الرئيسية » » ورد دمشق | ظبية خميس

ورد دمشق | ظبية خميس

Written By كتاب الشعر on الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014 | ديسمبر 02, 2014

ورد دمشق.
                                                               إلى محمد الماغوط.


من فتنة الورد
والقهر
أنت نبت.

أراك على حدود
حضور الغياب

لا وجه لك
ولا جسد يتثاقل,يحملك.

فقط,أنت هنا
تطفو على وجود
حاضره ذكرى ليست غائبة.

هاهى دمشق
وها أنا
بعد ربع قرن,وأكثر
وأنت
وهم...كل من أراه هنا.

أكاد لا أعرف أحدا
هنا
ومن تبقى بالسؤال وجدته
يموت يوم قدومى.

على الجندى آخر الراحلين
وأنت يا محمد مررت فى النصف
بين عدوان وونوس
ومراش...وغيرهم.




تركتم دمشق..
لمن تركتموها؟!
وحتى اللاتيرنة ليس هنا
أصبح ديسكو
ومقهى أبوعلى فى الربوة
ليس هنا...

فقط دمشق ,تمضغ ماضيها
وتضيف إليه,المزيد.

ينهرنى الزبال وأنا أهم
بدخول جامع أمية:
"غطى يامرة...غطى!!"
فأمضى دون الدخول
ملقية السلام السلام على يوحنا المعمدان,
ودانييل,والحسين.

وفى الحميدية تكاد المحجبات تركلننى
وأنا أسير
بسيجارتى الشرهة للمزيد
من الحريق.

أحلم بزيارة قبر إبن عربى
وأخشى مجىء زبال آخر
ينهرنى فى الطريق.

جثوت عند قبر صلاح الدين
وقرأت لروحه الفاتحة
وسمعت من يدعو له بالقيام
من رقدته..ليحررنا من جديد.








مضيت إلى صيدنايا
ومعلولة
وصليت فى قداس الأحد
وتأملت مغارات النساك
وأنا أتناول اللبنة والزعتر
مع أبى إبراهيم
وأتذوق طعم زيت الزيتون
وأتشمم رائحته
وأقول ما أحلى نبت
هذه الأرض.

مضيت إلى مهرجان قررت أن لا أحضره
على رأس جبل
من جبال طرطوس.
شاهدت أكوام الزبالة
تتشمس على شواطىء المدينة
والقديم-المهدم
يرقد قبالة طرواد
وتأملت القرى النائمة
بين أحضان الجرد
والصحراء الجبلية الممتدة
وأكلت اللوز والفستق والجوز
الطازج
عند عربة فى داخل أحشاء النبك
النائمة فى هدوء البيوت
التى سافر أهلها للبعيد.

فى السليمانية
شاهدت من بعيد
شيخا بلحية بيضاء
وحده جالسا أمام ليوان الجامع
والقبة فوقه
هادئة..ناعسة تحت أشعة
الشمس.


وفى المتحف الوطنى
شاهدت بقايا التاريخ
ووقفت أمام تمثال صغير لإمرأة,
من تدمر..جميلة,وأنيقة,
من نساء ما قبل التاريخ.

كل رحلتى يامحمد تذكر
وأكثر ما أتذكره هو أنت.

أقرأ غادة
وأقرأ نزار
وأقرأك...

أتشمم حضور الغياب
وأقرأ درويش فى وداعيته
وهو يكتب عن هواء دمشق وياسمينها
وبيت نزار,



غير أن الهواء....ملوث
ولا ياسمين حولى أراه.





13-8-2009




دمشق-مقهى البرازيل

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads