الرئيسية » » قد هزّنا البين واصطكت فرائصه | مصطفى خداش

قد هزّنا البين واصطكت فرائصه | مصطفى خداش

Written By Unknown on الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 | ديسمبر 30, 2014

أكتب ليُعجب بنصوصي أصحابُ أبي.. فيفرح أبي
كان أول درس نقدي أتلقاه من أبي: قال لي: لا تجعل لغتك الجميلة تبلع أفكارك، فيما بعد صاغ لي حسين البرغوثي الدرسَ بطريقة أكثر وضوحاً وأشد صرامة: (اقتل أحباءك) أي جملك الجميلة التي لا تخدم السياق السردي، ما زلت أتذكر أبي وهو يشتري لي بسخاء القصص من مكتبة قصص أطفال في حي الشرفة بالبيرة، ما زلت أتذكره مستلقياً على السرير وكتاب البخلاء للجاحظ في حضنه يقرأ منه ضاحكاً لي، ما زلت أذكره وهو يطلب مني أن أضع كلمة في جريدة: (يرجئ) في جملة مفيدة، وهو يعرض محاولاتي للأستاذ الصحافي (داود ابراهيم) الذي سوف يكتب لي على دفتري: ستكون كاتباً ذات يوم، ما زلت أذكره وهو يقول لأصحابه في مقهى شعبي: زياد يكتب قصصاً جميلة، فيربت الأصحاب على كتفي فأشعر أني لا بد أن أُصبح كاتباً حتى لا أخذل أبي وأصحابه، صار الرهان الابداعي متمثلاً عندي في عدم كسر توقع الأب وإعجاب أصحابه.
أستضيف معلمي الأول الشاعر مصطفى خداش في زاويتي هذه ( قصيدة حنين إلى شقيقه الراحل إبراهيم).
كأني بذلك أقول له شكراً بلا نهاية، أو كأني أريد أن أثبت له أني تعلمت الدرس الأول، أو كأني أرغب في إسعاده كما أسعدني صغيراً، أو كأني أريد أن أقول متحمساً لأصحابي: أبي يكتب الشعر، تماماً كما قال هو متحمساً لأصحابه قبل خمسة وثلاثين عاماً: زياد يكتب القصة.
الى أخي ابراهيم.
قد هزّنا البين واصطكت فرائصه ............... وأغرز الناب في الأحشاء والجسد
أخي الحبيب حبيب الناس كلّهم ............... عفٌّ بريءٌ من الأحقاد والحسد
سمحٌ أبيٌّ سليمُ النفس معتقدٌ .................. بالله لم يخشَ غيرَ الله من أحدِ
ما فاته من فروض الدين واحدةٌ................ رغم المواجع والإعياء والنجد
طلقٌ صدوقٌ ذكيُ القلب مؤتمنٌ ............... ندبٌ غريبٌ عن الفحشاء والفندِ
أخي الحبيب وربِّ العرش أعشقُه .............. لما به من مضاء العزم والجلَد
لما به من صفاء الود يسعدنا ................... وما به من سداد الرأي والرشَدِ
أوّاهُ يا موتُ لم ترحم شمائله .................... ولا حفلتَ بعقلٍ فيه متقدِ
ولا رأفتَ بإخوانٍ له صعقوا.................... لما أتاهم نعيُ الفارس الأسدِ
ولا بأنجالِ شهمٍ باسلٍ ورعٍ ....................صلبٍ صبورٍ على الضراء والكمدِ
لما خطفتَ حبيبَ القلب بينهم ............... أجّجتَ في القلوب أتوناً من الوجَد
قالوا به أخبثُ الداءات ينهشُه ................ ينال من قلبه المطهارِ والكبدِ
ينال من ماجدٍ بالنبل متشحٌ ...................سمحٍ صبوحٍ وفيٍ فاضلٍ نجِد
ماضٍ شديدٍ قويِ البأس ذي ولعٍ ............... بالصدق بالخير بالإيمان متحدِ.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads