ . !
******
كأنك
فوق سماء الحقيقة
 طير يحلق
دون جناحْ
 يشيد عشاً
من الأمنيات
على
شجر من أنين الجراحْ
ويرسل
عبر الظلام التحايا
لكل رفاق الزمان المباحْ
ينام
على جدر الإنتظار
 ويحلم
– يوما –
يعود الصباحْ  !
*****
أيا سندبادْ
أيا وطناً من سعير التغرب
والابتعاد
تشابهت الأوجه المستعارةُ
والجارحونَ ،
تشابهت الأوجه المستحمةُ
بالإفكِ ،
كل الحديث هراءَ معادْ  !
وهاأنت
تجلس في آخر الشوطِ
تقرأ
ورد السنين الجديبهْ
وتبكي
على وطن
في الفؤاد ينامُ
كمثل عيون الحبيبهْ  !
تسافر ؟
كيف ؟
وحلمك
هل تحتويه الحقيبهْ ؟ 
*****
أيا سندباد الذي حاصروه
وما لان يوماً
ولا قد وهنْ
ولا سلم الراية
الغاصبين
ولا باع – يوماً –
تراب الوطنْ
ستبقى طويلاً
حكاية حبٍ
تعلمنا
أن أرواحنا
– لأجل البلادِ –
أقل الثمنْ
وأنا
نموت
ليحيا الوطنْ  !
وأنا نموت ليحيا الوطنْ  !

29 مايو 2002




محتمل
قال لي صاحبي
 قبل أن نفترقْ :
لمْ تعدْ بيننا
جمرةٌ تحترقْ !

* * * * *
قال لي :
إننا في الزمانِ الغلطْ
أمةٌ
تحتفي بالحلولِ الوسَطْ !

* * * * *
قال لي :
يا صديقي لم يعد ممكنا
أن أرى فرحةً
دون أنْ أحزنا !

* * * * *
قالها وابتسمْ :
إننا قد نسينا
أنْ نُحَيِّي العلَمْ !
واسْتَبَحْنا القسَمْ
الفؤادُ انقسَمْ !

* * * * *
قال لي : تمتعضْ؟
إننا أمةٌ
لم تعدْ تعترضْ !

* * * * *
قال لي ليلةً :
هل نبيع الوطنْ ؟
قلت :
مَن يا ترى
 سوف يقضي الثمنْ ؟
من ترى يشتري
قِرْبةً
مِنْ شجنْ
قال لي :
محتملْ ؟؟
قلتُ :
يا صاحبي
لم نعد نشتهي
غير
بعض
الأملْ !

                                 21 أبريل 2007





مازال عطرك في يدي
هذا أنــا  
هل تدركينَ ؟
وهل بوسعِكِ يا عيونَ الليلِ
أن تتحولي
 فجراً وضيئاً
يحتفي بتمردي .. ؟
هذا أنــا..!
ألَمٌ يسافر
 في دماءِ الذكرياتِ
ويقتفي أثَرَ ابتعادِكِ
عن مداري ..
سافري
فأنا المقيمُ
على رمالِ تشُّـردي !
هل تضحكين
على جنونِ حرائقي ؟
وأصابعي جمرٌ
تلهَّـبَ
والحروف مِدادُها
دمعٌ يسيلُ..
وقصتي ماتت ..!
وهاهو حُـلـمُنا
يمضي كطيرٍ شاردِ !
بيني وبينكِ
غنوتان
ودمعتان
وقصَّـتان
لقاؤنا.. ووداعُنا
هل تذكرينَ ؟
أم استراح القلبُ
مِن أطيافنا ؟
أما أنا ..!
ما زال عطرك في يدي !
بيني وبينكِ
لم يزلْ يقفُ السؤال ُ
الحائِـرُ المكسورُ :
أين حبيبتي ؟
وأنا أموتُ
على مِـهَـادِ وداعِنا
أجترُّ أحزاني
فيمضغني الأسى
فأسيرُ يحملُـني
جناحُ تردُّدِي !
- خانت .. فخُـنْ !
- لا ..
لا تخونُ العهدَ مَنْ عشقََـتْ
وذابت في مياه عفافِــها
ومَنِ اصطفاها كُلُّ حرفٍ
مِن حروف قصائدي !
هذا أنا .. !
أمضي على دربِ اللظى
وحدي شريدَ الخَطْو
يحملني رجاءُ الموعدِ !
أترى ..
سيخضَـرُّ المدارُ بخَطْوها
وتعود لي جذْلي
تغرد مثل طيرٍ عائدِ ؟.!
                               29ديسمبر 2007 م



رسالة إلى السيَّاب

"ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ "
قد قالها السيَّاب
قبل أن يرى العراق
زاحفاً على أكفِّه
يقبل النعالْ !
وقبل أن يرى العراق
ضائعاَ
تحوطه همومُه الثقالْ
وقبل أن يرى العراق
كعكةً
تنازع الذئابُ فوقها
فمزقته منهمُ
النصالْ
* * * * * *
"ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ "
لو أنك انتظرت يا سيَّابْ
لَهَالَكَ الفراتُ
نجَّسَتْهُ وَلْْغةُ الكلابْ !
لَهَالَكَ الذين يشطبون مجدَنا
ليكتبوا مكانه
" المجدُ للذئابْ "
لَهَالَكَ التاريخُ
تمتطيه ثُلَّةُ الأذنابْ
تلك التي استباحت
المساجدَ
المآذن
القبابْ !
لو أنك انتظرت يا سيَّابْ
لَهَالَكَ الأغرابُ
يغلقون في وجوه
" أهل الدار "
كُلَّ بابْ !!
* * * * * *
" ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ "
هذا هو العراقُ بعد أن مضيتَ
جرحُنا الكبيرْ
قد اغتدى حكايةً حزينةً
يلوكها الكبارُ
دون أن تهتزَّ شعرةٌ
مِن هامة الضميرْ !
وشعبنا الهزيلُ
قد غدا على أكفِّه يسيرْ
وهاهم الأذنابُ
يسرقون حلمَنا
وخبزَنا
ومائَنا
لكي نموتَ
في معامعِ السعيرْ !
* * * * * *
"ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ "
وها هو العراقُ
بين شِقَّيِ الرحَى
يُداسُ بالحذاءْ
تحوطه المُجنزراتُ
والقنابلُ المسيلةُ الدموعِ
والبغاءْ
وهاهو العراقُ
مهدُ النورِ
يطفئُ اللصوصُ
في نهاره الضياءْ
ونحن في صفاقةٍ
نعاون اللصوصَ
في الخفاءْ !
* * * * * *
"ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوعْ "
كَجُثَّةٍ
ينام جرحُنا الكبيرُ
دون أي صوتْ !
الآن يا سيَّابُ
هل يصح أن نقولْ
" ما مرَّ عام
والعراق ليس فيه
موتْ "!؟
ما مرَّ عام
 والعراق ليس فيه موتْ ؟؟

21 أبريل 2007




صمت الحمام
مِن أين أبتدئُ الحكاية ؟
إنني ما عدتُ أعرفُ
ما أقولُ !
يَبُسَت حروفُ قصيدتي
وتخشَّبَت أوصالُها
سقطت أغاني المجدِ
إذْ سقط النخيلُ
بغدادُ
يا جُرح الجراح
ويا مدي
نمضي به حيرى
يحاصرنا الذهولُ ..!
إني لأذرف 
ما تيسَّر مِن دموع مذلَّتي
ودمُ الكرامة
في الطريق يسيلُ
تعبت خُطاي
على دروب تشتُّـتِي
وحدي أُقاومُ
والطريقُ طويلُ
طعمُ الهزيمةِ في فمي
وعلى يدي
ثلج انسحاقي
قاتِلٌ .. وقتيلُ
اليأسُ يسكن غنوتي ،
وقصيدتي
ترنو إلىَّ
كمُهْرةٍ
شابت
وأتعبها الصهيلُ
مِن شرفتي
أرنو لأفقٍ مُعتِمٍ
نَسيَ الحمامُ
على ستائر شُرفتي  
أحلامَه
مُذْ صادروا
حق الطيور بشدوها
وأنا إلى صمتِ الحمامِ
أمـيـلُ !..!
  
25/12/2008 م



                      


         

          برقيات إلي غزة
(1)
إلي غزهْ
إلي غضب
تفجر من شرايينٍ
هي العزةْ
أحييكم ..
بكل الخزي أوصيكم
بألا تنحنوا للريح
حتى لو لسان الأمةِ الجوفاءِ
سيفُ الجُبنِ
قد جزَّه !
(2)
أنا غاضبْ
وفوق أسِنَّةِ الأحزان ِ
أمضي
دونما صاحبْ
كلاب الأرضِ تنهشني
ويشرب مِن دمي
الغاصبْ
وآخرُ ما تغني الريحُ
- فوق مدينتي- 
" حاربْ " !    
(3)
بلا ذنبٍ ..أدانوني
وألقوا بي إلي الجُبِّ
وقالوا : الذئبُ يا أبتي 
وهم أقسي
من الذئبِ
وعند القحط جاءوني
فكِلْتُ لهم
بضاعتهم
وأطناناً من الحُبِّ !
(4)
أنا في البئرِ يغشاني
صقيعُ الليلُ
والعتمة
وهم كذبوا علي أبتي
وألقوني بلا رحمهْ
لماذا نعمة الحُسنِ
وحُبُّ أبي
غدا .. نقمَهْ ؟
(5)
لقلبكِ
أغنياتُ البحر
من موجٍ .. ومن ريحٍ
ولي وحدي
أنا
حزني 
وآهاتي وتبريحي
لكِ الغيثُ
الذي يهمي
وفلُّ الدوحِ .. عطرُ الوردِ
والشيحِ
ولي جدْبٌ يحاصرني
ويأكل خُضرةَ الروحِ !
2009 م                    







                      القسم الثاني







الفل المحروم

يقول البنفسج للفل :مهلاً
                      بياضـك يجرح لي كبـريائي!
فإني ارتديت ثياب الحداد
                      وأنت ارتـديت ثياب البـهاءِ.
تصبِّر أنت قلوب العذارى
                      وتبـكي عليَّ عيون السماءِ !
تسافر أنت إلى كل فـرح
                      وحزني يسافر نحـو الشقاء !
فيهطل دمع من الفل يهمي
                      ويهمس في أذنه في الخفاءِ."
أعوض حرمان قلب المحب
                      وحرمان عمري بغير انتهاءِ "!

4أكتوبر2001








فـــراشــة

هـذي خيول خـواطري تُغريني
                    بالعَدْوِ خلفَ سرابِكِ المجنونِ .
مَنْ أنتِ يا مَنْ قد أعدتِ طفولتي
                    لَحـناً حميميَّ الرؤى يشجيني ؟
ويعانقُ القلبَ الجـريحَ .. كأنَّـه
                    شَطَْ النجاةِ لقـاربي المطعونِ .
عـيناكِ مُنْطَلَقٌ لكلِّ قـصائـدي
                  وسناكِ مُفْـتَـتَحٌ لِكُلَّ شُجُوني !
وأراكِ تَأتلِقـين مثلَ فـراشـةٍ
                   حَطَّتْ على غُصنٍ مِنَ اللَّيْمونِ .
الشوكُ أدمـاها وجَـرَّحّ ثغرها
                   لكنها تـأبـى وداع عـيونـي .
خبَّـأْتُها في أضلعي .. لكـنها
                   أبـتِ الحـياةَ بعـالمٍ مَسْجُونِ .
أسكَنْتُها عينيَّ قالت – في أسى-:
        عـيناكَ مُنْتَجَعٌ لِكُـلِّ حـزينِ .
فحملتها  مابين كَفَّى- هامساً- :
ْ                     هذا مُقـامُكِ بين ضوءِ جبيني.
                                     
19/3/1998 م




فُكِّي سلاسل أحرفـي

أعلنتُ حُبَّـكِ  واحتمـلت ملامي
                وجعلتُ حُبَّـكِ غُـنـوةَ الأيـــامِ

ورسمتُ في عينيكِ خارطةَ المُنى
              وهـربتُ بين يديــكِ من أوهـامي 

فُكِّي سلاسل أحرفي ، كي ينتمي
               لمواسم الأزهـارِ جـدْبُ كلامي !.!

رُدِّي علىَّ ثيابَ فرْحي .. إننـي
               عــارٍ بعـصـرٍ يمتطـي أحلامي

هلا رأيتِ الدمعَ فوق وسادتي !
              وجموح لَـيْـلِـي يستطيبُ فِصامي

الحزنُ يسَكُنُ في رحابِ قصيدتي
            وتنــامُ ريحُ الشَّــكِّ في أنسامي 

وطني عيونُكِ ؟ أم نُفِيتُ إليـهما
              ماءُ الحياةِ ؟ أم احتضار الظَّـامي ؟

هذا أنا - لو تدركين صبــابتي
              أمضى إليــكِ تُحيطني آلامــي !

تستقرئين الآن حُـزنَ ملامـحي
                   والجُــرحُ سِكِّـينٌ تفُتُّ عِـظامي   

ما زلتُ أُشعِلُ مِن وفائي شُعـلة
               لـتُنير دَربَــكِ في ســنينِ ظلامِ

أشتاقُ..والشوق اشتعالُ قصيدتي
               وإليكِ حمَّـلـْتُ النسيمَ غــرامي

أرسلتُ ألف رسالةٍ أشكو الجَـفا
                ضــاع البريدُ بدربــكِ المُتَعامي

تعِبَتْ مراكبُنا .. وتاه دليلُــنا
                 والأُغنياتُ – الآن – نَوْحَ حـمامِ !


هذي ملامحُنا

        سنكتب فوقها :
                    " نحنُ اليتامى

                             خِـلْـفَـةُ
                                          الأيتـامِ
28/11/2007
          



متـى تعـود ؟

رفاقي هل يسرُّكمُ اغتـرابي ؟
                     وحـزني بين بُعدي واقترابي ؟

أراكم مِن خِصاصِ الحلم فجراًً
                      يُنيرُ أزِقًّـتي بين الشِعـابِ  !

 أراكم تُعشِبُ الكفًّـانِ ورداً
                    و يأتلـقُ الربيعُ بِـوَجْهِ بابي !

يُباغتني السؤالُ: متى تعودُ؟
                     يُراوغني الجوابُ بـلا جوابِ .

أنـا في عُتْمةِ الأيام أمضي
                     وحيـداً فـوق أشواكِ العذابِ .

أُطًرِّز مِن حروف الوهم قصراً
                      لـه مـن أدمعي مليونُ بابِ .

يُضئُ القصرَ مصباحٌ شَحوبٌ
                     عَـلَتْ أحـداقَه كُـتلُ الترابِ .

تُقاسمني السريرَ همومُ عمري
                    و تُلقي الرحلَ دوْماً في رحابي .

و أزهارُ البنفسجِ تصطفـيني
                    صديـقاً فـي ليالي الإكتـئابِ .

وتمنحني نياشـينَ انتظاري
                   لِحُـلْمٍ ساكنٍ قـلبَ السًّـرابِ  .

وبين تشرُّدي في أرض وهمي
                   و أغنـيتي يمزقـني انتحابي  !

حلبتُ سحابةَ الأحزانِ وحدي
                  و أشهدْتُ الزمانَ على اصطخابي.

و قلتُ : أعودُ..يحملني حنيني
                   فَـتَاهَ العمرُ في طُـرُق الغيابِ .

                                  
25/10/2008

    





رسالة من سوسنة تحترق

هـانـت عـليك مـودتـي
                    وكـرهتني ؟ مـاذا جــرى ؟ 
وقـد استبحـتَ حـدائقـي
                    وسرقــت منــي الجوهـرا.
وأنـا بذرتُ من الوهــومِ
                     مشـاتــلاً لـن تُـثْـمِـرا .
إلا لـظـىً في أعــيُـني
                   ورمـادَ حُــزنٍ بُـعْـثِــرا .
يـأيـها الـرجـلَ الــذى
                   مَـلَّـكْـتُـهُ كُــلَّ الــذُّرى .
ووهبتُـه عُـمراً خـصــ
                   ـيباً.. يانِعاً .. مُـخْضَوْضِـرا .
مـاذا فـعـلـتُ لكي تصـ
                  ـيرَ على فـراشي خِـنْـجَـرا ؟
أوَلَـمْ أكُـنْ بقـفارِ عُمــ
                   ــرِكَ مـورداً مُـتَـفَـجِّـرا ؟
أم كـنتُ للـوهـمِ الــذي
                   تهواهُ – عُـمْـراً – مَعْـبَـرا ؟
أنا لم أجِـئْـكَ لكي أُعاتـ
                   ـبَ مَـيََّتـاً لـن يَـشْـعُـرا .
أنا قد أتيتُـك أيـها السَّســ
                   ـادىُّ كــي أستَـفْـسِــرا .
فجـراحُ قـلبـي حالفــا
                    تٌ أنـها لـن تَـغْــفِــرَا .
أبْـحِـرْ بزرقـكَ اللـعـينَ
                         فـلـيـس بحـري عاقِــرا .
هانـت عـليـك مـودَّتي
                   فـرمـيتَ بِـيَّ إلى الـثــرى!
أنا لستُ أعجبُ من جَـهو
                   لٍ لا يحِـبُّ الـمَــرْمَـــرا .
لكـنَّ قـلـبي لـن يعيـ
                  شَ الـعـمـرَ فـيكَ مُـخَـدَّرا .
ما عـاد يبهـرني بـريـ
                   قٌ كـان – يـوماً – مُبْـهِـرا .
أنا قـد قـتـلت سـذاجتي
                  وسئمـتُ عَـدْوَ القَـهْـقَـرَى .
نَـهْـرُ انفصامك لن يشُـدَّ
                  عـواطـفـي كـي أُبْـحِــرَا .
وجـفافُ رعـدِك لن يشُـدَّ
                    سمـاحـتي كـي أُمـطِــرَا .
دعني وغِبْ يا مَنْ سرقــ
                   ـتَ من الجِـنـانِ الكـوثـرا .
يا مَـنْ هـدمتَ معـابـدي
                   ومـدائـني .. واسْتَـغْـفَـرا .
وسَلَـبْـتَـني حُــرِّيّـَتي
                  فـشـدوتُ لـحـني مُـقْـهَرا .
هـذي الـزوابعُ لـن تشُلَّ
                  أُنـوثـتي مـهـمـا جــرى .
إنْ جـفَّ نـبعٌ ألـفُ نبـ
                   ـعٍ  دونَــهُ لَـنْ يُـقْـفِـرَا .
أوَ ما ترى هـذي الرياض
                      على الخـدودِ أمـا تـرى ؟
وأزاهـرَ الـتـفـاحِ تُعْـ
                    ـلِنُ عن ربـيـعٍ كُـــوَّرا ؟
ومـزارعَ الـنـعناع شا
                     غَبَتِ  الفـمَ المُـتَـعَـطِّـرَا .
شـفـتايَ أمـطرتا نبيـ
                     ـذاً  للـسكـارى أحـمـرا .
مـاذا تقـولُ ؟ تعودُ لي ؟
                      أيعـودُ عُـمْـرٌ للـوَرا ؟...؟
26/11/1997 م










       



على ضفاف النرجس

عـيناكَ مـوطنُ أحرُفي ويقيني
                  ومزركشاتُ قصـائدي وفـتوني .
يأيها النـهر الـذي مـن صفوِهِ
                   كـانت بـداية رحلةِ التكـوينِ .
قُلْ لي – بربكَ- هل غدوتَ تملُّني
                 وتمـلُّ آهـاتِ الأسى المجـنونِ ؟
أوَ ما شعرتَ النارَ بين جوانحـي
                  وشعـرتَ رعشة لهفتي وحنيني ؟
خَفقي نزيفٌ دائمٌ فـي أضلعـي
                  قُـلْ لـي أيخضرُّ المدارُ بدوني ؟
                      
                         * * * *
قَرِّبْ شفاهَكَ من خموري واحتسي
              طيري يحـوم على ضفافِ النرجسِ .
وأتركْ يديكَ تنـام بين أصابـعي
                عـيناك تأسرني بطـرْف نـاعسِ .
أنا لستُ مثلَكَ باخلاً هذي يــدي
               خُد ما بـدا لكَ مِن سعيـرِ الملمسِ .
أرنِي ابتسامات الصباحِ إذا نـدا
               أنـا لستُ أومـن بالغـرامِ العابسِ .
أرني ارتقاصَ الغصنِ حين يهزه
               طـرَبُ النسيم مع الـربيع المائسِ .
                       
                        * * * *
يا مَنْ زرعتَ الشوكَ بين سنابلي
               قـرِّبْ يـديكَ تعـانقـان أنامـلي .
أنا لستُ مثلكَ جـفوةً ،إن الهوى
                  لحـنٌ ترجِّـعُه جـميعُ بلابـلي .
قرِّبْ يديكَ ، الثلجُ يعصر في يدي
                  والريح تلهو بالوحيد الأعــزلِ .                                                                                                              
أشِعلْ لقلبي مـن ضياءِك شُعـلةً
                أنا مَنْ أضاءَ سُراكَ زيتُ مشاعلي .
وازرع بدربي وردةً فأنـا الـذي
                 قـد عشتَ عـمراً هانئاً بمشاتلي .

20/1/1998م











اللحن الأخير

و مضيتُ بعدكَ يا حبيبَ العمرِ وحدي في الطريقْ  .
و أرى الحياةَ بأسْرِها  عن حـمل أحزاني تضيقْ  .
و أنا و أنتَ كزهـرتين ذَبولتين  بـلا رحيــق  !
* * *
ساءَلتُ عنك الفـجرَ حين أطلَّ بالوجه الشََّـحوبْ .
أين الذي أحببتُهُ ؟ يا سـامعاً نبضَ القلوبْ  ؟  . ؟
فبكى،و أبكى مهجتي ،ومضيتُ وحدي في الدروبْ .
* * *
يا أيها الفجر الذي ما زال يـغـمر عـالـمـي   .
أصبحتُ – بعدكَ – تـائهـاً أحسو مـرارَ هزائمي .
عمري خريفٌ دائمٌ ، كنتَ اخضرار َمـواسمــي  .
* * *
ساءَلتُ عنكَ الشمسَ حين توسطت كبـدَ السماءْ   .
- أيـن الـذي مازال يسري عـشقُهُ بين الدماءْ  ؟
الشمسُ تعلنُ : ( حبُّكم قد ضاع بين الكبرياءْ  ) ! !
* * *
يا شمسَ عـمري لم أزلْ أرنو إلـيكَ مع الـصباحْ .
أصحـو على صوت الهوى يعوي كما تعوي الرياحْ .
و أُحـسُّ أني طـائـرٌ يـعدو إليكَ بلا جـناحْ ....!
* * *
ساءلتُ عنكَ الشمسَ حـين أصابها حزنُ الأصـيلْ .
- أيـن الـذي أحببتُهُ ؟ أتُرى هـويتُ المستحيلْ ؟
و سمعتُها تبكي ، و تحكي قصةَ الماضي الطويلْ
* * *
يـا دمعةً خرساءَ سالتْ مِـن عيوني في الظـلامْ .
يا خـنجراً مِـن مـخملٍ مـا زال يحـتلُّ العظامْ  .
أصـبحتُ بعدكَ غـنـوةً حيْرىَ على عُودِ الغرامْ  !
* * *
ساءلتُ عنكَ الليل حيـن تضاحكتْ فيه النجـومْ  .
أيـن الذي عيناه كانت بلسماً يُشـفي الهمـوم   ؟
فاغـبرَّ وجــهُ الليلِ حـين تخطَّفَتْهُ يدُ الغيومْ    !
* * *
اللـيـلُ يبـكـي ! آهِ لـو يجدي على حبي البكاءْ !
لبكيتُ عـمري كـلَّه ولـثمْتُ أطرافَ السـماءْ   .
و رجوتُها ألاَّ يطولَ غـيابُ نـبـعِ الأصـفـياءْ  .
* * *
إنِّـي نشيـدٌ عاجزٌ عن أن يقول سـوى الشـجنْ .
فأنا حـمامتُكَ التي بيديكَ صـافحَـتِ الـوطـنْ   .
و على جبينكَ قد لَهَتْ عُـمْراً ، و عانقـت السَّكَنْ.
* * *
أنا آهةُ مكتومـةٌ بين الضـلوعِ . . .مُـعَـذَّبـةْ  !
و قـصـيدةٌ حَـضـَنـَتْ بهائكَ ،ثُمَّ عادتْ مُتْعَبةْ .
أنا نـورسٌ قد جـاء يشـدو ،حاصـرتْهُ الأغرِبةْ !
* * *
أنا مُهْجةٌ وَلْهىَ وظـمْأىَ في خِـضَـمِّ العاشقـينْ .
تهـفو إليكَ بلوعةٍ ، وبلـهـفـةِ القلـبِ الحزينْ .
كتَبَتْ إليكَ نـشيدَهـا ،وحَـدَا إليكَ بــه الأنيـنْ.
* * *
يا تاركي بين الظلامِ ،يلوكُنـي حُـزْنُ السَّـهَـرْ  .
تلهو بأعصـابي طيوفُكَ فـي متاهــاتِ الفِـكـَرْ .
أنا موجةٌ حَيْرَى تَقَاذَفُها الشواطئُ في البَــحَــرْ .
* * *
أشـواقنا نـادتْ علينا مـن زِحاماتِ الـوجــودْ .
كي ننقشَ الحب العظيمَ على صِحافٍ مِن خُلــودْ .
فـإذا بـأُغـنيـةِ الهوى آهـاتِ لحْنٍ فوقَ عُودْ !
* * *
إنـي رأيْتُكَ فـي الظـلامِ مشاعلاً تَهْدي خُـطايْ .
فإذا المشاعلُ جُذْوةٌ كالنارِتأكلُ فــيحَشـــايْ .
و إذا الخُطى دمـعٌ شَـرودٌ صـادرٌ مِنْ عيْنِنايْ  !
* * *
هل تذكر الحلمَ الذي قـد عـاشَ يكــبر بيننــا؟
يا مَن إلى عينيه تحـمـلني الصـبابةُ والمُـنى  !
أتُـراكَ تُــدْركُ أنَّه مــا زال يبـكـي بُعْـدَنا..؟
* * *
يا أيُّـها العطرُ الــذي مازال يُسكرني شــذاهْ  .
أنتَ الحياةُ ، فكيف بَعدكَ يرتجـي قلـبي حيــاهْ؟
يا أيُّـها الـفـجـرُ الـذي مـازال يغمرني سناهْ !
* * *
أوتارُ عُـودي مُزِّقَتْ لمَّا انتهـى اللـحنُ الأخـيرْ !
و(الكورَسُ)المغمورُ يسألُ : أين مـطربنا الشهيـرْ؟
فـيُـجِيبهـم عودٌ تحطَّمَ :هـكـذا كان المصـيرْ !
* * *
مـا زال عـطرُكَ يحتوي قـلبي ونبضَ مشاعري .
وأراه يــأوي كُــلَّ ليلٍ في جناحِ خـواطـري .
عُــدْ أيُّـها النهرُ الذي ما زال حـلمَ الـطـائرِ !
* * *
يا واهبي نبضَ القصيدةِ ، هل تموتُ قصيدتــي ؟
يا لـحـنَ حُلمٍ لـم تـزلْ تـهـفـو إليه ربابتي .
أنـا فـي رحـابكَ طـائرٌ ،عـانقتُ فيكَ خميلتي .
* * *
أنا زهرةٌ غضْبَـىَ تئـنُّ إذا يُخـاصمـها الـندى .
أنا عابدٌ ، ما زال يبحثُ عـن مفاتــيحِ الهُـدى .
عُدْ كي يعودَ العمرُ لي؛ نجمُ التلاقي قــد بــدا !
أكتوبر 1998
وعـــودٌ مؤجَّلَـــة

أيقظ العمرُ جراحي المهملة
                      تستبي خطوي الدروبُ المقفلة

كل أحلامي سرابٌ خـادعٌ
                    ورؤى العـمـر طيوفٌ وجِـلَهْ

كُلما فتًّحتُ بابي لصـباحٍ
                      مُشـرقِ الطـلعةِ ليلي أقـفلهْ

ووعود الحُبِّ ما أمطلَها !
                     كُلُّ وعدٍ حانَ عُمــري أجَّلَـهْ

أجلسُ الآن وحيداً ،أصطلي
                    نارَ أحــزانِ الأسـى المشتعلة

يرسِلُ النايُ أنيناً وصـديً
                   لجـراحٍ لم تـعُــدْ محْــتَمَلَهْ

كلما قلتُ : انتهينا ، عادني
                   وجـهُ أحـلامٍ تـردَّتْْ عَجِــلَهْ

فأرى العُمرَ كِتاباً دامــياً
                     وطريقــاً لحِبَــالِ المقصلة

وأرى الدنيا اتساعاً ضيقـاً
                      وإذا وَقْعُ خطاي زلزلَـــهْ

أحتسى مِن مرجلِ الحزنِ أسىً
                     ودجىً يكسو الليالي المقبلة

أستعير الآن مِن أيامِ عمري
                     بَسْمةً عجفاءَ .. ظمأى .. ذابلة

كي أغني – قانطاً- لحن المُنى
                    لسنينٍ مجـدبـاتٍ .. قاحلة

ليس في مقدورِ قلبي – يا رفاقي-
                    غير أنْ يعْدُو بذََيْلِ القافلة !..!
23/2/2008 م 










أنــا شجـر العـذاب
تراوغني تعابيرُ امتهاني  
                    فأهربُ من زمانٍ غير حانِ  .      

وتمنحني همومُ الليل صوتاً    
                    "غريبَ الوجهِ واليدِ واللسانِ" .

يحاورني الفراغُ وتصطفيني     
                     ظنونُ الليلِ في أوْجِ احتقاني .

أموسقُ غربتي،أشدو جراحي  
                      أنـاشيداً إلى زمــنٍ نفاني .

أسيرُ إلى شُطوط الذكريـاتِ 
                      فتشتعل الدفـاتر مِن دُخـاني .

أعود وفي يدي جـرحٌ قديمٌ  
                      بلون تعَـنُّـتِ الزمنِ الأناني

أنا شجر العذاب شربتُ حزني   
                      وعِشتُ على سِمادِ الارتهان  .

أيا وطني الذي أنكرت صوتي 
                     وأورثتَ القنافِـذ َ صولجاني  .

ولم تدركْ هوايَ ولا حنيني   
                    أنا مازلتُ أرزحُ في اضطغاني .

أنا وحدي..وسوف أظل وحدي 
                     شريداً في متاهاتِ الزمـانِ  .

تبعثرني الظنونُ ومن لظاها  
                      شربتُ النــارَ آناً بعد آنِ  .

وبين متاهتي وجموح حلمي   
                       أسافرُ أبتغي بعضَ الأمانِ   .

على جدران أيامي بقايــا     
                       لأحـلامٍ خَبَتْ قـبل الأوانِ .

وبعضُ قصيدةٍ تأبى اكتمالاً    
                       وتُشعل نارَ يأْسيَ في بَناني .

أيا وطني الذي يفديه عمري  
                       لماذا الآن ترضى بامتهاني ؟

29/7/2008 م


   



نبضُ الحياةِ يموتُ بين أصابعي

الحزنُ أحرق أغنياتي الَّلـيِّنـةْ
                    والحلمُ أمسى ذكرياتٍ مُحْــزِنَهْ        

تمتد كفُّ الليل تحمش جـبهتي
                   ويدُ النهارِ ضنينةٌ مُخْـشَـوْشِنَةْ

وقصيدتي جرحٌ يسافر مُكرَهـاً
                  بين العروقِ ، فهل سيلقي موطِنَهْ؟

أيامُ عمري غربـةٌ في غربـةٍ
                   وأنـا كعصفورٍ يُنادي مَسْـكَـنَهْ

يا أصدقائي .. لا تلوموا أحرفي
                   إنْ أيقـظت فيكم شجـوناً مزمنةْ

نبض الحياةِ يموتُ بين أصابعي
                   والحزنُ مِن لونِ النهايةِ لَـوَّنَـهْ

وأمام عرشِ اليأسِ أركع ساجداً
                   والذُّلُّ يَقْطُرُ مِن عيوني المذعنةْ

إني هنا ..  هل تدركين تعاستي
                    وأنـا حُـطامٌ تزدريه الأزمنةْ ؟

وأنـا نُثارُ حكايةٍ .. عُنوانُـها
                   " قلبٌ تعثَّر في تروسِ المطحنةْ "

هل تشعرين النارَ بين جوانحي
                   وأنـا وحـيدٌ في جميعِ الأمكنةْ ؟

عندي سؤالٌ واحدٌ يا مَنْ لهـا
                  أهـديتُ عمري ذات يومٍ سَوْسَنَهْ

كيف استطعتِ العمر َأنْ تتصَّنعي  
                  دورَ الحبيبةِ..والهوى..والمسكنةْ؟

                          
31/5/2008 م






        


خريطة الغيم

رِتاجُ قلبي ضعيفٌ .. فافتحي بابي
                 يُزغردُ العمرُ.. يزهو لونه الكابي .

وعانقيني صباحاُ يمتطي فرَحــاً
                ويعصرُ الحلمَ-صفواً-مِلءَ أكوابي .

حلبتُ سُحْبَ الهوى أمطرْنَنِي وجعاً
                وأشعل الجـدْبُ نيراناً بأعصـابي .

ألقِى التَّحايا على قـلبٍ بلا وطـنٍ
                 لِينْبِتَ الزهرُ في أعـوادِ أحطـابي.

مُدِّي يديكِ.. امسحي أحزانَ ذاكرتي
                 وزمِّليني بثـوبٍ غيـرِ أثــوابي!

روحي بسيدتي قد عُلِّقَتْ شغـفـاً
                  في دَنِّ فتنتِها عَتَّقْـتُ أعــنابي.

هل لي سواها إذا ما قلتُ:ملهمتي؟
                هل لي سواها إذا استقبلتُ محرابي؟

مِن كفِّكِ الطفلِ سالت أنهُرٌ.. ومديً
                توهَّجَتْ نجـمـةٌ في ليليَ الخابي !

رَّتْلتُ في ضوئها أورادَ قِصَّـتِـنا
                واخترتُ لي لُغةً مِن شدْوِ " زريابِ".

طفولةُ الحُسنِ .. إيقـاعاتُ ثورته
                صديقتي.. طفلتي..أمي.. وأصحابي.

خريطةُ الغيْمِ.. سُحْبُ المستحيل إذا
                 تهْمي سلامـاً على كرْمي وعُنَّابي!

هل تفـتحين معي آفـاقَ مملكـةِ
                   العاشقون بها أنصافُ أغرابِ ؟ !

من دمعهم سَطَّروا أسفارَ غُربتهم
                   حيرى بأحلامهم في كلِّ سِردابِ !

مِن شُرفةٍ تصطفي أحزانهم وقفوا
             يبكون طُهْراً قضي في شِرعةِ الغاب!.!

23 مارس 2009 م








نقوش على كفِّ سيدة

من أجلك يا أحلى امـرأةٍ
                         في العمر سأعزف ألحاني.
و أقول: أحبكِ يا قمـري
                         يا نـوراً يسكن أجفانـي .
يا فرحاً هلَّ على قلبـي
                         فانقشـعتْ سُحْبُ الأحزانِ.
و ربـيعاً طـلَّ بضحكته
                         فاضَّاحَكَ نرجسُ بستانـي.

*  *  *  *  *  *
من أجلكِ يا أحلى امـرأةٍ
                         في العـمر أُغنـي للأيامْ .
و أضُمُّكِ عصفـوراً يأتي
                         و يُنَقّــِرُ شُبَّاكَ الأحلامْ .
و كتاباً من وحي العشـقِ
                         و دعاوى حـبٍّ و سـلامْ.
يا من حين احتلَّتْ قلـبي
                        حرَّرَتِ العمرَ من الأوهـامْ.

*  *  *  *  *  *
من أجلكِ يا أحلى امرأةٍ
                        في العمر ويا وردَ البستانْ.
يا بعـثاً حانَ فأحيانـي
                        من بئر الذكرى و النسيانْ.
أُهديكِ العُمـرَ وأفـديكِ
                        بكنوز اللـؤلؤِ و المرجانْ .
ابتسمي ، تخضرُّ الدنـيا
                        و يجيء العيدُ..بلا أحزانْ !

                                    24/11/2002م














الفرحةُ المُختبئَة

مِشْعَلُ الحُبِّ تُرى مَنْ أطفأهْ ؟
                    أنتِ ؟ أم ريـحُ الليالي الهازئةْ

جَرَّحَ الدمعُ مآقينا ، سُــدىً
                    وخبت نارُ الهـوى في المدفأةْ

فإذا الليلُ سُــهادٌ ومُــدىً
                      وإذا الصبحُ شِــفاهٌ ظامئةْ

نسرِع الخَطْوَ إلى تيه النـوى
                     صوبَ أحزانِ الليالي المخطئةْ

نقرأ الأوجاعَ في سِفْرِ العَـنا
                     وخُطى ليل الضـياع المبطئةْ !

غيمةُ الأحزانِ تهمي ، وأنـا
                      في أسْرِ أيامِ الضياعِ السيئةْ !

أين أنت الآن يا بدري الـذي
                    أشعل القلبَ عـهوداَ مُرْجَـئَهْ ؟

أنتِ يا نبع الحكايا والمُــني
                    ومدارَ الفــــرحةِ المختبئةْ !

أشرقي الآن على أفقي الـذي
                    مُــذْ تباعدنا – رؤىً منطفئةْ !

يملك الإنسانُ مفتاحَ الدُّنــَى
                     إنْ رأى العِشقَ بعينيّ إمـرأهْ !

21/2/2008 م

           







           
الشاعر
أشرف محمد قاسم
مواليد : 2 / 11 / 1971 م
العنوان : نكلا العنب – إيتاي البارود – البحيرة – مصر
ليسانس اللغة العربية / جامعة الأزهر / 1995 م

نشرت قصائده بمختلف الصحف والمجلات المصرية والعربية منذ عام 1994 مثل مجلات (العربي ، البيان ، اليقظة ، صوت فلسطين ، الشعر ، الأدب الإسلامي وغيرها وصحف (القاهرة ، أخبار الأدب ، الأهرام المسائي ، أخبار البحيرة وغيرها )
حاصل على العديد من شهادات التقدير من جهات  مختلفة
يشارك بإيجابية في مختلف الفعاليات الثقافية
صدر له :
- (قراءة في كتاب النأي) الهيئة العامة لقصور الثقافة / إبداعات 2009 م .
- (سهد المصابيح) دار الهدي للمطبوعات الإسكندرية 2009 م .
(هذا مقام الصابرين) جماعة تراب الأدبية بالتعاون مع مركز الخماسين 2010
(شفاهك آخر ترنيمة للحياة) مركز همت لاشين للثقافة و الإبداع 2012
(ساقية مهجورة) مركز عماد قطري للتنمية والإبداع 2014
له تحت الطبع
بئر معطلة / سنبلة من بيادر الحزن / طعم الحكايا القديمة

فهــــرس
  م
        عنوان القصيدة
الصفحة

إهداء
3

القسم الأول
5
1
هذا مقام الصابرين
7
2
أسافر في منافي الليل
13
3
من تراتيل العاشق
15
4
شهد الكوثر
19
5
النار تحت وسادتي
21
6
وصية إلى ملك
25
7
تنويع على مقام الوهم
27
8
قيود
29
9
ما غادر الشعراء غير شجونهم
33
10
الخريف
37
11
الهروب
39
12
شجر من أنين الجراح
45
13
محتمل
49
14
مازال عطرك في يدي
51
15
رسالة ألى السياب
55
16
صمت الحمام
59
17
برقيات إلى غزة
61

القسم الثاني
65
18
الفل المحروم
67
19
فراشة
69
20
فكي سلاسل أحرفي
71
21
متى تعود ؟
73
22
رسالة من سوسنة تحترق
75
23
على ضفاف النرجس
79
24
اللحن الأخير
81
25
وعود مؤجلة
85
26
أنا شحر العذاب
87
27
نبض الحياة يموت بين أصابعي
89
28
خريطة الغيم
91
29
نقوش على كف سيدة
93
30
الفرحة المختبئة
95

الشاعر
79

الفهرس
99










التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads