حنين
فى الطفولة كان لى وطنٌ صغيرٌ
قريةٌ أحملُها فى القلبِ كما تحملُ أمٌّ رضيعَها
وتحملنى فى القلب كما تحمل قريةٌ فى دلتا النيل رضيعَها
فى الطفولة كان لى وطن صغير فى رحابةِ الكونِ.
قريةٌ أحملُها فى القلبِ كما تحملُ أمٌّ رضيعَها
وتحملنى فى القلب كما تحمل قريةٌ فى دلتا النيل رضيعَها
فى الطفولة كان لى وطن صغير فى رحابةِ الكونِ.
وفى الصبا نظرْتُ فى صفحةِ النيلِ وقلتُ:
"هذا أنا فتيٌّ أكثر مما ينبغى"
وفى الصبا قررْتُ أن أحملَ فى القلبِ تلك البلادِ بهضابها ووديانها وصحاريها
نعم، إنها ثقيلة جدًّا
لكننى فى صباى حملْتُها حقًّا
ومرة أخرى كما تحمل أمٌّ رضيعها.
"هذا أنا فتيٌّ أكثر مما ينبغى"
وفى الصبا قررْتُ أن أحملَ فى القلبِ تلك البلادِ بهضابها ووديانها وصحاريها
نعم، إنها ثقيلة جدًّا
لكننى فى صباى حملْتُها حقًّا
ومرة أخرى كما تحمل أمٌّ رضيعها.
وفى شباب تبخر قبل أن نتعارف
وربما قبل أن يأتى
كفرْتُ بكلِّ شىء
وقلْتُ مبتئسًا وثائرًا:
"يربطنى بالوادى الحذاءُ"
لكنه على أية حالٍ ظلَّ يربطنى
وبدا أنه يربطنى إلى الأبد.
وربما قبل أن يأتى
كفرْتُ بكلِّ شىء
وقلْتُ مبتئسًا وثائرًا:
"يربطنى بالوادى الحذاءُ"
لكنه على أية حالٍ ظلَّ يربطنى
وبدا أنه يربطنى إلى الأبد.
والآن فى الشيخوخة
لا آمنُ فى هذه البلاد التى أرهقت القلب
على قلبٍ أو لسانٍ
ولا آمنُ بالطبع على قدمٍ أو حذاء
لكن يبقى بيننا ذلك الحبل الأزلى
يبقى بيننا حنين مشحون بالغضب
ومغلف بكبرياء هش
حنين عاشقين متخاصمين.
لا آمنُ فى هذه البلاد التى أرهقت القلب
على قلبٍ أو لسانٍ
ولا آمنُ بالطبع على قدمٍ أو حذاء
لكن يبقى بيننا ذلك الحبل الأزلى
يبقى بيننا حنين مشحون بالغضب
ومغلف بكبرياء هش
حنين عاشقين متخاصمين.
18/ 2/ 2013
