الرئيسية » » "نكهة القهوة الخارقة" ماتشي تاوارا ترجمة فرج بصلو

"نكهة القهوة الخارقة" ماتشي تاوارا ترجمة فرج بصلو

Written By Lyly on الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 | ديسمبر 30, 2014




"يوم السنة للسّلَطَه" صدر في اليابان عام ١۹٨٧ وللتو أصبح كتاب الشعر الذي كسح الأسواق في كل الأزمنة. على مدى أقل من نصف عام بيع منه ما يزيد عن ٥‚٢ مليون نسخة. يحتوي الكتاب على مئتين صفحة. وفي كل صفحة ثلاث قصائد. وكل قصيدة مطبوعة بشكل عامودي متكونة من ٣١ نبرة.
الشاعرة تاوارا ماتشي ( تاوارا هو اسم العائلة), إمرأة حديثة السن كثيرة الحياء. حينها كان عمرها ٢٤ عاماً. مدرِسة في مدرسة ثانوية.
وفاز هذا الكتاب بجائزتين من أهم الجوائز الأدبية في اليابان. وما عدى نجاحه الأدبي والتجاري المذهل أثار حركة أدبية إجتماعية, كنيت "ظاهرة السَّلطة". فالشاعرة نفسها صارت شخصية رائدة ومشهورة تجرى لها مقابلات متتالية في الإعلام. الشيء الذي حوَّلها إلى ناطقة بإسم الجيل النسائي الحديث في اليابان أثناء الثمانينات. وفي التلفزة وضعا برنامجان اسبوعيان تحت تصرفها وتحكمها.
كما انتجت من وحي الكتاب مسلسلات تلفزيونية, حفلات موسيقية, وفيلم سينمائي كامل. هذا بالإضافة إلى الرسومات الكرتونية, أغراض الزينة, والإتيكيتات. ملحنون مشهورون لحنوا القصائد. اسطوانة خاصة (كلاسيكات السَّلطه) ضمت من ابداعات الموسيقيين, دبيوسي وشوفان أنتجت لكي ترافق قراءة الكتاب.
مئات الألوف من النساء من كافة الأجيال حاولن جهدهن بكتابة القصائد على نهج هذا الكتاب. مئات الألوف من القصائد كتبت. المختارة والمميزة منها جمعت في أنطولوجيا خاصة. ومن اشهرها (يوم السنة للسَّلطه للرجال) ويضم قصائد كعدد القصائد في الكتاب المصدر. قصيدة استجابة أو ردة مقابل كل قصيدة في كتاب تاوارا. وفي عام ١۹۹٥ صدرت ترجمتان مختلفتان للكتاب إلى الإنجليزية (في إحداهما اشتركت تاوارا نفسها) فصار الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة أيضاً.
من الصعب تخيل ردود أدبية واسعة كهذه على أي نتاج أدبي. ردود لا فقط في مجال القراءة والتقدير على مستوى الصياغة الجميلة, وإنما ينبوع إبداع هائل إنشق من التأثير البالغ للرائعة الإبداعية.
إن المفاجأة الأدبية من قراءة قصائد تاوارا تنجم من تمكنها في دمج التجربة الحياتية الحديثة باللغة اليابانية العصرية. وذلك في شعر الطاناكا الياباني, وهو شعر قديم وتقليدي. ولكنه فقد حيويته وميوله لعصرنا هذا. وإنجاز تاوارا يتمثل في إنعاش وتطوير الطاناكا, وتحويله إلى لسان حال الجيل الحديث في اليابان.
ونفاذ قصائد "السّلَطَه" هو باختصارها. والتقريب (الكلوز آب) التصويري للحظات الصغيرة. القصائد تبعث, أسى, ألم, فرحة, عزلة الخ... ولكنها لا تحتوي على مرارة بالإطلاق. فالحس البادي في القصيدة بوسيلة معناه, يأتي عن الإيحاء به, الرمز والإشارة إليه بشتى الوسائل. "الهاتف, التاكسي, صحيفة الكولا, الساعة... والعديد من الأشياء المحيطة بالإنسان العصري.
وعند الترجمة ضاع مني الوزن لكني حاولت جهدي في إعادة القصيدة الشفافة
إلى شكلها ببساطة ووضوح وعمق الشعور, والرقة. ومايلي ليس إلا ذرة صغيرة وحساسة من كتاب تاوارا او كما قالت هي باختصار: رسالة يملئها الحب الحب من تاريخ ختم البريد.
إنها رسالة نقية(يملئها الحب) لكل محبي الكلمة الدقيقة والمعبرة, تُرسل لعشاق الأدب والتعبير الخالي من الزيف والطقطقة.

أترقب
من بعيد
جسر تشينطانغ
فأرى قطاراً أخضراً
يقص الرياح


فيما بعد الجاز
اسير في سوق تجاري
تحت الأرض
وصياح التجار
كضجة البحر


إنك تتكلم بلكنة هيروشيما
هل تهزأ
بحبنا
او أريدك
أن تهزأ به


كلمة "الى اللقاء"
تحوم في جونا
إنها أمسية من نوع
سؤال واحد
وجواب واحد فقط

تزوجي
"شاباً جميلاً"
يقول لي الشاب
الذي لن يقترنني
ويُقَّبلني


لا تنسى
الجناح المكسور
للطائرة
التي دفناها معاً
في التراب


قمر -
السادسة عشر في الشهر
الخيط الرفيع
ربما كان قد ربطنا
إنقطع


في ساعة المساء
الشخص
الذي يهجرني
يصورني
بجدية


صورة إفتراق
الفؤاد يمضي
ويبرد
هل سيعود ويتقد
قليلاً؟


نهر التكاسي
يجري
في الثانية ما قبل الصباح
ممر المارين
ما زال نائماً


نحو الصباح
الفراق
إنني أقلي
بيضة
بطعم الدموع


يعلو الفجر
في زاوية شارع
بطوكيو
أشتري صفيحة كولا
من ماكينة المرطبات


اللوحة التي شاهدتها برفقتك
في متحف
غابة التماثيل
"إمرأة بقبعة زرقاء"
ما زال رأسها يميل


يا للدفء
عندما ينادي والدي زوجته
أماه
ولا يتخلله
الإستحاء


رنين متتالي
يخبرني
بعدم وجودك في البيت
إنني أصنت
عاشقة لكل دليل


يحتسي شاياً
ببعد ما
عن الهاتف
كأنما لا
يسمع كلمة


هناك شخص يحبذ
الطريقة
أنظر فيها بساعتي
أفكر في المفردة
"سلوى"


القلب يخفق
بلون البحر
الذي لم أشاهده
أنوه في مفكرتي
"شاطيء كوجوكوري"


عندما أبكي
أنا أخرى
أتعجب
الوجد يمضي
إلى نهايته بهدوء


أحدق في السماء
فيطفو في ذهني
إسمها
الأنثى
التي على ما يبدو رافقتكَ


القلب يعود
متعنتاًً
إلى نقطة واحدة
لا يمكن محو
ما هو أسود من الحبر


رسالة
يملئها الحب
الحب
من تاريخ
ختم البريد


على طاولتي
نكهة
القهوة الخارقة
حياتي مكرسة للحب
فقط

Machi Tawara
ماتشي تاوارا
ترجمة وتقديم : فرج بصلو

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads