أثر الموت
ذنون خلف
أثر الموت يبقى حيا
في عروقنا التي إلتهمها العطش
أثر الريح في منازلنا
التي ماتزال بالكاد وافقة
أثر الخبز في حنجرة عصفور ميت.
أتحدث عني
عنك، وعنهم..
عنا جميعا
تمر إذن.. يمر صوتك
عبر دوامة من الصمت
وتتساءل إذا ما كنت ستنزل
إلى الجحيم بهدوء؟.
أثر الموت يبقى حيا
في شوارعنا المظلمة بكلابها
الشقية
بحراسها الحزانى وغبارها الناعم
في مراسيم الوحدة
ويدها المكللة بالشوك والفخر
ها نحن نظل متظاهرين بالحياة.
أثر الموت يبقى حيا
في دورة المياه في نهاية الشارع
في نهاية العام القادم والفائت
في خطوات الشمس على العظام
وفي أغطية الموتى
وصالات احتضارهم
أثر الموت يبقى حيا
مشمئزا، ومتوهجا
في أغاني الفلاحين واللصوص
في عرق الأجساد النتن
والكلمات الكثيرة التي نظل
مضطرين لقولها في كل نهار.
تمر إذن.. يمر صوتك
وتتساءل عما إذا كنت ستنزل
إلى الجحيم بهدوء؟
أتحدث عني، عنك، عنهم
وعنا جميعا..
عاهرات وأضواء.. محتالون وفقراء
في ساعات الليل البارد
الذي يعرف كيف يكون لانهائيا
أنا أضيع وأنت تضيع
وهم يضيعون
كلنا نضيع، بأوجه ملأها الحزن
من الرعب اليومي.
جدران في كل مكان
كتابات وإعلانات
محطات قطار وأناس آخرين
حقائب وأشياء أخرى
تنظر في عيونهم كما في نهاية
مغلقة
وتواصل المسير عبر حقبات
من الزمن..
كما لو كنت أثر الموت
كما لو كنا نحن أثره.
أثر الموت يبقى حيا
جالسا أمام الدار
جالسا في عينيك أمام المرآة
يعلمك الصمت في وجه الصراخ
يطلب منك أن تأخذ معك كل آثارك
وأنت تهبط إلى الجحيم
صلاتك غير الموجهة
تتجمد في الأرجاء.
جدران في كل مكان
لفافات تبغ، ورائحة كحول
قصائد متلفة وقمصان غير مكوية
عواء باهت ومنصات إعدام
ملابس داخلية متسخة بالنطاف..
كل ذلك يعود
يتكوم على هيئة إعصار
ويجتاح رأسك
حياتك ظل حياة أخرى
حيث ثمة دوما مساء للإهانة
مساء للحب، المساومة، أو حتى
الإبتزاز.
حياتك أثر ضخم للموت.
أثر الموت يبقى حيا
في انحناءات الأشجار
في صخب الملاعب الساذج
في المقاهي المنتشرة على طول
الطريق
في رطوبة البحر ولزوجة الطحالب
في رائحة النار العفوية
وفي ابتهاج طفل سيكبر..
المسافة لا تنتهي
لا شيء يرجع
ولا حتى أقدامنا
كان ينبغي أن نعود من حياتنا
لكن ها قد فات الآوان
وها أنذا أنظر للأثر الذي
خلفته.