لم يفت الوقت لتمتحن الطالع
يونس الحيول - المغرب
أقرص ظلك ويبدأ العزف:
وصفة مجربة للهذيان. من أين لك هذه الطاقة أيها
البغل؟ بهرشة في شعرك تسقط سربا من الأفكار. ما همك الظلام وفي قلبك ينتحب الليل؟
ما همك الطريق ووحشة المسافة هاوية؟
لا تحرس جثت الذكريات.
لست مستحضرا للأرواح . وانظر إلى هذا الهلام تشتبك على حوافه مليشيات الندم. أنظر:
توا سيبدأ الضرب تحت الحزام. أدلق كأسك في شقوق روحك. وحدق في سكون القعر. لم يفت
الوقت لتمتحن الطالع. ترى غابة يضيئها البرق؟ ترى تابوتا يتسكع بربطة عنق؟ إعصاراً
في خزانة الكتب؟ لا بأس، بعد كأسين بلا ثلج ستهدأ العاصفة.
أحلامك في سن اليأس (لا تخف). وفر
الفوطة. وفر أعصابك وشغفك بالحب. كدس استعاراتك في قنينة وطوح بها خارج النص
(لاتلوح). إن لوحت تستفرد بك الوحشة. ويجرح أناملك الصدى . أنت العارف بالمشهد: الألم
غيرقابل للقياس. والدرس ليس للمراجعة. ألجم صرير روحك. ثبت الهدنة مع فيالق الصمت
(العطب لا راد له). لا تكتب الوصية. أحشد حواسك في خطاك. ادفع قلبك على عجل . وابغث
كي يكون الموت خفيفا ومن كل مهب.
