عذرا حبيبي.. فقلمي لا يقطر أنوثة
بين ضيائك أيها القمر تضيع كلماتي
أحاول أن أخطف من جمال بدرك مفرداتي
لكن أناملي تخط ما أحاطك من ظلام على صفحاتي
وكأن عيني لا ترى سوى السواد
ألم تر ضوءك.. منيراً درب العاشقين..؟
ألم تر جمالا.. تغنى به شعراء الحب والعشق الأولون..؟
كلما كتبت ..حبيبي ..أعشق قربك
تراءيت لي من بين قضبان وزنزانة
أبعدتني عن قربك أشواك ومسافات
تغرق كلمات عشقي بحور ومحيطات
فلا يصلك حبيبي غير أنين وآهات
حاولت رسم بسمة طفل..سمعت صراخ ابن غزة
يبكي..جوعا..ألما.. خوفا
يتدثر بألحفة الخوف من تراب فوق سرير صدئ
يغمس رغيفا خشبيا قد جف ماؤه في ماء يحلم أن يعيده رغيفا
أرى أطفالا تبرز عظامهم من بين قليل لحم
تغور أعينهم في عظام وجنتين هجرتهما حمرة وردة قبل أن تينع
أنى لي حبيبي..بكلمات عشق..وقلبي تبدل دفؤه بحريق..بغضب..ولعنة..؟
أريد أن أهديك وردة..زهرة..أقحوانة
لكن أرضي قاحلة..لا ينبت فيها غير أشواك غضب وظلم ولعنة
اعذرني حبيبي..فقلمي لا يقطر أنوثة
امتلأ بمداد أسود ..قاتم
لا ينثر غير موت..حطام..سجن ..حزن..ألم
تشرد ، ضياع ، غربة ، قرس برد
فاعذرني حبيبي ، لعل يوما يأتي فتقطر بالأنوثة كلماتي